عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-05-08, 01:31 PM
محمد خطاب محمد خطاب غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-08
المكان: الدوحة - قطر
المشاركات: 9
افتراضي ***الإبتلاء بالخير***



***الإبتلاء بالخير***

بقلم : محمد خطاب


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعـــــــد ،،،،
فكثير من الناس يظن أن الإبتلاء يكون من باب الشر فقط ولكن الحق أن الإبتلاء قد يكون من باب الخير كما قد يكون من باب الشر قال سبحانه وتعالى: "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ " الأنبياء:35
والإنسان مما جبل عليه من رغبته أن يكون في بحبوحة من العيش يظن أن الخير لمجرد الإستمتاع فقط في حين أنه لابد أن يكون وقت نزوله به مراعياً لشرع الله فيه تماماً مثل الفقر إذا ما نزل عليه فلابد أن يراعي شرع الله فيه ولكن طبيعة الإنسان تجعل ردة فعله خلاف ما لابد له من فعله قال سبحانه: "فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ . وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ"الفجر:15-16
وصدق الفاروق رضي الله عنه عندما قال :"ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر"
إذن فالغنى إبتلاء كما يكون الفقر إبتلاء ولكن الصبر على الفقر أيسر بكثير من الصبر على الغني لأن الإنسان من عادته إذا كثر ماله ينسى ربه ويطغى وانظروا إلى هذه المحاورة بين من يعرف قيمة النعمة ويؤدي حقها وبين من لا يعرف ذلك قال سبحانه وتعالى: " وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَهَذِهِ أَبَداً (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُإِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنقَلَباً (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْتُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً (37) لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً (38) وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّبِاللَّهِ إِنْ تُرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً (39) فَعَسَىرَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَاحُسْبَاناً مِنْ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً (40) أَوْ يُصْبِحَمَاؤُهَا غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً (41) ولا يذكر الإنسان ربه إلا بعد فوات الأوان في حين أنه لو تذكر ربه بالرخاء لتذكره ربه بالشدة قال سبحانه وتعالى: وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَاوَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْبِرَبِّي أَحَداً (42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً (43)
ثم ياتي الفصل وتبيين القواعد بقوله سبحانه : "هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً (44)
وقد علمنا صلى الله عليه وسلم أن خوفه على الأمة من بسط الدنيا أكثر بكثير من خوفه عليها من الفقر فعند الترمذي من حديث الْمِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَعَثَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ الْجَرَّاحِ فَقَدِمَ بِمَالٍ مِنَ الْبَحْرَيْنِ وَسَمِعَتِ الأَنْصَارُ بِقُدُومِ أَبِي عُبَيْدَةَ فَوَافَوْا صَلاَةَ الْفَجْرِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- انْصَرَفَ فَتَعَرَّضُوا لَهُ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ رَآهُمْ ثُمَّ قَالَ “ أَظُنُّكُمْ سَمِعْتُمْ أَنَّ أَبَا عُبَيْدَةَ قَدِمَ بِشَيْءٍ ». قَالُوا أَجَلْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ « فَأَبْشِرُوا وَأَمِّلُوا مَا يَسُرُّكُمْ فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ قَبْلَكُمْ فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ” قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. السلسلة الصحيحة 1249 .
أحبتي لنجعل أمرنا كله خير كما علمنا صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ؛ إن أصابته سرّاءشكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له"


كتبه : محمد خطاب
__________________
اللهم اجعلني خيرا مما يظنون ولاتؤاخذني بما يقولون
واغفر لي مالا يعلمون

من أيِّ بواباتِ مجدك أدخلُ....وبأيِّ ثوبٍ في رحابِك أرفل
وبأيِّ قافيةٍ أصوغ مشاعري....وبذهن أيِّ قصيدةٍ أتأمل
يا مسجدَ القدس الذي أحببته....حباً عميقاً في دمي يتغلغل
يا مسجد الأقصى كسرتُ حواجزي....وأتيتُ والظلماءُ فوقك تُسدَل
رد مع اقتباس