عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 2011-04-02, 09:04 PM
عارف الشمري عارف الشمري غير متواجد حالياً
محـــــــــاور
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-12
المشاركات: 1,573
افتراضي

إخباره بأمور غيبية صلى الله عليه و سلم :


فمن معجزات رسول الله صلى الله عليه و سلم إخباره عن غيبيات زمانية و مكانية وقعت كما أخبر عليه السلام، مما يؤكد أن هذا وحى عالم الغيب و الشهادة، و قد استفاض اهل العلم فى تبيانها فى كتب السنة و الدلائل و الشمائل ، ككتب دلائل النبوة للدكتور منقذ السقار و من قبله الجواب الصحيح و دلائل البيهقى و اظهار الحق ، و من ذلك:-


إخباره عن كتاب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة :

و هو الكتاب الذي أرسله إلى قريش مع امرأة، يخبرهم فيه بعزم النبي على غزو مكة.
فلما كشف الله ذلك لنبيه؛ بعث علياً والزبيرَ والمقدادَ بنَ الأسود، وقال صلى الله عليه و سلم: ((انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة، ومعها كتاب، فخذوه منها))، يقول علي: فانطلقنا حتى انتهينا إلى الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب. فاخرجته ))
رواه البخاري ح (3007)، ومسلم ح (2494)

إخباره عن إستشهاد ثلاثة من كبار الصحابة يوم مؤتة:

و من الإخبار المعجِز نعْيُه لقادة مؤتة الثلاثة - وقد استشهدوا في الشام - وهو في المدينة ، يقول أنس: ((نعى النبي صلى الله عليه و سام زيداً وجعفراً وابنَ رواحة للناس قبل أن يأتيَهم خبرُهم ، فقال: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب، وعيناه تذرفان؛ حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم)).
رواه البخاري ح (3929).


إخباره أبا هريرة بالشيطان المتمثل و ما سيفعله :

ومن ذلك تعريفه صلى الله عليه و سلم أبا هريرة بحقيقة الشيطان المتمثل في صورة رجل، ، وتنبؤه بأنه سيأتي مرة بعد مرة، فقد جاءه شيطان، يسرق من طعام الزكاة، فأمسك به أبو هريرة، ثم خلّى عنه لما شكى الفقر والعَيْلة.
يقول أبو هريرة: [فخليتُ عنه، فأصبحتُ، فقال النبي صلى الله عليه و سلم: ((يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة؟)) فقلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة وعِيالاً، فرحمته، فخليتُ سبيله، قال: ((أما إنه قد كذَبك, وسيعود))، قال أبو هريرة: فعرَفتُ أنه سيعود لقول رسول الله: ((إنه سيعود)) ...
وعاد الرجل كما أخبر النبي صلى الله عليه و سلم، وأطلقه أبو هريرة ثانية, فأخبره النبي بمقدَمِه ثالثة، فكان كما أخبر.
فلما غدا إلى النبي صلى الله عليه و سلم قال له: (( تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليالٍ يا أبا هريرة؟)) قال: لا، قال: ((ذاك شيطان)).]
ذكره البخاري معلقاً بصيغة الجزم في كتاب الوكالة، باب "إذا وكل رجلاً فترك الوكيل شيئاً فأجازه".


إخباره عن مشاركة أم حرام فى أول غزو للبحر و وفاتها قبل غزو مدينة قيصر :

ففى خبر أم حرام بنت ملحان ، سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقول: ((أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا)).
قالت أم حرام: قلتُ: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: ((أنتِ فيهم)).
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم)).
فقلتُ: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: ((لا)).
رواه البخاري ح (2924).

وفي حديث يرويه الشيخان {فركبت أمُّ حرامٍ بنتِ مِلحانٍ البحرَ في زمن معاوية رضي الله عنه ، فصُرعت عن دابتها حين خرجت من البحر، فهلكت.}
رواه البخاري ح (2789)، ومسلم ح (1912).


إخباره عن مجىء أويس القرنى من اليمن :

فقد أخبر عليه السلام بقدومُ أُويس القَرَني من اليمن، و ذكر لأصحابه بعضَ صفته وأحواله ، فقال: ((إن رجلاً يأتيكم من اليمن، يقال له: أُويس، لا يدع باليمن غيرَ أمٍ له، قد كان به بياض، فدعا الله فأذهبه عنه؛ إلا موضعَ الدينار أو الدرهم، فمن لقيه منكم فليستغفر لكم)).
رواه مسلم ح (2542).

وقد كان كما أخبر صلى الله عليه و سلم، فقد أقبل أهل اليمن زمن عمر؛ فجعل يستقري الرفاق، فيقول: هل فيكم أحد من قَرَن؟ حتى أتى على قرن، فقال: من أنتم؟ قالوا: قَرَن.
قال: فوقع زِمان عمر أو زِمام أويس، فناوله أحدهما الآخر، فعرفه.
فقال عمر: ما اسمك؟ قال: أنا أويس.
فقال: هل لك والدة؟ قال: نعم.
قال: فهل كان بك من البياض شيء؟ قال: نعم، فدعوتُ اللهَ عز وجل فأذهبَه عني إلا موضعَ الدِرهم من سُرَّتي لأذكر به ربي.
فقال له عمر : استغفر لي. قال: أنتَ أحقُّ أن تستغفر لي، أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم.
فقال عمر : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ((إن خير التابعين رجل يقال له أويس، ولهُ والدة، وكان به بياض، فدعا الله عز وجل، فأذهبَه عنه إلا موضعَ الدِرهم في سُرَّتِه)) فاستغفَر له أويس، ثم دخل في غِمار الناس، فلم يُدر أين وقع [أي ذهب].
رواه أحمد ح (268)، والمرفوع إلى النبي رواه مسلم ح (2542)


إخباره عن خروج نار بالحجاز يراها اهل بصرى :

فقد أخبر النبي صلى الله عليه و سلم عن بركان يثور في الحجاز ينعكس ضوؤه بالشفق، فيلحظه أهل بصرى بالشام، فتحقق تنبؤه عام 654هـ، ليكون دليلاً آخر على نبوته ورسالته الشريفة، فقد قال عليه الصلاة والسلام: ((لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تضيء أعناقَ الإبل ببصرى)).
رواه البخاري ح (7118)، ومسلم ح (2902)

قال النووي: "وقد خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة أربع وخمسين وستمائة، وكانت ناراً عظيمة جداً، من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة، تواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان، وأخبرني من حضرها من أهل المدينة".
شرح صحيح مسلم (18/29).
و قد نقل ابن كثير و العلامة شهاب الدين أبو شامة و غيرهم تفاصيل هذه الواقعة و تواتر المؤرخين و الهامة على وقوعها.


إخباره عن مسيلمة الكذاب و مقتله و كذا الأسود العنزى :

فقد رأى النبي صلى الله عليه و سلم في رؤياه أن في يديه سِوارين من ذهب، قال: ((فأهمني شأنُهما، فأُوحي إليَّ في المنام أن انفُخْهما، فنفختُهما، فطارا، فأوَّلْتُهما كذابَيْن يخرجان بعدي)).

وقد تحققت رؤياه، فكان مسيلمة أول الكذابَين، فقد قدم المدينة على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم، فجعل يقول: إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبِعتُه، فأقبل إليه رسول الله وفي يده قطعة جريد فقال: ((لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتُكَها، ولن تعدوَ أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقِرَنك الله، وإني لأراك الذي أُريتُ فيك ما رأيت)).

قال أبو هريرة: (فكان أحدهما العنسي، والآخر مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة).
رواه البخاري ح (3351)، ومسلم ح (4218).

