عرض مشاركة واحدة
  #31  
قديم 2013-06-30, 11:53 AM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

إيجاب المعتزلة على الله إثابة الطائعين وتعذيب العاصين

الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي

من درس: المعتزلة وأصولها (الحلقة الثالثة)

تقول المعتزلة : إنه يجب على العبد أن يعتقد أن الله سبحانه وتعالى وعد المطيعين بالثواب، وتوعد العصاة بالعقاب. وقولهم هذا حق، إلا أنهم يقولون: إنه يفعل ما وعد به وتوعد عليه لا محالة، أي: يجب عليه -كما نص بعضهم- أن يثيب الطائعين ويعاقب العاصين -تعالى الله عما يقولون- وهذا ينبني على أصل قولهم في مرتكب الكبيرة أنه خالد مخلد في النار لا يخرج منها ولا يشفع فيه أحد؛ قالوا: ولا يجوز عليه الخلف والكذب، فجعلوا عدم إنفاذ الوعيد في مستحقه خلفاً وكذباً.

يقول القاضي عبد الجبار : "والمخالف في هذا الباب إما أن يخالف في أصل الوعد والوعيد، ويقول: إن الله تعالى ما وعد ولا توعد، وهذا على الحقيقة خلاف في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنا نعلم من دينه ضرورة أنه وعد وتوعد" وهذا حق لأن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم هي وعد ووعيد.. بشارة ونذارة؛ بشارة للمؤمنين ونذارة للمشركين وللكافرين.

يقول القاضي عبد الجبار : "أو يقول: إن الله وعد وتوعد، ولكن يجوز أن يخلف في وعيده، فالكلام عليه أن يقال: إن الخلف في حق الله تعالى كذب لما تقدم، والكذب قبيح، والله تعالى لا يفعل القبيح لعلمه بقبحه ولغناه عنه"، و المعتزلة يقولون: قد توعد الله بأن يعاقب أهل الكبائر، فإذا عفا عن أحد منهم فقد كذب، والكذب قبيح، ولا يليق بالله سبحانه أن ينسب إليه قبيح، والله تعالى لا يفعل القبيح لعلمه بقبحه ولغناه عنه.
رد مع اقتباس