عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 2019-06-24, 12:53 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,055
افتراضي رد: التناسب بين سور القرآن الكريم في الخواتيم والمفتتح /د. فاضل السامرائي

خواتيم سورة الرعد ومفتتح سورة إبراهيم


1 ـ قال سبحانه في خاتمة سورة الرعد :
{ وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)} .
وقال في أول سورة إبراهيم :
{ الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)} .
فقد ذكر الذي أرسله وأنزل إليه الكتاب في سورة إبراهيم رداً علي قول الذين كفروا :
{ لَسْتَ مُرْسَلاً } .

2 ـ قال تعالى في خواتيم سورة الرعد :
{ وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلِلّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42)} .
وقال في أول سورة إبراهيم :
{ ... وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2) الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُوْلَئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ (3)} .
فقد بين في آية إبراهيم عاقبة مكر الذين كفروا .
فحَذَّر المذكورين في آية الرعد فقد قال :
{ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ } .
وقال في سورة إبراهيم :
{ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ } .
وبين من المكر الذي مكروه أنهم يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا .
فكأن آية إبراهيم توضيح لما في الرعد .

جاء في البحر المحيط :
إرتباط أول سورة إبراهيم بالسورة التي قبلها واضح جدا لأنه ذكر في سورة الرعد :
{ وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا ... (31)} ،
ثم : { وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا ... (37)} .
ثم : { وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ (43)} .
فناسب هذا قوله في سورة إبراهيم :
{ الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ ... (1)} .
وأيضا فإنهم لما قالوا على سبيل الاقتراح :
{ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ... (27)} .
وقيل لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم :
{ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27)} .
أنزل :
{ الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ } .
كأنه قيل : أولم يكفهم من الآيات كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات (هي الضلال) الى النور (وهو الهدى) (1) .

وجاء في روح المعاني :
وارتباط سورة إبراهيم والسورة التي قبلها واضح جدا لأنه قد ذكر في سورة الرعد مدح الكتاب وبيان أنه مغن عما اقترحوه مما ذكر ، وافتتحت سورة إبراهيم بوصف الكتاب والإيحاء إلى أنه مغن عن ذلك أيضا (2) .

الهوامش :
(1) البحر المحيط 5/403 .
(2) روح المعاني 13/179 .

آخر تعديل بواسطة Nabil ، 2019-10-27 الساعة 12:48 PM
رد مع اقتباس