قال النووي: "قوله: ((ولئن أدبرت ليعقرِنك الله )) أي إن أدبرت عن طاعتي ليقتلنك الله .. وقتله الله تعالى يوم اليمامة، وهذا من معجزات النبوة ".
ومثله رد الله كيد أخيه في الضلالة ، الأسودِ العنسي ثانيَ الكذابَيْن فقتل و تحقق فيه ما رآه النبي صلى الله عليه و سلم في رؤياه


إخباره عن ظهور أول القرأنيين منكرى السنة :

وقد أخبر النبي صلى الله عليه و سلم عن ضلالة هذا الدعي حيث قال: ((ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحِلوه، وما وجدتم فيه من حرام فحرِّموه)).
رواه أبو داود ح (4604)، وابن ماجه ح (12)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح ح (163).

قال المباركفوري: "وهذا الحديث دليلٌ من دلائل النبوة وعلامةٌ من علاماتها، فقد وقع ما أخبر به، فإن رجلاً قد خرج في البنجاب من إقليم الهند، وسمى نفسه بأهل القرآن، وشتان بينه وبين أهل القرآن، بل هو من أهل الإلحاد .. فأطال لسانه في رد الأحاديث النبوية بأسرها, وقال: هذه كلها مكذوبةٌ ومفترياتٌ على الله تعالى، وإنما يجب العمل على القرآن العظيم فقط، دون أحاديث النبي صلى الله عليه و سلم, وإن كانت صحيحةً متواترةً". تحفة الأحوذي (7/354)


إخباره عن إقتراب أجله فى العام الذى مات فيه عليه السلام :

و الأخبار فى ذلك كثيرة منها :-

*حديث ابن عباس قال: (( كان رسوا الله (صلى الله عليه و سلم) أجود الناس و كان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل و كان يلقاه فى كل ليلة من ليالى رمضان فيدارسه القرأن فكان جبريل يقرأ و النبى يسمع حينا و النبى يقرأ و جبريل يسمع حينا حتى كان العام الذى توفى فيه الرسول فعارضه جبريل بالقرأن مرتين لذا قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم) " ما أرى ذلك إلا لاقتراب أجلى))
(رواه البخارى)
و قد شهد العرضة الأخيرة أحد مشاهير كتاب الوحى و هو زيد بن ثابت الأنصارى.

* و منها قول النبى علي السلام فى حجة الوادع {أيها الناس اسمعوا قولي فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف أبدا . أيها الناس : إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم ، كحرمة يومكم هذا ، وكحرمة شهركم هذا ، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم وقد بلغت...الحديث} (رواه الطبرانى 24/308 ، و ابن عربى فى أحكام القرأن و صححه الألبانى 2/503)

* و منها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال : ( إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء ، وبين ما عنده ، فاختار ما عنده ) . فبكى أبو بكر وقال : فديناك بآبائنا وأمهاتنا . فعجبنا له ، وقال الناس : انظروا إلى هذا الشيخ ، يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا وبين ما عنده ، وهو يقول : فديناك بآبائنا وأمهاتنا ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر هو أعلمنا به ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لتخذت أبا بكر ، إلا خلة الإسلام ، لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر)
( رواه البخارى)

* وتقبل فاطمة الزهراء تمشي ، فيقول لها أبوها صلى الله عليه و سلم: ((مرحباً بابنتي))، تقول أم المؤمنين عائشة: ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ، ثم أسرَّ إليهاً حديثاً، فبكت، ثم أسرَّ إليها حديثاً فضحكتْ.
فقلت لها: ما رأيتُ كاليوم فرحاً أقرب من حزن، فسألتُها عما قال؟ فقالت: ما كنت لأُفشي سِرَّ رسول الله صلى الله عليه و سلم.
فلما قُبِض النبيُّ صلى الله عليه و سلم سألتُها، فقالت: أسرَّ إلي: ((إن جبريل كان يعارضني القرآن كلَ سنة مرة ، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي، وإنك أولُ أهلِ بيتي لحاقاً بي، فبكيتُ، فقال صلى الله عليه و سلم: أما ترضَينَ أن تكوني سيدةَ نساء أهل الجنة أو نساءِ المؤمنين))، فضحكتُ لذلك.
رواه البخاري ح (3624)، ومسلم ح (2450).

وفي رواية أخرى أنها قالت: (فأخبرني أنه يُقبض في وجعه الذي توفي فيه؛ فبكيت، ثم سارَّني، فأخبرني أني أولُ أهلِ بيته أتبعُه؛ فضحكت).
رواه البخاري ح (3626)، ومسلم ح (2450).

وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه و سلم بثلاث غيوب،
أولُها: اقترابُ أجله، وقد مات عليه الصلاة والسلام في تلك السنة.
وثانيها: إخبارُه ببقاء فاطمة بعده، وأنها أولُ أهل بيته وفاة. وقد توفيت بعده صلى الله عليه و سلم بستة أشهر فقط، فكانت أولَ أهل بيته وفاة.
وثالثها: أنها سيدةُ نساء أهل الجنة، رضي الله عنها.


إخبارُه عن إستشهاد عمرَ رضي الله عنه :

فقد بشّر النبي صلى الله عليه و سلم عمر بالشهادة مرة أخرى حين رآه يلبس ثوباً أبيضَ فقال له: ((أجديدٌ ثُوبُك أم غسيل؟)) قال: لا، بل غسيلٌ. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اِلبس جديداً، وعِش حميداً، ومُت شهيداً)).
رواه أحمد ح (5363)، وابن ماجه ح (3558)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه ح (2863).

وكان كما قال عليه الصلاة والسلام، فقد قتله أبو لؤلؤة المجوسي وهو قائم يصلي الصبح إماماً بالمسلمين في مسجد النبي صلى الله عليه و سلم

إخباره عن إستشهاد عثمان رضي الله عنه :

فقد بشر النبى عليه السلام أمير المؤمنين المظلوم عثمان بن عفان بشهادته، وأنبأه أنها ستكون في فتنة طلب منه أن يصبر عليها، وذلك لما جلس أبو موسى الأشعري مع النبي صلى الله عليه و سلم على بئر أريس في حائط من حيطان المدينة .
يقول أبو موسى: فجاء إنسان يحرك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمانُ بن عفان. فقلتُ: على رِسْلك، فجئتُ إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخبرته، فقال: ((ائذن له ، وبشره بالجنة على بلوى تصيبه)).
يقول أبو موسى: فجئتُه، فقلت له: ادخل، وبشّرك رسول الله صلى الله عليه و سلم بالجنة على بلوى تصيبُك.
رواه البخاري ح (3674).

إخباره عن إستشهاد على بن أبي طالب رضي الله عنه :

وذات يوم مرِض علي رضى الله عنه مرضاً شديداً ، فزاره أبو سنان الدؤلي، فقال له: لقد تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه.
فقال له علي: لكني والله ما تخوفتُ على نفسي منه، لأني سمعتُ رسولَ الله r الصادقَ المصدوقَ يقول: ((إنك ستُضرب ضربةً ها هنا، وضربةً ها هنا - وأشار إلى صُدغَيه - فيسيل دمها حتى تختضب لحيتُك، ويكونَ صاحبها أشقاها، كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود)).
رواه الحاكم (3/122)، والطبراني في الكبير ح (173). قال الهيثمي: إسناده حسن. مجمع الزوائد (9/188).

