عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2011-04-02, 06:24 PM
عارف الشمري عارف الشمري غير متواجد حالياً
محـــــــــاور
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-12
المشاركات: 1,573
افتراضي

خاتم النبوة :

وردت النبوءة فى سفر إشعياء 9: 6
(( لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا وتكون الرياسة على كتفه ويدعى اسمه عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن الى الابد.غيرة رب الجنود تصنع هذا))

شرح النبوءة:
أولا: بدأ النص بقوله ((لانه يولد لنا ولد ونعطى ابنا)) فالحديث عن رسول بشر يولد كما يولد الناس ، و هذا ما تعيه العقول السوية ، و نحن نؤمن ببشرية رسولنا و كذلك ببشرية المسيح، و لكن الشاهد أن لا مجال لدعوى أن الكلام هنا عن يسوع الإله المزعوم و ذلك حتى لا يتشدق النصارى بجهالاتهم التى إعتدناها!

ثانياً: تقول الفقرة التالية ((وتكون الرياسة على كتفه))
- فصرح بأن الرياسة تكون على كتف هذه المولود ، و هذا هوخاتم النبوة الذى كان على كتف رسول الله صلى الله عليه و سلم
و فى حديث عبد الله بن سرجس لما اكل مع نبى الله صلى الله عليه و سلم قال: (( ثم درت خلفه فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند نغض كتفه اليسرى جمعاً ، عليه خيلان كامقال التأثيل)) روام مسلم
- و لم يذكر شىء من ذلك عن المسيح عليه السلام

ثالثاً: ثم تقول الفقرة التالية ((ويدعى اسمه عجيبا مشيرا))
و كلمة (عجيباً)فى الأصل العبرى (pala' ) و تعنى = الرائع او الجدير بالاعجاب

و فى الترجمة الانجليزية هكذا
and his name shall be called Wonderful Counsellor

و فى الترجمة الفرنسية
On l'appellera Admirable, Conseiller

و فى الترجمة اللاتينية الشهيرة (الفولجاتا)
nomen eius Admirabilis consiliarius

http://scripturetext.com/isaiah/9-6.htm


فالكلمة الاصلية (admirable ) اى الرائع أو الجدير بالإعجاب و الثناء ، و هذا هو بالضبط اسم رسول الله إذ إسمه محمد و هو المستحق للحمد و الثناء الكثير

-و للإستئناس نذكر ما ورد فى إنجيل برنابا المكتشف فى مكتبة الفاتيكان فى القرن الثامن عشر ، فقد ورد فى الفصل97:
(( إسم المسيا ، عجيب ،لأن الرب نفسه أعطاه هذا الإسم لما خلق روحه و جعله فى المجد السماوى, الرب قال: إنتظر يا محمد.... محمد هو الإسم المبارك))

و الترجمة الإنجليزية
6. "Jesus answered: "The name of the Messiah is admirable, for God himself gave him the name when he had created his soul, and placed it in a celestial splendour. God said: "Wait Muhammad….." Muhammad is his blessed name."

http://membres.lycos.fr/barnaba/

رابعاً: ثم قال أنه يدعى (( إلهاً قدراً أباً أبدياً))
- فننبه أولاً ان كلمة إله هنا لا يقصد بها الإله المعبود ، و قد تبين أن الكلام عن مولود من بنى البشر يولد للناس ،
و إنما المقصود هو نبى قوى مؤيد من الله تعالى بالمعجزات و الإنتصارات

و قد أطلق لفظ إله على الأنبياء فى الكتاب المقدس فى غير ما موضع:
كما أطلق على موسى ((1. فقال الرب لموسى انظر.انا جعلتك الها لفرعون وهرون اخوك يكون نبيك))خروج 7: 1

