عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2024-03-19, 01:10 PM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,734
افتراضي (٩) الموعظة التاسعة: ((فضل قيام رمضان ))

بسم الله الرحمن الرحيم
السلامْ عليكم و رحمةُ الله و بركاتهُ:ــــ
(٩) الموعظة التاسعة:((فضل قيام رمضان ))
الحمد للهِ وحدهُ، والصّلاةُ والسّلامُ على من لا نبيَّ بعدهُ، نبيِّنا محمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ ومن إهتدى بهديهِ إلى يوم الدين، وبعد:
فإنّ قيام الليل مشروع (مسنون) ، وقد ذكر الله سبحانهُ و تعالى الذين يُصلُّون صلاةَ الليل فقال سبحانهُ و تعالى: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} [الفرقان:٦٤] . وقال سبحانهُ و تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة: ١٦،١٧] .
ولهذا علينا الإجتهاد في هذا الشهر الفضيل بقيام الليل، وذلك كما يلي:
١) لأنّ الحبيب المصطفى ( صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم ) قد سنّ لنا قيام شهر رمضان، ففي حديث أمّ المؤمنين عائشة ــ رضي الله عنها و أرضاها ــ قالت: [ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم )] صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ فِي الْمَسْجِدِ فَصَلَّى بِصَلَاتِهِ نَاسٌ ثُمَّ صَلَّى مِنْ الْقَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنْ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوْ الرَّابِعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ( صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم ) فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنْ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ) رواه الشيخان.
٢) وليكن قيامك (صلاة الليل في رمضان، أي صلاة التراويح ) قياماً إيماناً باللهِ وبما أعدّهُ لك من الثواب ولمن قام رمضان، وإحتساباً (طلباًً لثواب الله) ، ولا يكن الدافع لك إلى القيام في رمضان رياء أو سُمعة، أو مال، أوغير ذلك، فإن قُمت رمضان إيماناً وإحتساباً تحقَّق لك ما قالهُ ( صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم ): (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) رواه الشيخان.
٣) وليس لِقيام رمضان (التراويح) عدد معين محدود لا بْدَّ مِنهُ، فإذا صلّيت مع الإمام فاستمرَّ معه حتى ينصرف؛ ليُكتب لك قيام ليلة، وقد قال( صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم ) : (مَنْ قَامَ مَعَ الْإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ) رواه الترمذي وابن ماجه (صحيح) .
٤) لكن من الأفضل أن تُصلي التراويح مع الإمام الذي يُصلي إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة، ويُطيلها ويخشعُ فيها، وكذلك إمام المسجد لو يصلي إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة ويٌطيل فيها فهذا هو الأكمل والأفضل، وفي حديث أمّ المؤمنين عائشة ــ رضي الله عنهاــ أنّها سُئلت: كيف كانت صلاة النبي (صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم ) في رمضان؟ فقالت: (مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً) رواه الشيخان. وفي حديث ابن عباسٍ ــ رضي الله عنه ــ أنّه قال:(كَانَتْ صَلَاةُ النَّبِيِّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَعْنِي بِاللَّيْلِ) رواه البخاري.
٥) ومن الأفضل والأولى لإمام المسجد الذي يُصلي بالناس التراويح أن يسلّم بهم من كل ركعتين، ويوتر بواحدة؛ حتى لا يشُقَّ عليهم، أو يقع عندهم شيء من التشويش، وفي حديث أمّ المؤمنين عائشة ـــ رضي الله عنها ـــ قالت: [ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم )] يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ أَنْ يَفْرُغَ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَهِيَ الَّتِي يَدْعُوها النَّاسُ صلاة آلْعَتَمَةَ إِلَى الْفَجْرِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُسَلِّمُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ وَيُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ) رواه الشيخان. وقال (صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم ) في صلاة الليل: (مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمْ الصُّبْحَ صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى) رواه الشيخان.
وللمصلي أن يسرد وتره خمساً، أو سبعاً، أو تسعاً، ولكن إذا صلّى تسعاً جلس في الثامنة، فيتشهدُ ثم يقوم فيصلي التاسعة ويتشهد ويدعو ويُسلّم، ولكنّ السرد إنّما يكون للمصلي إذا صلّى وحده أو بجماعةٍ اختاروا ذلك.
٦) والأفضل إطالة الصلاة (صلاة التراويح) أو غيرها من قيام الليل، فعن السائب بن يزيد ــ رضي الله عنه ــ قال: (أَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَتَمِيمًا الدَّارِيَّ أَنْ يَقُومَا لِلنَّاسِ بِإِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً قَالَ وَقَدْ كَانَ الْقَارِئُ يَقْرَأُ بِالْمِئِينَ حَتَّى كُنَّا نَعْتَمِدُ عَلَى الْعِصِيِّ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ وَمَا كُنَّا نَنْصَرِفُ إِلَّا فِي فُرُوعِ الْفَجْرِ) رواه مالك (صحيح) .
وقال ( صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم ) : (أَفْضَلُ الصَّلَاةِ طُولُ الْقُنُوتِ) رواه مسلم.
ليحذر الذي يُصلي بالناسِ من السرعة التي تذهب بالخشوع والطمأنينة! وليقم الإمام ببعض التدبُّر، فإذا مرّ بآيةٍ فيها سؤال سأل الله، أو تسبيح سبّح الله، كما فعل (صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم) .
٧ ) يجوز للنساء الحضور لصلاة التراويح في المساجد، إذا أُمِنَت الفتنة منهنّ أو بهنّ، وقد قال ( صلَّ اللهُ عليهِ وسلَّم ):(لَا تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللَّهِ مَسَاجِدَ اللَّهِ) رواه الشيخان.
ويشرع للنساء أن يبدأن بالصفِ المؤخَّر عكس الرجال، وأن ينصرفنَّ عندما يُسلّم الإمام فوراً من إنتهاء الصلاة. والله الموفّق.
إعداد و تحضير الفقير إلى رحمة الله،
أخيكم معاوية فهمي.
§§§§§§§§§§§§§§§§
رد مع اقتباس