خبر جامع عن شهادة عمر وعثمانَ وعلي وطلحة والزبير :

و كذا أخبر رسول الله عمرَ وعثمانَ وعلي وطلحة والزبير عليهم رضوان الله أن موتهم سيكون شهادة، وأنهم لن يموتوا على فُرُشِهم أو سواه مما يموت به الناس.
وقد صعد رسول الله صلى الله عليه و سلم على حراء، هو وأبو بكرٍ وعمرُ وعثمانُ وعليُ وطلحةُ والزبيرُ، فتحركت الصخرة، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( إهدأ أحد فما عليك إلا نبيٌ أو صديقٌ أو شهيد)).
رواه مسلم ح (2417)

فشهد صلى الله عليه و سلم لنفسه بالنبوة، ولأبي بكر بالصديقية، ولعثمانَ وعليَ وطلحةَ بالشهادة.
قال النووي: " وفي هذا الحديث معجزاتٌ لرسول اللّه صلى الله عليه و سلم: منها إخبارُه أنّ هؤلاء شهداء, وماتوا كلٌّهم غيرَ النبي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر شهداء ; فإنّ عمرَ وعثمان وعليّاً وطلحة والزّبير رضي اللّه عنهم قُتلوا ظلماً شهداء ; فقتلُ الثلاثةِ [أي عمر وعثمان وعلي] مشهور, وقُتلَ الزّبير بوادي السّباع بقرب البصرة منصرفاً تاركاً للقتال, وكذلك طلحة، اعتزل النّاس تاركاَ للقتال, فأصابه سهم، فقتله, وقد ثبت أنّ من قُتل ظلماً فهو شهيدٌ".
شرح النووي على صحيح مسلم (15/190).


إخباره عن إستشهاد أم ورقةَ بنتَ عبد الله بن الحارث رضي الله عنها :

فقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يزورها كل جمعة، وكان يسميها الشهيدة فيقول: ((انطلقوا نزور الشهيدة)).
وذلك أنها قالت: ((يا نبي الله، أتأذنُ فأخرجُ معك، أمرّضُ مرضاكم، وأداوي جرحاكم، لعل الله يُهدي لي شهادة؟ قال: ((قَرِّي، فإن الله عز وجل يُهدي لك شهادة)).
وقد أدركتها الشهادة زمن عمر ، وكانت أعتقت جارية لها وغلاماً عن دُبرُ منها [أي يُعتقان بعد وفاتها] فطال عليهما، فغمّاها [أي خنقاها] في القطيفة حتى ماتت. فكانت وفاتُها شهادة كما أخبر النبي صلى الله عليه و سلم
(رواه أحمد ح (26538)، وأبو داود ح (571)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود ح (552).


إخباره عن فتح القدس و طاعون عمواس و الفتنة و ثراء الدولة الإسلامية :

و ذلك فى الحديث الذى رواه البخارى ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعوف بن مالك: ((اعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتحُ بيت المقدس، ثم مُوتانٌ يأخذُ فيكم كقُعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يُعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنةٌ لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدِرون، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غايةٍ اثنا عشر ألفاً)).

وفي هذا الحديث يذكر النبي صلى الله عليه و سلم أحداثاً ستة يرتبها،
أولها: موتُه صلى الله عليه و سلم،
ثانيها: فتحُ بيت المقدس، وقد كان ذلك في العام الخامس عشرَ من الهجرة
ثالثها: ثم موت عظيم يصيب الصحابة، وتحقق ذلك في طاعون عِمواس في السنة الثامنةِ عشرة للهجرة وبلغ عدد من مات فيه خمسة وعشرين ألفاً من المسلمين
رابعها: ثم استفاضةُ المال حين كثرت الأموال زمن الفتوح في عهد عثمان
خامسها: ثم الفتنةُ التي تصيب العرب، وقد وقعت زمن فتنة قتل عثمان رضى الله عنه التي كانت بوابة للفتن التي ما تركت بيتاً إلا ودخلته.
سادسها: العلامة الأخيرة، وهي الهدنة ثم الحرب مع بني الأصفر- وهم الروم - فقد اتفق العلماء على أنها لم تقع، وأن ذلك يكون في فتن وملاحم آخر الزمان.


إخباره عن أول أزواجه لحوقاً به :

فعن أم المؤمنين عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: (أسرعكن لحاقا بي ، أطولكن يدا . قالت : فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا . قالت : فكانت أطولنا يدا زينب . لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق)
(رواه البخارى و مسلم و اللفظ لمسلم)

و قد شرح النبى صلى الله عليه و سلم ذلك فى موقف أخر، كما فى حديث أبى بزرة : ( كان للنبي صلى الله عليه وسلم تسع نسوة فقال يوما خيركن أطولكن يدا فقامت كل واحدة تضع يدها على الجدار فقال لست أعني هذا ولكن أصنعكن يدين) ( أخرجه هيثمى فى مجمع الفوائد و حسنه الألبانى)

و بالفعل كانت زينب بنت جحش أكثر نساء النبى صدقة و عطاً و عملاً بيدها ، و كانت أوَّل أزواج النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم وفاة. توفيت سنة عشرين، وصلَّى عليها عمر بن الخطَّاب وهي أول من صنع لها النعش ودفنت بالبقيع

إخباره عن وحدة أبى ذر فى حياته و مماته و بعثته :

حدث لما غدا النبى صلى الله عليه و سلم إلى تبوك، أن تأخر أبو ذر لبطئ بعيره، فتركه، وحمل متاعه على ظهره، ليلحق بالنبي صلى الله عليه و سلم في تبوك.
وبينما المسلمون يتفقدون من تخلَّف عنهم، لاح في الأفق سوادُ رجلٍ يمشي، قالوا: يا رسول الله، هذا رجل يمشي على الطريق، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((كن أبا ذر))، فلما تأمله الصحابة، قالوا: يا رسول الله، هو واللهِ أبو ذر.
فقال صلى الله عليه و سلم: ((رحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويبعث وحده)).

*لقد عرَف النبي صلى الله عليه و سلم شخصَ أبي ذر قبل وصوله إليهم بما أعلمه الله،
وتمضي الأيام لتُحقق النبوءة ، فتدرك الوفاةُ أبا ذر في الربذة، فلما حضره الموت أوصى امرأته وغلامَه: إذا مِت فاغسلاني وكفّناني، ثم احملاني، فضعاني على قارعة الطريق، فأول ركب يمرون بكم، فقولوا: هذا أبو ذر.
فلما مات فعلوا به كذلك ، فاطلع ركب من أهل الكوفة، وفيهم ابن مسعود، فما علموا به حتى كادت ركائبهم تطأ سريره [أي من إسراعهم إليه].
فاستهل ابن مسعود رضي الله عنه يبكي، ويقول: صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم ((يرحم الله أبا ذر، يمشي وحده، ويموت وحده، ويُبعث وحده)).
فنزل ابن مسعود فولِيَ دفْنه. رضي الله عنهما.
رواه الحاكم في المستدرك (3/52)، وحسّن إسناده ابن كثير في البداية والنهاية (5/9).

إخباره سعداً أنه سيخلف فينتفع به أقوام و يضر أخرون :

كما فى حديث سعد بن أبى وقاص إذ مرض بمكة، وكان يكره أن يموت بالأرض التي هاجر منها، واشتد مرضه حتى أشفى (أي أشرف على الموت) فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده، ولك يكن لسعد إلا بنت، فقال: ( يا رسول الله أوصي بمالي كله؟ قال: لا، إلى أن قال: فالشطر، قال: لا، فقلت: الثلث، قال: الثلث والثلث كثير، ثم قال له صلى الله عليه وسلم: لعلك تخلف –أي تعيش- حتى ينتفع بك أقوام ويستضر بك آخرون) (رواه البخارى و مسلم)

فشفاه الله من ذلك المرض، وفتح الله العراق على يديه، وهدى الله به ناسًا من الكفار جاهدهم وقتل منهم وسبى، وكانت المدة التي عاش فيها بعد ذلك المرض نحو خمسين سنة


إخباره عن موت النجاشى يوم وفاته :


فقد أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم عن موت النجاشي في أرض الحبشة في يوم وفاته، وهذا خبر تحمله الركبان يومذاك في شهر ، يقول أبو هريرة: (نعى رسول الله صلى الله عليه و سلم النجاشي في اليوم الذي مات فيه، خرج إلى المصلى، فصف بهم، وكبر أربعاً).
رواه البخاري ح (1254).


