عرض مشاركة واحدة
  #40  
قديم 2013-08-26, 09:57 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

حبيت أضيف هذه الإضافة للتوضيح أن حقوق العباد يقتص الله للمظلوم من الظالم مع الموعظة الجميلة : للأخ . د حسن عمر
والأخت ريحانة المصطفى .

وهذه توضيح ؛ للشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الراجحي يحفظه الله


الموضوع : الحساب

قال -رحمه الله تعالى-:


الحساب ثم الإيمان بالمساءلة، أن الله -عز وجل- يسأل العباد عن كل قليل وكثير في الموقف، وعن كل ما اجترموا: لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وقال الله -عز وجل-: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ويأخذ للمظلومين من الظالمين، حتى الجماء من القرناء، وللضعيف من القوي .


أما بعد:


قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: "ثم الإيمان بالمساءلة"، يعني: يجب على المؤمن أن يؤمن بأنه مسئول، وأن الله -عز وجل- يسأل العباد عن كل قليل وكثير في المواقف، عن كل ما اجترموا، أي: أجرموا، عن السيئات، قال -تعالى-: لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وقال سبحانه: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ .

وثبت في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسئل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن علمه فيما عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه .

فلا بد من الإيمان بهذا، لا بد للمسلم أن يؤمن بأنه مسئول يوم القيامة: لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وقال -سبحانه-: فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ أي: الأمم، وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ فرسلهم مسئولون، والأمم مسئولة: فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ .

وما جاء في النصوص في نفس السؤال: فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ .

فالجمع بين النصوص هو أنه مواقف يوم القيامة متعددة، ومشاهده متعددة، ففي بعض المواقف لا يسألون، وفي بعضها يسألون: عند نفخ الصور ووقوف الناس لا أنساب بينهم ولا يتساءلون، ففي وقت يسألون، وفي وقت لا يسألون، والكفار في وقت يختم على أفواههم، وفي وقت يخلى بينهم وبين الكلام، كما أخبر -سبحانه- عن الكفار أنهم ينكرون: قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ ففي وقت يختم على أفواههم ولا يتكلمون، وفي وقت يخلى بينهم وبين الكلام، فالمواقف متعددة، والمشاهد متعددة.

قد رد الإمام أحمد -رحمه الله- على الجهمية في كتابه "الرد على الزنادقة"، وبين أن نصوص كتاب الله وسنة رسوله يصدق بعضها بعضا، ورد على الزنادقة والجهمية في زعمهم أن القرآن متناقض، مثل هذه الآيات: في بعضها يسألون، وفي بعضها لا يُسألون.

بين أن المواقف والمشاهد متعددة: ففي وقت يسألون، وفي وقت لا يسألون؛ ولهذا قال -سبحانه-:

( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) .

ويأخذ للمظلومين من الظالم، حتى الشاة الجمَّاء من القرناء، وللضعيف من القوي، أي: أن الله -تعالى- يحاسب الخلائق ويجازيهم، ويأخذ للمظلوم من الظالم.

( وجاء في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وفي لفظ: وزكاة وحج، ويأتي وقد شتم هذا، وضرب هذا، وسفك دم هذا، وأخذ مال هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أُخذ من سيئاتهم فطرحت عليه، ثم طُرح في النار .

هذا معنى قوله: "ويأخذ للمظلومين من الظالمين، حتى للجماء من القرناء"، يعني: حتى الشاة القرناء التي لها قرون، والجماء التي ليس لها قرون، إذا نطحتها فإنه يقتص منها يوم القيامة، يقال: يبعثها الله ويقتص للجماء من القرناء، ثم يقول الله لها: كوني ترابا، فعند ذلك يقول الكافر:

يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا .

"وللضعيف من القوي"، أي: أن الله -تعالى- يأخذ للضعيف حقه من القوي.


----------------

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رد مع اقتباس