و أطلق على صموئيل أيضاً حين أراد شاول تحضير روحه!!
((13 فقال لها الملك لا تخافي.فماذا رأيت.فقالت المرأة لشاول رأيت آلهة يصعدون من الارض. 14 فقال لها ما هي صورته.فقالت رجل شيخ صاعد وهو مغطي بجبّة.فعلم شاول انه صموئيل فخرّ على وجهه الى الارض وسجد.)) 1 صموئيل 28: 13

- و كذلك قوله ( أباً أبدياًً) يفيد أنه يكون قائداً للمؤمنين فى الدنيا و الأخرة و أن رسالته هى الرسالة الخاتمة المهيمنة التى لا تنسخ ولا تتبدل حتى يرث الله الأرض و من عليها

هو حال رسول الله صلى الله عليه و سلم الذى قال عنه ربه تبارك و تعالى ((َأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ))

و قال صلى الله عليه و سلم : ((إنما أنا لكم مثل الوالد يعلمكم)) أخرجه النَّسائي وابن ماجة وابن خُزَيمة فى صحيحه والبيهقي

و قال عليه السلام ((أنا سيد ولد آدم و لا فخر، آدم فمن دونه من الأنبياء تحت لوائي)) صحيح أخرجه أبو يعلى في و ابن حبان وابن أبي عاصم في «السنة» والطبراني و غيرهم

و قال عليه السلام فى بيان رياسته و عجائب أسمائه: ((أنا محمد و أحمد و أنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر و أنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي و أنا العاقب...الحديث)) -رواه البخاري و مسلم

و قال صلى الله عليه و سلم (( و إنه لا نبى بعدى)) رواه مسلم

- و لا شك أن شيئاً من ذلك لا ينطبق على المسيح عليه السلام
•فلم يحدث ان قال المسيح انه اخر النبيين أو أن رسالته خاتمة – بل بشر بالأتى من بعده ليخبرهم بكل شىء كما سيأتى إن شاء الله
•و لم يقل و لو مرة واحدة أنا إله كما يزعم النصارى بل قال صراحة ((40 ولكنكم الآن تطلبون ان تقتلوني وانا انسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله.هذا لم يعمله ابراهيم.)) يو 8: 40
- و قال فى إثبات الألوهية الحق لله تعالى وحده ((3 وهذه هي الحياة الابدية ان يعرفوك انت الاله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي ارسلته.)) يوحنا 17: 3
•و لم يكن للمسيح القدرة بل كفره قومه و طاردوه و خذله تلاميذه، بل و على حسب إعتقاد النصارى جُلد و صُلب و أُهين أشد ما مهانة!!
- و قال المسيح بصريح العبارة أنه لا يقدر أن يفعل من نفسه شيئا ((30 انا لا اقدر ان افعل من نفسي شيئا.كما اسمع ادين ودينونتي عادلة لاني لا اطلب مشيئتي بل مشيئة الآب الذي ارسلني)) يوحنا 5: 30
• و لم يصف المسيح نفسه بأنه لتلاميذه أب لا بمعنى رسول ولا حتى من الناحية اللاهوتية و ذلك حتى لا يتشدق جهلاء النصارى بترهات و اوهام مفضوحة
إذ يؤمن النصارى المثلثين بتمايز الاقانيم و يسوع ليس اقنوم الأب و انما اقنوم الابن بزعمهم
و اما الأب فهو الله الحق وحده الذى قال عنه المسيح ((والآب نفسه الذي ارسلني يشهد لي.لم تسمعوا صوته قط ولا ابصرتم هيئته)) يو7: 35
و قال صراحة : ((ولا تدعوا لكم ابا على الارض لان اباكم واحد الذي في السموات.)) متى 23: 9
و قال : ((اني اصعد الى ابي وابيكم والهي والهكم.)) يوحنا 20: 17
و قال عنه بولس: ((لانه يوجد اله واحد ووسيط واحد بين الله والناس الانسان يسوع المسيح)) 1 تيموثاوس 2: 5