إخباره عن مصارع مشركى بدر :

ففي اليوم السابق ليوم بدر، تفقد رسول الله أرض المعركة المرتقبة، وجعل يشير إلى مواضع مقتل المشركين فيها، ويقول: ((هذا مصرع فلان)).
قال أنس: ويضع يده على الأرض هاهنا هاهنا. فما ماطَ أحدهم عن موضع يد رسول الله صلى الله عليه و سلم.
رواه مسلم ح (1779).


إخباره بقتل المسلمين لأمية بن خلف :

وتفصيل ذلك أن سعد بن معاذ كان صديقاً لأمية، وكان أمية إذا مر بالمدينة نزل على سعد، وكان سعد إذا مرَّ بمكة نزل على أمية، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم المدينة؛ انطلق سعد معتمراً، فنزل على أمية بمكة ...
فقال سعد: يا أمية، فوالله لقد سمعت رسول الله عليه الصلاة و السلام يقول: ((إنهم قاتلوك)).
فقال أمية: بمكة؟ قال سعد: لا أدري. ففزع لذلك أمية فزعاً شديداً.
فلما رجع أمية إلى أهله قال: يا أم صفوان، ألم تري ما قال لي سعد؟ قالت: وما قال لك؟ قال: زعم أن محمداً أخبرهم أنهم قاتلي، فقلتُ له: بمكة؟ قال: لا أدري. فقال أمية: والله لا أخرج من مكة.
فلما كان يومُ بدر؛ استنفر أبو جهلٍ الناسَ، قال: أدركوا عِيرَكم، فكره أمية أن يخرج، فأتاه أبو جهل فقال: يا أبا صفوان، إنك متى ما يراك الناس قد تخلفْتَ وأنت سيد أهل الوادي؛ تخلفوا معك، فلم يزل به أبو جهل، حتى قال: أما إذ غلبتني، فوالله لأشترين أجود بعير بمكة.
ثم قال أمية: يا أم صفوان، جهزيني. فقالت له: يا أبا صفوان، وقد نسيتَ ما قال لك أخوك اليثربي!؟ قال: لا، ما أريد أن أجوز معهم إلا قريباً.
فلما خرج أميةُ أخذ لا ينزل منزلاً إلا عَقَل بعيرَه، فلم يزل بذلك، حتى قتله الله عز وجل ببدر".
رواه البخاري ح (3950).


إخباره بمصرع كسرى يوم مصرعه :

ذكر إبن كثير فى البداية و النهاية (ج/ص‏:‏ 4/ 309‏) حديث دحية بن خليفة الكلبي أنه لما رجع من عند قيصر، وجد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رسل كسرى، وذلك أن كسرى بعث يتوعد صاحب صنعاء ويقول له‏:‏ إلا تكفيني أمر رجل قد ظهر بأرضك يدعوني إلى دينه، لتكفينه أو لأفعلن بك‏.‏ فبعث إليه فلما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم كتاب صاحبهم تركهم خمس عشرة ليلة ثم قال لهم‏:‏ ‏(‏‏(‏اذهبوا إلى صاحبكم أخبروه أن ربي قد قتل ربه الليلة‏)‏‏)‏ فوجدوه كما قال‏.
(رواه البيهقى و صححه الألبانى فى الصحيح الجامع 862)

و كان ذلك سبباً فى إسلام باذام صاحب صنعاء رضى الله عنه لما وصله خبر موت كسرى بعد ذلك بمدة عن ذات الليلة التى اخبر بها رسول الله صلى الله عليه و سلم.


إخباره عن سوء خاتمة رجل قاتل مع المسلمين :

* وروى الشيخان من حديث سهل بن سعد الساعدي : قصة رجل يدعى قزمان، حيث ذكرا أن المسلمين اقتتلوا مع المشركون , وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم قزمان لا يدع لهم شاذّة ولا فاذّة إلا اتّبَعها يضربها بسيفه, فقيل: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان [أي قزمان]. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((أما إنه من أهل النار))، فقال رجل من القوم: أنا صاحبه.
قال سهل: فخرج معه، كلما وقف وقف معه, وإذا أسرع أسرع معه.
قال: فجُرح الرجل جرحاً شديداً، فاستعجل الموتَ، فوضع سيفَه بالأرض، وذُبابَه بين ثدييه ، ثم تحامل على سيفه، فقتل نفسه.
فخرج الرجل الذي يتابعه إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: أشهد أنك رسول الله، فقال صلى الله عليه و سلم: ((وما ذاك؟)) فأخبره بخبر الرجل، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم عند ذلك: ((إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة - فيما يبدو للناس - وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار - فيما يبدو للناس - وهو من أهل الجنة)).
رواه البخاري ح (2742), ومسلم ح (112).


إخباره بموت منافق بالمدينة بينما هو فى سفر عليه السلام :

بينما النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه قادمون من سفر؛ إذ هاجت ريحٌ شديدة، تكاد أن تدفن الراكب، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((بُعِثَت هذه الريح لموت منافق))، فلما قدم المدينة، فإذا منافق عظيم من المنافقين قد مات.
رواه مسلم ح (2782).


إخباره عثمان عن توليه الخلافة و الخروج عليه:

إذ قال صلى الله عليه و سلم لعثمان: ((يا عثمانُ، إنه لعل الله يقمّصُك قميصاً، فإن أرادوك على خلعه، فلا تخلعه لهم )).
رواه الترمذي ح (3705)، وأحمد في المسند ح (24639)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي ح (29233).


إخباره عن الفتنة بين الصحابة :

إذ قال عليه السلام: ((لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان، دعواهما واحدة)).
رواه البخاري ح (6936)

قال ابن كثير: "وهاتان الفئتان هما أصحاب الجمل وأصحاب صفين، فإنهما جميعاً يدعون إلى الإسلام، وإنما يتنازعون في شيء من أمور المُلك ومراعاة المصالح العائد نفعها على الأمة والرعايا، وكان ترك القتال أوْلى من فعله، كما هو مذهب جمهور الصحابة".
البداية والنهاية (6/214).


إخباره عن ظهور الخوارج وقت الفتنة و صفة من يقاتلهم :

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين، يقتلها أولى الطائفتين بالحق)).
رواه مسلم ح (1065).
فكان ذلك شهادة بالغة بأن الحق مع عليٍّ وأصحابه، لقتالهم لمارقي الخوارج في وقعة النهروان.

* وكان صلى الله عليه و سلم قد تنبأ بظهور الخوارج، وحدد صفاتهم وسماتهم، لما جاءه ذو الخويصرة متهماً النبيَّ صلى الله عليه و سلم بالظلم في قسمة الغنائم قال: ((إن له أصحاباً، يحقِر أحدُكم صلاتَه مع صلاتهم، وصيامَه مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ... آيَتُهُم رجلٌ أسود، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة، أو مثلُ البضعة تدردر، ويخرجون على خير فرقةٍ من الناس)).

قال أبو سعيد الخدري: (أشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه و سلم, وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل، فالتُمِس، فأتي به حين نظرت إليه على نعت النبي صلى الله عليه و سلم الذي نعته).
رواه البخاري ح (3610)، ومسلم ح (1064).


إخباره عن إستشهاد عمار على يد الفرقة الباغية :

فقد رأى النبي صلى الله عليه و سلم عمار بن ياسر عند بناء مسجده الشريف يحمل لبِنَتين لبنتين، فيما كان الصحابة يحملون لبِنة لبِنة، فجعل صلى الله عليه و سلم ينفض التراب عنه، ويقول: ((ويح عمار، تقتلُه الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار))، قال أبو سعيد: يقول عمار: أعوذ بالله من الفتن.
رواه البخاري ح (428)، ومسلم ح (5192)

وقد قتِل عمارُ في جيش عليٍّ سنة سبع وثلاثين للهجرة النبوية، فكان دليلاً آخر على صحة موقف أبي الحسن علي.


