عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 2009-07-08, 07:15 PM
عبدالرزاق عبدالرزاق غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-06-24
المكان: أنصار السنة
المشاركات: 870
افتراضي

بسم الله اترحمن الرحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــم
رب اغفر لي ذنبي ويسرلي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي

سورة يوسف من القرآن المكي،تتلو سورة هودفي ترتبب المصحف الكريم وفي ترتيب النزول أيضا... ومن الاعجاز الرباني أنهما متشابهتين في الموضوع وفي طريقة عرضه كذلك ،فاذا كانت سورة الأنعام تتناول حقيقة العقيدة ذاتها، وتفند المزاعم الجاهلية ،كذلك ، مع سورتي يونس وهود نسير في نفس السياق قلبا وقالبا..... الا أن سورة الأنعام تنفرد عن سورة يوسف بارتفاع وبضخامة في الايقاع وسرعة وقوة النبض ودقة التصوير والحركة ، بينما تمضي سورة يونس في ايقاع رخو ونبض هادئ،وسلاسة وديعة .....ورغم كل هذا يبقى لكل سورة طابعها الخاص الذي تنفرد وتتميزبه عن سائر السور والآلاء الربانية الاعجازية الخارقة للعادة التي لاتروج ببال أحد غيره جلت قدرته وتعالت أسماؤه .... سور وآيات القرآن العظيم ،،جرعات شافية وليست بمسكنات آنية ،، حقنات وشحنات حصينة محصنة لعباد الله المخلصين الذين يعبدون الله وحده طمعا في رحمته وخوفا من عذابه .................................................. ....
نزلت سورة يوسف في تلك الفترة الحرجة بين عام الحزن بموت أبي طالب وخديجة سندي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين بيعة العقبة الأولىثم الثانية اللتان جعل فيهما الله لنبيه ورسوله محمدا وللعصبة المسلمة معه وللدعوة الاسلامية فرجا ومخرجابالهجرة للمدينة....وعلى هذا فالسورة واحدة من السورالتي نزلت في الفترة الحرجةمن تاريخ الدعوة المحمدية ....والسورة مكية بجملتها،على خلاف ما ورد بالمصحف الأميري من أن الآيات (١٬٢،٣،٧ ) آيات مدنية من سورة يوسف .
من جهة المضامين ننجد السورةتمثل النموذج الكامل لمنهج الاسلام في الأداء الفني للقصة ، بقدر ما تمثل النموذج الكامل لهذا المنهج في الأداء النفسي والعقائدي والتربوي والحركي أيضا .......ومع أن المنهج القرآني واحد في موضوعه وفي أدائه ،الا أن قصة يوسف تبدو وكأنها المعرض المتخصص في عرض هذا المنهج من الناحية الفنية للأداء ‼
ان القصة تعرض شخصية سيدنا يوسف كاملة ، الشخصية الرئيسية في القصة ، السورة تعرض لنا ابتلا ءات الشدة والرخاء ، ابتلاءات الفتنة بالشهوة والفتنة بالسلطان وابتلاءات الفتنة بالانغعالات والمشاعر البشرية تجاه شتى المواقف وشتى الشخصيات .....ويخرج العبد الصالح من هده الابتلاءات والفتن نقيا خالصا متجردا من وقفته الأخيرة ، متجها الى ربه بذلك الدعاء المنيب الخاشع ( قال رب السجن أحب الي مما يدعونني اليه والا تصرف عتي كيدهن أصب اليهن وأكن من الجاهلين )
ــــ السورة تعرض أيضا أوضاعا متنوعة من النماذج البشرية في تجلياتها العاطفية ׃نموذج سيدنا يعقوب الوالد المحب الملهوف والنبي المطمئن ..........ونموذج إخوة يوسف وهواتف الغيرة ،الحقد والحسد ، المؤامرة والمناورة ، ومواجهة آثار الجريمة ●
ــ نموذج امرأة العزيزبكل غرائزها ورغائبها واندفاعاتها الأنثوية في بلاط القصور الأميرية .............
ـــ نموذج النسوة من الطبقات العليا
ــ ألمت القصة كذلك بألوان من الضعف البشري أمام استفحال وسطوة السلطان الجنسي الأنثوي وطغيانه
<!-- / message -->
رد مع اقتباس