خامساً: ثم يصف ذلك المنتظر بأنه ((رئيس السلام ))
و هنا يزعم النصارى ان ذلك هو المسيح الذى جاء بالسلام بزعمهم و تعاليم المحبة و من ضرب على خدك الايمن ادر له الايسر إلى غير ذلك من الخزعبلات

و الحق أن هذا لا يمكن ان يكون إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم، و بيان ذلك من وجوه:
أ- أن دين النبى محمد صلى الله عليه و سلم إسمه الإسلام و هو مشتق من السلام،
و الكلمة العبرية المذكورة ههنا (شالوم) يمكن ترجمتها سلام و يمكن ترجمتها إسلام لأن الإسلام مشتق من السلام متوافقاً معه فى اللفظ و المعنى

و لذلك لما أمر الله تعالى المؤمنين أن يسلمو لربهم بالكلية قال عز و جل (( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً))
فدل أن الإسلام هو السلم

و قال النبى صلى الله عليه و سلم فى تعريف الإسلام لما سؤال عنه ((تسلم قلبك لله وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك)) صحيح رواه أحمد

و قال النبى صلى الله عليه و سلم فى دعوة غير المسلمين كما فى رسالته إلى هرقل : ((أسلم تسلم )) رواه البخارى

و كان صلى الله عليه و سلم يقول (( اللهم أنت السلام و منك السلام)) رواه مسلم و احمد و الترمذى و غيرهم

و هكذا يتبين للعيان أن الدين الوحيد الذى يعنى اسمه السلام و مشتق لفظاً و معنى من السلام و إسم الرب فيه السلام و تحيته السلام و تحية المؤمنين فيه يوم يلقون ربهم سلام هو دين المسلمين

و هذا مصداق قوله تعالى (( و ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) و قوله صلى الله عليه و سلم (( إنما انا رحمة مهداة)) و قوله (( بعثت بالحنيفية السمحة))

ب- و اما اعتراضهم بأن رسول الله بعث بالجهاد ، فهو إعتراض فاسد لأن الجهاد هو فى حد ذاته رحمة و وسيلة لأحلال السلام الحق ، و لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، لذا قال تعالى ((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ))

- فالحق لابد له من قوة تحميه ، و اقتضى الله بحكمته وجود الخير و الشر و سن سنة التدافع بينهما و لولاها لهلك العالم ولما انصلح ، قال عز و جل ((َلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ))

و قال سبحانه ((وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ))

بل إن الإسلام جاء بأعظم الخلق فى الحرب كما فى السلم فقال نبى السلام و الرحمة لقادته (( سِيُروا بِاسْمِ اللهِ، وَفِي سَبِيلِ اللهِ. قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ. وَلاَ تَمْثُلُوا، وَلاَ تَغْدِرُوا، وَلاَ تَغُلُّوا، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيداً )) . [ رواه مسلم و ابن ماجه ]
و سيكون لنا مزيد تفصيل فى هذا الأمر حين الحديث عن طبيعة الرسالة المحمدية بإذن الله تعالى

جـ- و أما دعواهم أن ذلك الأمر يتعلق بالمسيح ، فإنى لا أعرف أى سلام هذا الذى يزعمون ان المسيح جاء به ليكون سلاماً أبدياً لا ينتهى كما ورد فى النص؟!
- هل هو إسم و عنوان دينه؟ الجواب لا المسيح لم يقل أن ان ديانته إسمها السلام أو الإسلام بحسب الكتاب المقدس
- هل المقصود هى التعاليم أو الواقع ؟ الجواب أيضاً لا ، إذ لا يتصور سلام للبشرية فى ظل تعاليم تقول ( لا تقاموا الشر) فتالله ما أسعد الشيطان و اتباعه بمثل هذا التعليم؟
* ثم أن المسيح أكد بلسانه أنه ما جاء ليحل السلام و قال ((لا تظنوا اني جئت لألقي سلاما على الارض.ما جئت لألقي سلاما بل سيفا)). متى10: 34
فهاهو يسوع الذى يؤلهه النصارى ينفى أن يكون جاء ليرسى السلام – و هو قادر على ذلك إن أراد- بل أكد أنه ما جاء إلا ليلقى السيف على الأرض و يفرق الأسر و يلقى البغضاء فى القلوب، حتى جعل شرط قبول اى انسان كتلميذ أن يكون مبغضاً لأهله و نفسه و ولده!!
((26 ان كان احد يأتي اليّ ولا يبغض اباه وامه وامرأته واولاده واخوته واخواته حتى نفسه ايضا فلا يقدر ان يكون لي تلميذا.)) لوقا14: 26