إخباره بخروج زوجته فى الفتنة على جمل أدبب و نبيح كلاب الحوأب عليها :

فقد أخبر صلى الله عليه و سلم عن خروج إحدى أزواجه على جمل، وأنه يقتل حولها كثير من المسلمين، فعن ابن عباس رضي الله عنها قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((أيتُكنَّ صاحبة الجمل الأدبب [أي كثير وبر الوجه]، يقتل حولها قتلى كثيرة، تنجو بعدما كادت)).
رواه ابن أبي شيبة في المصنف ح (37785)، قال الهيثمي في مجمع الزوائد: "رواه البزار ورجاله ثقات" (7/474).

وقد تحققت نبوءته صلى الله عليه و سلم حين سارت عائشة رضي الله عنها جهة البصرة قبيل وقعة الجمل
فلما بلغت مياه بني عامر نبحت الكلاب، فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب، قالت: ما أظنني إلا أني راجعة، فقال لها الزبير: بل تقدمين، فيراك المسلمون، فيصلح الله عز وجل بينهم، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لي ذات يوم: ((كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب)).
رواه أحمد ح (23733)، والحاكم (3/129)، وصححه، ووافقه الذهبي، وقال ابن كثير في البداية والنهاية: "هذا إسناد على شرط الصحيحين ولم يخرجوه" (6/212).


إخباره بإعتزال محمد بن مسلمة الفتنة :

يقول حذيفة بن اليمان: ((ما أحد من الناس تدركه الفتنة إلا أنا أخافها عليه؛ إلا محمد بن مسلمة، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: لا تضرك الفتنة)).
رواه أبو داود ح (4663)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح ح (6233).

ولما أطلَّت الفتنة برأسها حقق محمد بن مسلمة نبوءة النبي صلى الله عليه و سلم عنه، فاعتزلها، وكسر سيفه، واتخذ سيفاً من خشب.
انظر العبر، الذهبي (1/9).


إخباره عن إصلاح الحسن بين المسلمين :

يقول أبو بكرة: بينا النبي صلى الله عليه و سلم يخطب؛ جاء الحسن، فقال عليه الصلاة والسلام: ((ابني هذا سيد, ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين)).
رواه البخاري ح (7109)

وقد كان كما أخبر صلى الله عليه و سلم ، فقد تنازل الحسن لمعاوية عن الملك عام أربعينَ من الهجرة، فسُمِّيَ عامَ الجماعة لاجتماع المسلمين فيه على خليفة واحد بعد طول فرقة واختلاف.


إخباره عن فتح خيبر على يد على بن أبي طالب رضي الله عنه فى اليوم التالى :

بعد أن حاصر رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبرذات الحصون العتيدة فترة طويلة بشر بفتحها ليلة فتحها على يد الإمام على إبن أبى طالب فقال عليه السلام ((لأعطين الراية - أو ليأخذن الراية - غدا رجلا يحبه الله ورسوله ، أو قال : يحب الله ورسوله ، يفتح الله عليه)) رواه البخارى

فكان هذا الرجل على ابن أبى طالب، و بالفعل أخذ الراية و فتح الحصن و زاد الأمر إعجازاً رأنه كان يعانى من الرمد فبصق النبى فى عينه فبرأت حتى يتمكن من القيام بالمهمة كما سبق و أوردنا


إخباره بفتوح اليمن والشام والعراق واستيطان المسلمين بهذه البلاد :


حيث قال صلى الله عليه و سلم: (( تُفتَح اليمن فيأتي قوم يُبِسُّون فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتُفتح الشام فيأتي قومٌ يُبِسُّون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، وتُفتح العراق فيأتي قومٌ يُبِسُّون، فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون)).
رواه مسلم ح (1875).

قال النووي: "قال العلماء: في هذا الحديث معجزاتٌ لرسول الله صلى الله عليه و سلم، لأنه أخبر بفتح هذه الأقاليم، وأن الناس يتحملون بأهليهم إليها ويتركون المدينة، وأن هذه الأقاليم تفتح على هذا الترتيب [اليمن ثم الشام ثم العراق]، ووجِد جميعُ ذلك كذلك بحمد الله وفضله". شرح النووي على صحيح مسلم (9/159).


إخباره بفتح فارس :

وأما فتح فارس، فقد بشر به رسول الله صلى الله عليه و سلم أصحابه، فقال: ((لتفتحن عصابة من المسلمين كنز آل كسرى الذي في الأبيض)).
رواه مسلم ح (2919).


إخباره بفتح مصر :

وكذا أخبر النبي صلى الله عليه و سلم بفتح مصر؛ فقال صلى الله عليه و سلم: ((إنكم ستفتحون مصر .. فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها؛ فإن لهم ذِمة ورحِماً))،
في رواية لابن حبان: (( فاستوصوا بهم خيرًا، فإنهم قوة لكم، وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله)).
والتفت النبي صلى الله عليه و سلم إلى أبي ذر فقال: ((فإذا رأيتَ رجلين يختصمان فيها في موضع لَبِنة فاخرج منها)).

وتحقق ذلك زمنَ خلفائه الراشدين، فكان أبو ذر ممن فتح مصر وسكنها، يقول: فرأيت عبدَ الرحمنِ بنَ شرحبيلَ بنِ حسنة وأخاه ربيعة يختصمان في موضع لَبِنة، فخرجت منها.
رواه مسلم ح (2543)، ورواية ابن حبان رواها في صحيحه ، الموارد ح (2315).


إخباره عن فتح القسطنطينية :

القسطنطينية عاصمة دولة الروم الحصينة، قال صلى الله عليه و سلم: ((لتُفتحن القسطنطينية فلنِعمَ الأميرُ أميرُها، ولنعم الجيشُ ذلك الجيش))
رواه أحمد ح (18478)، وحسّن إسناده ابن عبد البر في الاستيعاب (1/250)، ورواه الحاكم في المستدرك (4/468)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي


معجزة إخباره عن الفتوحات فى أشد أوقات الضيق و قلة الحيلة :
إن العجيب المدهش الذي يلوي الأعناق أن بعض أخبار الفتوح كانت في وقت ضيق المسلمين، وعلى خلاف ما توحي به الأحداث بما لا يمكن لأحد أن يحلُم به ولو في رؤياه.

* ومنه أنه صلى الله عليه و سلم خرج على أصحابه وهم يعذبون بالنار والحديد في بطحاء مكة، وفيهم خباب بن الأرَتّ، الذي تقدم إليه شاكياً فقال: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو الله لنا؟ فقال صلى الله عليه و سلم: ((كان الرجل فيمن قبلكم يُحفر له في الأرض، فيُجعل فيه، فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه فيُشق باثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشَّط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب، وما يصده ذلك عن دينه)).
ثم بشره النبي صلى الله عليه و سلم ببشارة عظيمة مذهلة فقال: ((والله ليَتِمَّنَّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون)).
رواه البخاري ح (3612).

