عرض مشاركة واحدة
  #101  
قديم 2009-07-10, 10:13 AM
صابر عباس صابر عباس غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-03-20
المشاركات: 431
افتراضي مبدأ التوحيد في القرآن العظيم -الجزء الثلاثون (5)

بسم الله الرحمن الرحيم

الجزء الثلاثون من القرآن العظيم ومبدأ التوحيد
( 5 )
سورة الإنفطار

يظهر بجلاء أهمية عقيدة التوحيد , وخاصة إذا أيقن الإنسان أنه ملاقي ربه , وأن أهوال يوم القيامة تتحقق واحدة تلو الأخرة , ففي هذه اللحظات العصيبة يدرك الإنسان قيمة الإيمان بالله الواحد الذي بيده وحده ملكوت السموات والأرض , وأن جميع الأعمال معروضة إن خير فخير, وإن شر فشر , وأنه لا مهرب من الله إلا إليه .
ومن رحمة الله بنا أن أخبرنا بتلك المشاهد قبل وقوعها لكي يستفيق الإنسان قبل فوات الأوان
ويتبين ذلك من سورة الإنفطار
إنها تتحدث في المقطع الأول عن انفطار السماء وانتثار الكواكب، وتفجير البحار وبعثرة القبور , وأمام هذا اليقين من مشاهد القيامة , تظهر بجلاء أعمال الإنسان أمام عينيه ما تقدم منها وما تأخر.

وفي المقطع الثاني تبدأ لمسة العتاب المبطنة بالوعيد، لهذا الإنسان الذي يتلقى من ربه فيوض النعمة في ذاته وخلقته، ولكنه لا يعرف للنعمة حقها، ولا يعرف لربه قدره، ولا يشكر على الفضل والنعمة والكرامة :
يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك ؟ في أي صورة ما شاء ركبك ..


وفي المقطع الثالث يقرر علة هذا الجحود والإنكار. فهي التكذيب بالدين ـ أي بالحساب ـ وعن هذا التكذيب ينشأ كل سوء وكل جحود.
ومن ثم يؤكد هذا الحساب توكيداً، ويؤكد عاقبته وجزاءه المحتوم :
كلا. بل تكذبون بالدين. وإن عليكم لحافظين كراماً كاتبين . يعلمون ما تفعلون . إن الأبرار لفي نعيم . وإن الفجار لفي جحيم . يصلونها يوم الدين . وما هم عنها بغائبين ..
فأما المقطع الأخير فيصور ضخامة يوم الحساب وهوله ، وتجرد النفوس من كل حول فيه ، وتفرد الله سبحانه بأمره الجليل , وأن عقيدة التوحيد هي الحق , وأنه لا مكان للشرك والكفر والألحاد .
وما أدراك ما يوم الدين ؟ ثم ما أدراك ما يوم الدين ؟ يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً ، والأمر يومئذ لله ..

*****

إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ (5)

إذا السماء انشقت, واختلَّ نظامها , فانشقاق السماء حقيقة من حقائق ذلك اليوم العصيب. أما المقصود بانشقاق السماء على وجه التحديد فيصعب القول به، كما يصعب القول عن هيئة الانشقاق التي تكون.. وكل ما يستقر في الحس هو مشهد التغير العنيف في هيئة الكون المنظور، وانتهاء نظام هذا المعهود، وانفراط عقده، الذي يمسك به في هذا النظام الدقيق..
وإذا الكواكب تساقطت, وإذا البحار فجَّر الله بعضها في بعض، فذهب ماؤها, وإذا القبور قُلِبت ببعث مَن كان فيها, حينئذ تعلم كلُّ نفس جميع أعمالها, ما تقدَّم منها, وما تأخر, وجوزيت بها.

يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)
الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ (7) فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8)


يا أيها الإنسان المنكر للبعث, ما الذي جعلك تغتَرُّ بربك الجواد كثير الخير الحقيق بالشكر والطاعة, أليس هو الذي خلقك فسوَّى خلقك فعَدَلك, وركَّبك لأداء وظائفك, في أيِّ صورة شاءها خلقك؟

كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ (9) وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَاماً كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)كلا بل تكذِّبون بيوم الحساب والجزاء. وإن عليكم لملائكة رقباء كراما على الله كاتبين لما وُكِّلوا بإحصائه, لا يفوتهم من أعمالكم وأسراركم شيء, يعلمون ما تفعلون من خير أو شر.

إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13)
إن الأتقياء القائمين بحقوق الله وحقوق عباده لفي نعيم.

ونسأل الله تعالى أن يجعلنا مع الأبرار

رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي للإيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ -193 ال عمران

***

وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ (14) يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ (15) وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ (16)

وإن الفُجَّار الذين قَصَّروا في حقوق الله وحقوق عباده لفي جحيم, يصيبهم لهبها يوم الجزاء, وما هم عن عذاب جهنم بغائبين لا بخروج ولا بموت.

وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (18) يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (19)

وما أدراك ما عظمة يوم الحساب, ثم ما أدراك ما عظمةُ يوم الحساب؟ يوم الحساب لا يقدر مخلوق على نفع مخلوق أخر, والأمر في ذلك اليوم لله وحده لا شريك له .

يَوْمَ لا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً
وَالأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ


*******

وقبل أن نختم تعالوا نتعرض لأنوار الصفات والأسماء الحسنى
لله سبحانه وتعالى

إن لله تسعة وتسعين اسما مائة غير واحدة ، من أحصاها دخل الجنة .
هو الله الذي لا إله إلا هو
الرحمن ، الرحيم ، الملك ، القدوس ، السلام ، المؤمن ، المهيمن ، العزيز ، الجبار ، المتكبر ، الخالق ، البارئ ، المصور ، الغفار ، القهار ، الوهاب ، الرزاق ، الفتاح ، العليم ، القابض ، الباسط ، الخافض ، الرافع ، المعز ، المذل ، السميع ، البصير ، الحكم ، العدل ، اللطيف ، الخبير ، الحليم ، العظيم ، الغفور ، الشكور ، العلي ، الكبير ، الحفيظ ، المقيت ، الحسيب ، الجليل ، الكريم ، الرقيب ، المجيب ، الواسع ، الحكيم ، الودود ، المجيد ، الباعث ، الشهيد ، الحق ، الوكيل ، القوي ، المتين ، الولي ، الحميد ، المحصي ، المبدئ ، المعيد ، المحيي ، المميت ، الحي ، القيوم ، الواجد ، الماجد ، الواحد ، الصمد ، القادر ، المقتدر ، المقدم ، المؤخر ، الأول ، الآخر ، الظاهر ، الباطن ، الوالي ، المتعالي ، البر ، التواب ، المنتقم ، العفو ، الرؤوف ، مالك الملك ، ذو الجلال والإكرام ، المقسط ، الجامع ، الغني ، المغني ، المانع ، الضار ، النافع ، النور ، الهادي ، البديع ، الباقي ، الوارث ، الرشيد ، الصبور

الراوي: أبو هريرة المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3507

********

وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
رد مع اقتباس