خواتيم سورة النحل ومفتتح سورة الإسراء
1 ـ قال سبحانه في خواتيم سورة النحل :
{ إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ (128)} .
وأعلى المعية أن يقرب اللهُ الرسولَ الكريم صلى الله عليه وسلم منه فقال سبحانه في بداية الإسراء :
{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (1)} .
مما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم أعلى الذين اتقوا والذين هم محسنون .وقوله : { إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ } ،
يدل على أنه يسمعهم و يبصرهم فهو معهم . وذلك مناسب لقوله سبحانه :
{ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } .
2 ـ وقال تعالى في خواتيم النحل :
{ إِنَّمَا جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (124)} .
وقال في بداية سورة الإسراء :
{ وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً (2)} .
وكلتا الآيتين في بني إسرائيل .
جاء في البحر المحيط :
مناسبة أول سورة الإسراء لآخر ما قبلها أنه تعالى لما أمر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بالصبر ونهاه عن الحزن عليهم وأن يضيق صدره من مكرهم ، وكان من مكرهم نسبته إلى الكذب والسحر والشعر وغير ذلك مما رموه به ، أعقب تعالى ذلك بذكر شرفه وفضله واختفائه به وعلو منزلته عنده (1) .
وقد أشار صاحب البحر في ذكر أمره بالصبر ونهيه عن الحزن إلى قوله سبحانه في آخر سورة النحل :
{ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (127)} .
(1) البحر المحيط 6/4