* وفي موقف آخر من المواقف الصعبة التي عانى منها الصحابة أتى عدي بن حاتم النبي صلى الله عليه و سلم، وبينما هو عنده؛ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا إليه قطع السبيل.
فالتفت النبي صلى الله عليه و سلم إلى عَدي، وقال: ((فلعلك إنما يمنعك عن الإسلام أنك ترى من حولي خصاصة، أنك ترى الناس علينا إلْباً)).
ثم ألقى النبي صلى الله عليه و سلم نبوءة مفاجئة أذهلت عَدياً، فقد قال له: ((يا عدي، هل رأيت الحيرة؟)) فأجابه: لم أرها، وقد أُنبئت عنها.
فقال صلى الله عليه و سلم: ((فإن طالت بك حياة لترين الظعينة [أي المرأة] ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لا تخاف أحداً إلا الله)).
يقول عدي، وهو يتشكك من وقوع هذا الخبر: قلت فيما بيني وبين نفسي: فأين دُعَّار [لصوص] طيءٍ الذين سعروا البلاد؟
وقبل أن يفيق عدي من ذهوله وحديثه مع نفسه أسمعه النبي صلى الله عليه و سلم نبوءة أعظمَ وأبعد، فقال: ((ولئن طالت بك حياة لتُفتحنَّ كنوزُ كسرى)).
ولم يصدق عديٌ مسمعه، فسأل النبيَّ صلى الله عليه و سلم مستوثقاً: كسرى بنِ هُرمز؟
فأجابه النبي صلى الله عليه و سلم بلسان الواثق من ربه - رغم ضعف حاله وفاقة أصحابه -: ((كسرى بنِ هرمز، ولئن طالت بك حياة لتريَنَّ الرجل يُخرج ملء كفه من ذهب أو فضة، يطلب من يقبله منه فلا يجد أحداً يقبلُه)).
يقول عدي: فرأيتُ الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوفَ بالكعبة لا تخاف إلا الله، وكنتُ فيمن افتتح كنوز كسرى بنِ هرمز، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه و سلم [عن الرجل] يخرج ملء كفه.
رواه البخاري ح (3595)، فيما عدا قوله: ((فلعلك إنما يمنعك عن الإسلام أنك ترى من حولي خصاصة، أنك ترى الناس علينا إلباً))، فإنها من رواية الحاكم (4/564).

وصدق عدي ، فقد تحققت الثالثة زمن الخليفةِ الراشدِ عمرَ بنِ عبد العزيز.
ثلاث نبوءات لا يمكن لغير مؤمنٍ أن يُصدق بوقوعها في ذلك الزمان وفي مثلِ تلك الظروف، لكنها دلائل النبوة وأخبار الوحي الذي لا يكذب.

ومثله قوله صلى الله عليه و سلم: ((لا تقوم الساعة حتى يسير الراكب بين العراق ومكة؛ لا يخاف إلا ضلال الطريق)).
رواه أحمد ح (8615)، قال الهيثمي: "رجاله رجال الصحيح" مجمع الزوائد (7/639).

*ولما جاء الأحزاب إلى المدينة، يرومون استئصال المسلمين؛ أمر النبي صلى الله عليه و سلم بحفر الخندق ، وبينما هم يحفرون عرضت لهم صخرة شديدة، فقام رسول الله صلى الله عليه و سلم وأخذ المعول، ووضع رداءه ناحية الخندق، وقال: {وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم} فندر ثُلث الحجر، وسلمان الفارسي قائم ينظر، فبرق مع ضربةِ رسول الله صلى الله عليه و سلم برْقة. ثم ضرب الثانية والثالثة .. فكان مثله.
فتقدم إليه سلمان فقال: يا رسول الله رأيتُك حين ضربتَ، ما تضرب ضربة إلا كانت معها برقة! فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((يا سلمان رأيتَ ذلك؟)) فقال: إي والذي بعثك بالحق يا رسول الله.
قال: ((فإني حين ضربت الضربة الأولى رُفعت لي مدائنُ كسرى وما حولها ومدائنٌ كثيرة حتى رأيتُها بعينيّ)).
فقال له من حضره من أصحابه: يا رسول الله، ادع الله أن يفتحها علينا .. فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بذلك.
((ثم ضربتُ الضربة الثانية، فرُفعت لي مدائن قيصر وما حولها حتى رأيتها بعينيّ)). قالوا: يا رسول الله ادع الله أن يفتحها علينا .. فدعا رسول الله صلى الله عليه و سلم بذلك.
((ثم ضربت الثالثة فرفعت لي مدائن الحبشة وما حولها من القرى حتى رأيتها بعيني)).
وقبل أن يطلب الصحابة منه الدعاء لهم بفتحها؛ بادرهم النبي صلى الله عليه و سلم بالقول: ((دعوا الحبشة ما ودعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم)).
رواه النسائي ح (3176)، وأبو داود ح (4302)، وحسنه الألباني في صحيح النسائي ح (2976).
و الحديث أصله فى البخارى

وقد أطلع الله نبيه على ما يكون من أخبار الحبشة والترك، وما تحدثه حروبهم من النكال بالمسلمين، فكره قتالهم ، وأوصى باجتنابهم.
وقد كان إذ الترك منهم التتار الذين استباحوا بغداد لم، وقتلوا فيها ما يربو على مليونين من المسلمين عام 658هـ.و نكلوا ببلاد الاسلام فى اسيا كل ذلك بشؤم استفزازهم خلافاً لأمر رسول الله صلى الله عليه و سلم


إخباره عن قتال الترك :

عن‏ عمرو بن تغلب ‏ ‏قال: ( ‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏بين يدي الساعة تقاتلون قوماً ينتعلون الشعر وتقاتلون قوما كأن وجوههم ‏‏ المجان المطرقة ) (صحيح البخاري‏3325)
و فى رواية للبخارى (‏صغار الأعين حمر الوجوه ‏‏ذلف ‏الأنوف)
و عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ التُّرْكَ قَوْمًا كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ, يَلْبَسُونَ الشَّعْرَ , وَيَمْشُونَ فِي الشَّعْر) صحيح مسلم

فاشتمل هذا الخبر الباهر على معجزتين:
أولها: الإخبار عن وقوع معركة بين المسلمين و الترك (التتار و المغول)
ثانيها: وصف ملامحهم و ملابسهم يومئذ بدقة متناهية، و معلوم ان التتار كانو بالفعل مميزين فى ثيابهم يلبسون الشعر و الفرو، و ينتعلونه
و وجوههم شديدة الحمار عند الخدود ،و اعينهم صغيرة و أنوفهم قصيرة
و بالمجمل كأنها المجان المطرقة (أى كأنها ترس مطرقة لتدويرها و كثرة لحمها مع استواءها) و هذا هو وصف التتار تماماً حين غزو بلد المسلمين و قاتلوهم!


إخباره أن قريش لا تغزو المدينة بعد يوم الخندق :

ولما انقضت غزوة الأحزاب، ولت جموعهم الأدبار، وقبل أن ينقشع غبارُ إدبارهم أخبر النبي صلى الله عليه و سلم بنبوءة ما كان له أن يطلع عليها لولا إخبار الله له، فقال: ((الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم)).
رواه البخاري ح (4110).

و قد كان كما أخبر صلى الله عليه و سلم إلى أن فتحت مكة بفضل الله


إخباره أن الخلافة بعده ثلاثون سنة ثم تصير ملكاً :

عن سفينة أبي عبد الرحمن مولى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : (الخلافة ثلاثون سنة ، ثم تكون بعد ذلك ملكا)
و فى لفظ: (خلافة النبوة ثلاثون سنة ، ثم يؤتي الله الملك ، أو ملكه ، من يشاء)
(سنن الترمذي 4/436 ، سنن أبي داوود 5/36، ، مسند احمد ج 5 ص 221 ، ،السنن الكبرى ج 5 ص، و صححه الألبانى فى السلسلة الصحيحة 459)

و هذا الحديث معجزة باهرة ، إذ كانت الخلافة الراشدة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم ثلاثون عاماً بالضبط انتهت بتنازل الحسن عن الخلافة لأمير المؤمنين معاوية مؤسس الدولة الأموية التى صارت الإمارة فيها وراثية أى على نظام الملك


إخباره عن ظهور استحلال المعازف و الزنا و الخمر و الحرير :

وبيانُه فيما أخرجه البخاري عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: ((ليكونن من أمتي أقوامٌ يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف)).
(ذكره البخاري معلقاً بصيغة الجزم في باب: "ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه)

وقد كان هذا - وللأسف - عند بعض جهال المسلمين، غفلة منهم وجهلاً:
- فتعاطوا الخمر، لما رأوها سميت بالمنشطات أو المخدِّرات أو المشروبات الروحية، والحق أنها جميعاً خمر حرمها الله ولعن شاربها وبائعها وصانعها لأن كل مسكر خمر ،فالحشيش و الابر و البوردة المخدرة بجانب السوائل المخمرة كل هذا خمر و لكن كثير يجهلون ذلك،
و هذا مصداف نبوءة رسول الله صلى الله عليه و سلم (( يشرب ناس من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها))، وزارد في رواية الدارمي: ((فيستحلونها))
رواه النسائي ح (5658)، وأبو داود ح (3688)، وأحمد ح (17607)، والدارمي ح (2100)، وصححه الألباني في صحيح الجامع ح (9584).

