[عارف الشمري]

س4 - هل كل المخلوقات عرش لله ؟
نعم عند الشيعة

أورد الكليني عن أبي عبدالله أقوالا في تفسير قوله تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى{5} سورة طه

قال : سئل أبو عبدالله _ جعفر الصادق _ عن معنى قول الله عز ووجل : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى{5} ؟ فقال : استوى على كل شيء ، فليس شيء أقرب إليه من شيء !!
وقال عبدالرحمن بن الحجاج : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى{5} فقال : استوى في كل شيء ، فليس شيء أقرب إليه من شيء ، لم يبتعد منه بعيد ، ولم يقرب منه قريب !!![ الكافي 1: 127 -128 ].
____________________________


رد أهل السنة والجماعة:

اعتبر أبو عبدالله العرش شاملا لكل المخلوقات التي خلقها الله ، وليس عرشا خاصا لله سبحانه ، وجعل استواءه سبحانه على العرش استواءه على كل شيء من المخلوقات التي خلقها الله .
واستواؤه سبحانه على كل المخلوقات التي خلقها معناه تساوي تلك المخلوقات في قربها منه ، وفي بعدها منه ، فلم يقرب منه قريب منها ، ولم يبعد منه بعيد منها ، وليس شيء منها اقرب إلى الله من غيره ، فكلها في القرب من الله سواء .

وعلى هذا التفسير يكون معنى قوله : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } تساوي كل المخلوقات في قربها من الله ، وجعلها كلها بمنزلة واحداة ، ليس بعضها بأقرب من غيره ، ولا بأبعد من غيره .
وعلى هذا التفسير يكون الاستواء صفة للمخلوقات ، وليس صفة لله سبحانه ، وينفي هذا التفسير وجود عرش لله ، لأن كل المخلوقات عرش لله .

ولو صح هذا التفسير لأسند الاستواء إلى المخلوقات ، وليس إلى الله ، ولما قالت الأية : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، ولقالت : استوت المخلوقات عند الله !!!!!!!
وهذا التفسير باطل ومردود ،وهو تحريف لمعنى الاستواء على العرش ، وإبطال لمعنى الأية ، ومخالف لما فهمه منها السلف الصالح من الصحابة والتابعين رضى الله عنهم اجمعين .

لقد أخبر الله في أكثر من أية أنه خلق السماوات والأرض ومابينهما في ستة أيام ، ثم استوى على العرش ، كما في قوله تعالى : { إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ {54} [ الأعراف : 54 ] .

ولا يراد بالعرش جميع المخلوقات التي خلقها الله ، إذا لو أريد به كل تلك المخلوقات ، لما كان في ذكره بالمفرد والنص على استواء الله عليه فائدة .

العرش مخلوق عظيم خلقه الله ، ولايعلم حجمه وسعته إلا الله ، ووصف الله نفسه بأنه ربه . قال تعالى : { فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ{116} [ سورة المؤمنون : 116 ] . وقال تعالى : { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ{129} [ سورة التوبة : 129 ] .

وإذا كان العرش الضخم موصوفا بأنه عرش عظيم . فهو خلق خاص ، وليس شاملا لكل المخلوقات الكبيرة والصغيرة .

اتقوا الله ياشيعة صدقوا الله عز وجل ولا تصدقوا الكليني !!!!!!!!!!!!!!