الموضوع: ماهو الصيام ؟؟
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2015-06-20, 07:23 AM
سمايل سمايل غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: 2012-03-01
المشاركات: 268
افتراضي ماهو الصيام ؟؟

ماهو الصيام ؟؟
الصيام: ينمي الإخلاص للخالق - سبحانه وتعالى -، فهو سرٌ بين العبد وربه، لا رقيب على تنفيذه إلا ضميره، ورغبته الصادقة في رضاء الله - سبحانه -، فالعبد يمسك عن سائر المفطرات رغبة من نفسه، وطمعاً في مرضاة ربه.
ومن فوائد الصوم وحكمه: أن الصيام الخالص والحقيقي يورث في القلب حب الطاعة، وبغض المعصية.
ومن فوائده أيضاً: أن الصيام يضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم، فبالصيام يضعف نفوذه، وتقل معاصي العبد،
وتسكن بالصيام وساوس الشيطان، وتنكسر قوة الشهوة والغضب، ولهذا جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الصوم وِجَاء لقطعه شهوة النكاح.
والصيام: يؤدي إلى صفاء الذهن، وتقوية الإرادة، وكسر النفس والحد من كبريائها حتى تخضع للحق، وتلين للخلق، فإن الشبع والري ومباشرة النساء يحمل كل منها على الأشر والبطر، والعلو والتكبر على الخلق وعن الحق، وذلك أن النفس عند احتياجها لهذه الأمور تشتغل بتحصيلها، فإذا تمكنت منها رأت أنها ظفرت بمطلوبها، فيحصل لها من الفرح المذموم، والبطر؛ ما يكون سبباً لهلاكها، والمعصوم من عصمه الله - تعالى -.
وهو يدفع الخمول والكسل، فإن من شبع شرب كثيراً، ومن كثر شربه كثر نومه، ولأجل ذلك قال بعض السلف: "لا تأكلوا كثيراً، فتشربوا كثيراًَ، فترقدوا كثيراً، فتخسروا كثيراً"
، وفي كثرة النوم: ضياع العمر، وفوت التهجد، وبلادة الطبع، وقساوة القلب، والعمر أنفس الجواهر، وهو رأس مال العبد.
وفي الصيام: تيسير المواظبة على العبادة، فإن الأكل يمنع من كثرة العبادات؛ لأنه يحتاج إلى زمان يشتغل فيه بالأكل، وربما يحتاج إلى زمان في شراء الطعام ومئونته وغير ذلك، وهو يعين على صفاء القلب، وإيقاد القريحة، وإنفاذ البصيرة، فإن الشبع يورث البلادة، ويعمي القلب، ويكثر البخار في الدماغ، فيثقل القلب بسببه عن الجريان في الأفكار، وعن سرعة الإدراك.
ومن أعظم آثاره: أنه يرقق القلب ويلينه، ويدفعه للوجل والخشية، ويربيه على مراقبة الله، ويعوده على الخوف والحياء منه، يقول القسطلاني - رحمه الله - معدداً ثمرات الصوم: "ومنها رقة القلب وغزارة الدمع، وذلك من أسباب السعادة، فإن الشبع مما يذهب نور العرفان، ويقضى بالقسوة والحرمان" انتهى كلامه - رحمه الله -.
ولعل سائلاً يسـأل: ما علاقة الشرب والأكل بالتقوى؟ فالأكل والشرب للبطن، والتقوى مكانها القلب؛ فما دخل ذا بذا؟
اسمع رعاك الله الإجابة؛ أليس كثرة الطعام والشراب لها أثر كبير على فساد القلب وغفلته؟ فالبطنة تذهب الفطنة كما يقال، والشبع يقسي القلب ويعميه، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطن))
، يقول صاحب الأحياء: "وإنما المقصود بالصيام كسر شهوتك، وتضعيف قوتك لتقوى بها على التقوى، فإذا أكلت عشية ما تداركت به ما فاتك ضحوة فلا فائدة في صومك، وقد ثقلت عليك معدتك، وما وعاء يملأ أبغض إلى الله - تعالى - من حلال، فكيف إذا ملىء من حرام؟"
قال عمرو بن قيس: "إياكم والبطنة فإنها تقسي القلب"، وقال الحارث بن كلدة وهو الطبيب العربي المشهور: "الحمية رأس الدواء، والبطنة رأس الداء"، وقال سفيان الثوري: "إن أردت أن يصح جسمك، ويقل نومك؛ فأقلل من الأكل"، ولذلك فإن تقليل الطعام والشراب، ومباشرة النساء؛ ينور القلب، ويوجب رقته، ويزيل قسوته، فالصيام فيه كسب للنفس، وتحلية القلب للذكر والفكر.
وتأكد:
أن الإمساك عن الطعام والشراب في رمضان وغير رمضان ليس هدفاً في ذاته، بل هو وسيلة لرقة القلب وانكساره وخشيته لله، ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه في أن يدع طعامه وشرابه))
كما في البخاري، وقال أيضاً - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس الصيام من الطعام والشراب إنما الصيام من اللغو والرفث))
رد مع اقتباس