- و استحلو لبس الحرير و الذهب كما نرى فى حال كثير من شباب و رجال الأمة و يعتبرون ذلك من باب الأناقة و التغيير الخ

- و استحل الزنا سواء بالنظر او البطش او السعى او ابتكار اصناف زواج ما انزل الله بها من سلطان ، بل صار الفجر يدخل البيوت عن طريق الوسائل التقنية الحديثة و ترى الرجل مع المراة لا تحل له فى فراش يتبادلون القبلات و الاحضان ثم يقولون هذا عمل فنى درامى لا حرمة فيه!!
بل وعمدت بعض الدول إلى تقنين الزنا، وأجازتها قوانينها وتشريعاتها، بل جعلها بعضهم ضرباً من ضروب التجارة والكسب.


إخباره عن تقارب الزمان و شيوع الجهل و كثرة الهرج و قلة الرجال :

إذ قال صلى الله عليه و سلم ((إن بين يدي الساعة أياما ، يرفع فيها العلم ، وينزل فيها الجهل ، ويكثر الهرج . والهرج القتل)) رواه البخارى
و فو رواية أخرى للبخارى ((يتقارب الزمان ، وينقص العمل ، ويلقى الشح ، ويكثر الهرج . قالوا : وما الهرج ؟ قال : القتل القتل))
و فى رواية له (( وتكثر النساء، ويقِلَّ الرجال))

و وقع كل هذا كما أخبر عليه السلام
- فلا يخفى هذا على عاقل يرى ما رُزئنا به اليوم من موت العلماء، وتصدر الأدعياء و فوضى الفتيا و الكلام فى امور الدين من الروبيضات فى وساءئل الاعلام المقروءة و المسموعة و المرئية
و ظهر الجهل وقل العلم الشرعي بين الناس و عطلت الشريعة و فصل دين الناس عن دنياهم و لم تعد علوم حتى تدرس فى عامة مدارس المسلمين

- كذلك كثر الهرج الذي هو القتل، وقد أبانه النبي صلى الله عليه و سلم فقال: ((والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قَتل، ولا يدري المقتول على أي شيء قُتِل)).
رواه مسلم ح (2908).

ونجد مصداق هذه النبوءة النبوية في كثرة الحروب والفتن التي يقتل فيها الأبرياء، فلا يدري القاتل من يقتُل، ولا لماذا يقتُل، ومثلُه المقتول. أجارنا الله من الفتن.

- وهذا يفسر لنا الأخرى، الواردة في قوله عليه السلام: ((وتكثرَ النساء ويقلَ الرجال، حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد))، فإن الرجال هم وقود الحروب والفتن دون غيرهم.
وإلى صدق هذه النبوءة وقرب تحققها تشير الإحصاءات العالمية، حيث وصلت نسبة الذكور حسب إحصاءات الأمم المتحدة عام 2002م إلى 48%، وتتوقع دائرة الإحصاءات الأمريكية أن تصل نسبة الذكور عام 2100م إلى 38% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يؤكد أن ما أخبر به صلى الله عليه و سلم في طريقه إلى التحقق.

-وأما علامة تقارب الزمان، فقد قال صلى الله عليه و سلم: ((يتقاربُ الزمان، ويَنقصُ العمل، ويُلقى الشح)).
رواه البخاري ح (6037)، ومسلم ح (157).

فلا شك أنه مشاهد بيننا قصرُ الأعمار و ذَهابُ بركتها حتى تنقضي السنة، والواحد منا يظنها شهراً، وينقضي الشهر، ولا نحسبه إلا أسبوعاً.
أو تقاربُ الزمان حقيقة.و صارت كذلك المسافات التى كانت تقطع فى اشهر و سنين تقطع فى ساعات بوسائل التكنولوجيا الحديثة !!


إخباره عن عودة أرض العرب مروجاً و أنهاراً :

وروى الإمام مسلم ، و الهيثمى فى مجمع الزوائد أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ((تعودَ أرض العرب مروجاً وأنهاراً)).

فتضمنت البشارة النبوية خبرين:
أولُهما: أن أرضَ العرب - أي جزيرة العرب - كانت مروجاً وأنهاراً، أي كانت خضراءَ كثيرةَ المياه،
والثاني: أنها ستعود كذلك قبل قيام الساعة.

ومن المعلوم أن جزيرة العرب تنعدم الأنهار فيها اليوم، وتقل المساحات الخضراء في ربوعها، بينما يخبر الحديث أنها كانت وسترجع إلى غير هذه الحال.
وهذا الخبر نجد مصداقه عند علماء الجولوجيا والآثار- أمثال الدكتور هال ماكلور البروفسور الفريد كرونر - حيث يؤكدون أن جزيرة العرب كانت قبل عشرين ألف سنة رقعة خضراء كثيرة المياه والأنهار، وفيها الكثير من أنواع الحيوانات التي تتواجد عادة في المراعي والغابات، كما شهد بذلك ما بقي من آثارهم
وأضاف البروفسور الفريد كرونر في مؤتمر علمي أقيم في جامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية بأن عود جزيرة العرب إلى تلك الحال مسألة معروفة عند العلماء، وأنها حقيقة من الحقائق العلمية، التي يوشك أن تكون، وقال: هذه حقيقة لا مفر منها.


إخباره بشيوع المال الحرام دون انتباه الناس :


فقد تنبأ النبي صلى الله عليه و سلم بهذا فى قوله: ((يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه، أمن الحلال أم من الحرام)).
رواه البخاري ح (2059).

و معلوم أن المسلمين أبتلوا اليوم بانتشار الربا ودخول معاملاته في شتى صور الحياة الاقتصادية، و أضحت البنوك الربوية ملاذاً يحفظ الناس فيه من الضياع أموالهم، بل ينالون منها رواتبهم وحقوقهم، وعن طريقها يدفعون أثمان بضائعهم وغيره حتى إنه يصيب بقتامه حتى أولئك الذين ينأون عنه،
ليصدق فينا قول النبي صلى الله عليه و سلم: ((يأتي على الناس زمان يأكلون الربا، فمن لم يأكله أصابه من غباره)).
رواه النسائي ح (4379)، وأبو داود ح (2893) ، وابن ماجه ح (2278).

زد على هذا أشكال التعاملات الاقتصادية و البيوع المحرمة او المخالفة بعد ضياع العلم بأحكام المعاملات الإسلامية


إخباره عن زخرفة المساجد للمباهاة :

قال صلى الله عليه و سلم: ((من أشراط الساعة أن يتباهى الناس في المساجد)).
رواه النسائي ح (689)، و أبو داود ح (449)، وابن ماجه ح (739)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود ح (432).
قال أنس: (يتباهون بها، ثم لا يعمرونها إلا قليلاً).

ولاشك ان هذا ظاهر فى زماننا إذ تزخرف مساجد و ترفع كالقلاع ثم لا تجد فى هذه العينة بالذات إلا قليل على هدى السلف و العبادة بحقها !