و قال فى موضع أخر ((اما اعدائي اولئك الذين لم يريدوا ان املك عليهم فأتوا بهم الى هنا واذبحوهم قدامي)) لوقا 19: 27
فيالها من محبة للأعداء !!
و أوحى إلى يوحنا أن يحب أعداءه و يباركهم بأن يطردهم من بيته ولا يرد عليهم السلام!!
((10. ان كان احد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام. 11 لان من يسلم عليه يشترك في اعماله الشريرة)) 2يوحنا 1: 10

- و أما من جهة الواقع فلم يزد العالم بعد المسيح إلا شقاقاً و سفكاً للدماء ، و هو نفسه تنبأ بزلازل و حروب و اضطهادات و عذابات ، بل إن الأمم المسيحية بالذات لها تاريخ لا مثيل له بين الأمم فى ابادة الشعوب و اجراء المجازر ، و التنافس فى صناعة أسلحة يصفونها هم أنفسهم بأنها للدمار الشامل ، دون أى وازع من ضمير أو خلق يضبط حروبهم
فأين ذلك من تعاليم رسول الله صلى الله عليه و سلم المؤمنين؟!

و على هذا يتبين أن سنة الله الكونية و تدافع الخير و الشر و واقع البشر و التاريخ لا يستقيم مع دعوى ان السلام حل على الأرض بمجىء المسيح
و إنما الصحيح المقصود بالسلام (شالوم) هو الإسلام الذى جاء بالرحمة و الملحمة كلاهما ليسلم الناس فى الدنيا و الأخرة و يأمنون
و رئيس السلام تعنى نبى الإسلام ، و هو محمد صلى الله عليه و سلم

سادساً: ثم تقول الفقرة التالية ((على كرسي داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن الى الابد.غيرة رب الجنود تصنع هذا))

و هذا نص عظيم يؤكد ان المقصود هو نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ، و بيان ذلك من وجوه:

أ‌- أن المسيح عليه السلام لم يملك على كرسى داود بل كان ضعيفاً مطارداص و انتهى به الحال إلى القتل بزعم النصارى

ب‌- أن المسيح نفسه حسب الإنجيل قال ((مملكتى ليست من هذا العالم)) يوحنا 18: 36

جـ- أن المسيح عليه السلام لا يملك أن يكون ملكاً على كرسى داود ، لسبب بسيط و هو ان المسيح حفيد يهوياقيم ، و يهوياقيم هذا مات كافراً و عاقبه الله أن لا يملك أحد منه نسله على كرسى داود (( لذلك هكذا قال الرب عن يهوياقيم ملك يهوذا.لا يكون له جالس على كرسي داود وتكون جثته مطروحة للحر نهارا وللبرد ليلا.)) ارميا 36: 30

و لكن العجيب أن كتبه الإنجيل لما وجدو هذا القرار الربانى سيشكل على تحريف النبوءات على يسوع حذفوا اسم يهوياقيم من نسب يسوع !!

فقال متى فى نسب يسوع ((ويوشيا ولد يكنيا واخوته عند سبي بابل.)) متى 1: 11

فى حين يوشيا جد يكنيا و ليس الده المباشر و إنما والده يهوياقيم الذى لا يكون من نسله جالس على كرسى داود!!

