عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2013-01-27, 05:00 PM
أبو إلياس أبو إلياس غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-01-05
المكان: أرض الله
المشاركات: 93
افتراضي المحكم والمتشابه؟

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى
إخوتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أجمعين.

في هذا الموضوع سنحاول فهم معنى المتشابه والمحكم في القرآن الكريم، لكن بعيدا عن التراث وفقط من القرآن الكريم.

فلنبدأ من الآية الكريمة :

آل عمران - 7
هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ

حسبي فهمي للآية :
الله تعالى أنزل الكتاب على رسوله وفيه آيات (محكمات؟) هن أصل الكتاب (أم)، وآيات أخرى (متشابهات؟)، فأما من يريد أن يخرج عن صراط الله المستقيم (يزيغ)، فيتبع الآيات المتشابهات لكي يثير الفتنة وليحاول تأويلها بغير علم، والحقيقة أن تأويل المتشابه لا يعلمه إلا الله (والراسخون في العلم؟)، ومع هذا يؤمن (من يزيغ) أن كل القرآن من عند الله وما يتفكر في عظمة الله إلا أولوا الألباب (العقول السليمة، المنطقية).


فلنحاول معرفة ماهي الآيات المحكمات وما هي المتشابهات من القرآن فقط، بعدها سنستطيع تفسير الراسخون في العلم بكل سهولة.

أنظروا معي :

محمد – 20، 21
وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ
طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ

الآية الكريمة تتحدث عن المومنين المعاصرين للرسول محمد (ص) وتمنيهم أن تنزل سورة من القرآن، فإذا فعلا أنزلت هته السورة التي هي محكمة وذكر فيها القتال فسيكون وقعها كبيرا عن الذين في قلوبهم مرض من معاصري محمد (ص)، وأولى لهم (المومنين المعاصرين للرسول محمد (ص)) طاعتها والأمر بالمعروف.
طبعا للمؤمنين ممن عاصر رسول الله عليه الصلاة والسلام ففي وقتنا هذا لن تنزل سورة أخرى لانقطاع الوحي مع وفاة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، إذا الآية موجهة فقط لمعاصري الرسول الكريم.

إذا لنرى من القرآن الكريم ما هي هذه السورة، المحكمة والتي ذكر فيها القتال.

السورة الوحيدة التي تتوفر فيها كل هذه المواصفات هي سورة التوبة والدلائل كثر :


بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ - 1
فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ - 2
وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ - 3
إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ - 4
فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ - 5

لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ - 25

الدليل الأول أنها السورة الوحيدة في القرآن التي لم تبدأ بالبسملة، والدليل الثاني هو الأمر المباشر من الله تعالى لرسوله بقتل المشركين حيث وجدهم، والدليل الثالث هو ذكر موقعة حنين. إذن الكلام مباشر للرسول ومعاصريه فقط.

وبهذا يمكننا استنباط مما سبق أن الآيات المحكمات تلزم فقط معاصري الرسول الكريم وينقطع العمل بها بعد وفاة الرسول، والآيات المتشابهات صالحات لكل العصور، وهذا يفسر أيضا معنى هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ أي أصله لأنه في فترة نزول الوحي كان الحكم في الأرض مباشرا من الله تعالى والتطبيق للرسول الكريم والذين معه وفي سورة الحشر آيات محكمات يثبتن هذا.

(الحشر 2 - 7)

هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ
وَلَوْلا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ
وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ

ترون في هته الآيات الكريمة أن خطة القتال وتقاسم الغنائم جاءت وحيا ومباشرة من عند الله وما على الرسول والمومنين إلا التطبيق.

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ

هم شاقوا حكم الله وعصو تطبيق الحكم عندما أمروا به من الرسول الكريم، (وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ) ومن يعصى حكم الله وحده مهما كان المطبق (فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)

وفي هذا حكمة من الله أن يمهد الطريق ويقيم القاعدة السليمة لآخر إنذار للبشر قبل وفاة آخر الأنبياء والمرسلين.

وهذا مثال على آيات متشابهة صالحة لكل العصور لأنها تثبت أن الله كان ومازال يعلم الغيب :

الحج 5

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ


الأنعام – 34 – 37
وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ
وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ
إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ
وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ

الآيات الكريمة تتحدث عن تكذيب أقوام لرسلهم قبل أن يكذب قوم محمد (ص) فصبر الرسل على التكذيب حتى جاء نصر الله، ولم يحاول أي رسول من قبل أن يبدل كلام الله من عنده، والآية التالية تؤكد هذا، فهي تقول لمحمد (ص) إن كان يغيضك أو يكبر عليك إعراضهم عن رسالة الله وتريد أن تأتيهم بدليل من عندك، فحاول أن تحفر تفقا في الأرض أو سلما في السماء للإتيان بها (وهذا تحدي من الله تعالى لرسوله الكريم).

طبعا من يتبع المتشابه في زمن محمد عليه الصلاة والسلام فلن يستطيع لها تأويلا لأنه لم يكن هناك علم كافي عند الناس لحفر الأنفاق (المترو مثلا) أو لمعرفة كيفية تشكل الجنين أو سلم إلى السماء (الطائرة أو الصاروخ).

الآن وقد فرقنا بين المحكم والمتشابه يمكننا الآن فهم الآية الكريمة ومعناها يصبح واضحا جليا :

آل عمران - 7
هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ

إذا حسب ما سبق فلا أجد حسب فهمي طبعا تفسيرا لقوله تعالى (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) إلا أنه يعني العلماء الحقيقيين في الطب والهندسة والرياضيات والفيزياء والكيمياء والزراعة والأحياء ... إلخ

وحسب ما سبق أيضا نستنبط أن الآيات المحكمات في كتاب الله لا تخص إلا معاصري رسول الله (ص) والمتشابهات تخص الخلق أجمعين من بدأ الوحي إلى قيام الساعة.

لو فهمنا حقا ما معنى المتشابه و المحكم، فسنستطيع مثلا قراءة القرآن الكريم، بشكل معاصر صالح لكل وقت وكل مكان، وتبقى الآيات المحكمات كما رأينا سابقا، كعبرة لنا من التاريخ وليس قواعد نبني عليها تشريعنا.
تخيلوا إمكانية تطبيق ما في سورة التوبة أو سورة الحشر الآن وفي عصرنا هذا، أتتخيلون الدمار الذي سيحل بنا قبل الآخرين، ناهيك عن تدمير الدعوة لدين الله عند غير المسلمين.

الموضوع قابل للنقاش لكن فقط مع الدليل.

والله المستعان
رد مع اقتباس