إخباره عن الحفاة رعاء الشاة يتطاولون فى البنيان :

ففي صحيح مسلم أن جبريل سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن أمارات الساعة، فقال صلى الله عليه و سلم: ((أن تلد الأَمَة ربّتها، وأن ترى الحفاة العراة العالةَ رِعاء الشاء يتطاولون في البنيان)).
قال النووي : "معناه أن أهل البادية وأشباههم من أهل الحاجة والفاقة تبسط لهم الدنيا حتى يتباهون في البنيان".

وقد تحقق هذا في زماننا فى جزيرة العرب إذ لا بحث علمى عندهم ولا نهضة صناعية بل كانو إلى يومنا قبائل بدوية ترعى الشاة و تحيا حياة بسيطة فبسط الله لهم رزقاً من تحت الأرض فكثر المال وارتفع - بفضل الله - البنيان، ووصل الأمر بالناس إلى التفاخر فيه، وأغدق الله من فضله وجوده على بلاد كانت تشكو الفقر، فأضحت - بفضل الله - أغنى بلاد الدنيا، فتطاول أهلها مع غيرهم في البنيان!!


إخباره عن استغناء الناس عن ركوب الدواب و ظهور الكاسيات العاريات :

و هو ما وقع فى عصرنا إذ استبدلوها بما أنتجته التقنية الحديثة من السيارات والطائرات وغيرها من وسائل الانتقال، وهو أمر حديث أشار إليه القرآن بقوله: {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينةً ويخلق ما لا تعلمون}
فإذا ما خلق الله هذه الوسائل الجديدة تحققت نبوءة رسول الله صلى الله عليه و سلم :
((ولتُتركن القِلاص فلا يُسعى عليها)). رواه مسلم ح (255).

وذكر النبي عليه السلام في حديث آخر بعض صفات المركوبات التي سيستحدثها الناس وبعض ما سيرافقها من المنكرات فقال: ((سيكون في آخر أمتي رجال يركبون على السروج كأشباه الرجال، ينزلون على أبواب المسجد، نساؤهم كاسيات عاريات على رءوسهم كأسنمة البخت العجاف )). (رواه أحمد ح (7043). و صححه الألبانى)

فتضمنت هذه الأخبار عدة معجزات غيبية:
أولها:إخباره عن ترك إستعمال القلاص و هى الإبل فى الحركة، علماً انها لا غنى عنها يومئذ لاسيبما فى البئات الصحراوية
ثانيها:إخباره عن اتخاذ المياثر أو السروج العظيمة - و هى مقاعد السيارات الفخمة فى يومنا هذا- حتى ينزل الراكب على باب المسجد، و تالله كم نشاهد هذا فيذهب المرء الى المسجد الذى يبعد عنه دقايق معدودة بالسيارة حتى يركنها على بابه!
ثالثها: أخبر عن نساء كاسيات عاريات رؤوسهم كأسنمة البخت، و هذا وقع تمامً فى عصرنا فانتشرى العرى و الملابس التى تشف و تصف و تعرى اكثر مما تغطى حتى صارت المرأة ترتدى مما يظهر مفاتنها ما يتعفف الرجال أن يرتدو مثله بيد أنه جسدها هو العورة و الفتنة الواجب سترها!!


إخباره عن الغزو الثقافى و تتبع الأمة لسنن السابقين :

قال النبى صلى الله عليه و سلم: ((لتتبعن سَنن من كان قبلكم شبراَ شبراَ، وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جُحر ضب تبعتموهم. قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمَن؟)).
رواه البخاري ح (7320)، ومسلم ح (2669)

والناظر في أحوال الكثيرين من شباب وفتيات المسلمين يسوؤه ما يراه من تقليد للآخرين في طريقتهم و سلوكياتهم و أفكارهم وعاداتهم وتقاليدهم و زيهم وشاراتهم بل وقصات شعورهم


إخباره عن تكالب الأعداء على المسلمين رغم كثرتهم يومئذ :

إذ قال النبي صلى الله عليه و سلم: ((يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها)) فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: ((بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن))، فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: ((حب الدنيا وكراهية الموت)).
رواه أبو داود ح (3745)، وأحمد ح (21363)، وصححه الألباني في مشكاة المصابيح ح (5369).

و نحن نرى ذلك رأى العين فى يومنا وتعاني أمة الإسلام حالة غريبة من التشرذم والضعف، وأصبحت بلادها كلأً مستباحاً للقاصي والداني، من الشيشان إلى الصومال و من الهند إلى البوسنة تكالب عليها اليهود و النصارى و الهندوس و الروافض و العلمانيون و الشيوعييون الخ
ولم يشفع لها أنها جاوزت المليار والربع من المسلمين، فهم غثاء كغثاء السيل، بعدو عن دينهم و صار شعارهم حتى فى الاعلانات التجارية (حب الدنيا)!!


إخباره بشأن عجب الذنب :

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (( وإن في الإنسان عظماً لا تأكله الأرض أبداً فيه يركب يوم القيامة قالوا أي عظم يا رسول الله ؟ قال عجب الذنب ))
رواه البخاري والنسائي وأبو داود وابن ماجة واحمد في المسند وأخرجه مالك .

و فى رواية : ((كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب ))
رواه البخاري والنسائي وأبو داود وابن ماجه وأحمد في المسند ومالك في الموطأ

و فى هذا الحديث الحقائق التالية :
1- أن عجب الذنب مكون أساس خلق منه الجنين في مراحله الأولية .
2- عجب الذنب لا يبلى.
3- فيه يركب الخلق يوم القيامة.

فهذه الأحاديث النبوية الشريفة تحتوي على حقيقة علمية لم تتوصل العلوم المكتسبة إلى معرفتها إلا منذ سنوات قليلة، حين أثبت المتخصصون في علم الأجنة أن جسد الإنسان ينشأ من شريط دقيق للغاية يسمى باسم "الشريط الأولي" Primitive Streak و الذي يتخلق بقدرة الخالق سبحانه في اليوم الخامس عشر من تلقيح البويضة وانغراسها في جدار الرحم، وإثر ظهوره يتشكل الجنين بكل طبقاته وخاصة الجهاز العصبي وبدايات تكون كل من العمود الفقري، وبقية أعضاء الجسم؛ لأن هذا الشريط الدقيق قد أعطاه الله تعالى القدرة على تحفيز الخلايا على الانقسام، والتخصص، والتمايز والتجمع في أنسجة متخصصة، وأعضاء متكاملة في تعاونها على القيام بكافة وظائف الجسد.

وثبت أن هذا الشريط الأولي يندثر فيما عدا جزء يسير منه، يبقى في نهاية العمود الفقري (العصعص)، وهو المقصود بعجب الذنب في أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وإذا مات الإنسان، يبلى جسده كله إلا عجب الذنب الذي تذكر أحاديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، أن الإنسان يعاد خلقه منه بنزول مطر خاص من السماء، ينزله ربنا (تبارك وتعالى) وقت أن يشاء فينبت كل مخلوق من عجب ذنبه، كما تنبت النبت من بذرتها.

وقد أثبت مجموعة من علماء الصين في عدد من التجارب المختبرية استحالة إفناء عجب الذنب (نهاية العصعص) كيميائيا بالإذابة في أقوى الأحماض، أو فيزيائيا بالحرق، أو بالسحق، أو بالتعريض للأشعة المختلفة، وهو ما يؤكد صدق حديث المصطفى (صلى الله عليه وسلم)


يتبع إن شاء الله
__________________
قال النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس :إنّ فيك خَصلتين يُحبهما الله:الحلمُ ، والأناةُ )رواه مسلم :1/48
وعن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(من أحبّ لِقاء الله أحبّ الله لقاءهُ ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءهُ ) رواه مسلم : 4/2065
رد مع اقتباس