((وارد الى هذا الموضع يكنيا بن يهوياقيم ملك يهوذا وكل سبي يهوذا الذين ذهبوا الى بابل يقول الرب لاني اكسر نير ملك بابل)) ارميا 28: 4

((في ابتداء ملك يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا ...)).ارميا 26: 1
و بهذا يتبين لما تم التحريف بالحذف ، و يتبين ان النبوءة لا تنطبق على المسيح

د- و أخيراً فإن النص يؤكد ان هذا السلطان الأبدى الذى يعطيه الله لذلك النبى الموعود إنما يكون بنصر الله له على عدوه لذلك أشار إلى الجهاد بقوله ((غيرة رب الجنود تصنع هذا))
و هذا مصداق قوله ((فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ))


راكب الجمل :


: "وردت النبوءة فى سفر إشعياء و نصها:
((قال لي السيد: اذهب أقم الحارس، ليخبر بما يرى، فرأى ركاباً أزواج فرسان، ركاب حمير، ركاب جمال، فأصغى إصغاء شديداً، ثم صرخ كأسد: أيها السيد أنا قائم على المرصد دائماً في النهار، وأنا واقف على المحرس كل الليالي، وهوذا ركاب من الرجال، أزواج من الفرسان. فأجاب وقال: سقطت، سقطت بابل، وجميع تماثيل آلهتها المنحوتة كسرها إلى الأرض. يا دياستي وبني بيدري، ما سمعته من رب الجنود إله إسرائيل أخبرتكم به)) اشعياء 21: 6

فهذه النبوءة تتكلم عن شخصين :-
- الأول: راكب حمار ، و هو المسيح عليه السلام الذى اشتهر بذلك و دخل أورشليم على ظهر أتان مصداقاً لنبوءة زكريا
((14 ووجد يسوع جحشا فجلس عليه كما هو مكتوب 15 لا تخافي يا ابنة صهيون.هوذا ملكك يأتي جالسا على جحش اتان. )) يوحنا 12: 15

- أما الأخر: فهو راكب جمل ، و ذلك هو نبينا محمد صلى الله عليه و سلم
و هذا يذكرنا بقول النجاسى لما بلغته دعوة رسول الله ((أشهد بالله إنه لَلنَّبيُّ الذي ينتظره أهل الكتاب، وأن بشارة موسى براكب الحمار كبشارة عيسى براكب الجمل)) السيرة الحلبية 3/279

-و الحقيقة أن صيغة الجمع فى كلمة (ركاب) - و رغم أنها لا تقدح نهائياً فى معناها إذ يستعمل الجمع فى العبرية كما فى العربية للتعظيم و ليس فقط للتكثير - إلا أنها و رغم ذلك تظل ترجمة غير دقيقة و غير أمينة

لذلك كانت فى الترجمات القديمة بصيغة المفرد بل و إلى يومنا هذا تأتى بالإفراد فى بعض الترجمات كما فى ترجمة (YLT ) :-
And he hath seen a chariot -- a couple of horsemen, The rider of an ass, the rider of a camel, And he hath given attention -- He hath increased attention

- و أخيراً تتكلم النبوءة عن تحطيم أصنام بابل، و هو دليل زوال ملك فارس الوثنية و تمزيق عرش كسرى على يد أبناء محمد صلى الله عليه و سلم ، و قد كان و لم يكن ذلك إلا لمحمد صلى الله عليه و سلم الذى حطم الأصنام و نشر التوحيد و وضعت الجاهلية تحت قدميه و فتح الله على أبناءه الصحابة كنوز بابل و فارس عموما!
__________________
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس :إنّ فيك خَصلتين يُحبهما الله:الحلمُ ، والأناةُ )رواه مسلم :1/48
وعن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(من أحبّ لِقاء الله أحبّ الله لقاءهُ ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءهُ ) رواه مسلم : 4/2065
رد مع اقتباس