عرض مشاركة واحدة
  #45  
قديم 2018-10-15, 03:30 PM
youssefnour youssefnour غير متواجد حالياً
عضو منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-30
المكان: مصر/الأسكندريه
المشاركات: 586
افتراضي رد: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا من يشمر يا منكري السنة

الأخ العزيز / أبو عبيدة
تحياتي وأهلا بك في حوار هادئ

تقول :
والاية التي ذكرتها أنت في سورة الأنفال تتحدث عن الأنفال عامة


نعم هذا صحيح
فهي آية تشريعية لتوزيع غنائم الحرب

ثم أنت تقول :
أما آية هذا الموضوع فهي خاصة


إذا كنت تقصد بكلمة (خاصة) إنها نزلت في موقف خاص فهذا أيضا صحيح
ولكن بعد أن نزلت أصبحت آية تشريعية واجب العمل بها حتى قيام الساعة

ثم أنت تقول :
ولم يكن نصيب منها لا لإغنياء ولا لعامة الجيش فهو حكم خاص


هنا أنا غير موافق
ألم تقل من قبل إنها آية خاصة ،،، إذا هي نزلت لموقف خاص
الآية نزلت لأسباب والدليل قوله تعالى :
"كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ"
كلمة (كي) تفيد الغاية أو العِلَّة
وكلمة (دولة) تعني الاستيلاء والغَلَبة
فإذا وضعنا الكلمتين في سياق الآية ، التى تتحدث عن توزيع فيء – غنائم بدون قتال - قد نزل في حالة خاصة في الحرب وسبب نزوله محاولة الأعنياء الذين يقاتلون مع الرسول أن يأخذوا هذا الفيء لهم دون باقى الجيش بإعتبارهم هم من قاموا بتمويل الحرب

وعلى هذا فسيكون تفسير الآية طبقا لسياقها أولا هكذا :
1/ مَّا أَفَاء اللَّهُ
أي ما شرع الله من الغنائم التي وهبها الله تعالى للمسلمين بدون حرب
2/ عَلَى رَسُولِهِ
أي على المنفذ الوحيد والمسئول الأول على تطبيق تشريعات الله (رسول الله)
3/ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى
من أهل القري التي تركت هذه الغنائم بدون حرب وفروا هاربين من مواجهة رسول الله لعدم مقدرتهم لمواجهة الرسول
4/ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ
التشريع بالتقسيم لبيت المال (فَلِلَّهِ) ولباقي المشتركين في الحرب (وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ)
5/ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ
كي لا يستولى عليه الأغنياء فقط
6/ (و)مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا
الـ(واو) حرف عطف تعطف ما بعدها على (الأصل وهو الفيء)
فما آتاكم الرسول من هذا الفيء طبقا لتشريع الله فخذوه ،،،، وما نهاكم يا أيها الأغنياء من الاستلاء على أموال الفيء لنفسكم فانتهوا
7/ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
ختام بتوعد الله بالعقاب الشديد للذي يخالف هذا التقسيم التشريعى الذى أنزله الله

الأدلة في السياق على التفسير السابق
1/ يقول الله تعالى في الآية التالية لآية الفيء رقم (7) وهي الآية رقم (8) من سورة الحشر
للْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ
كما تري هؤلاء الفقراء جاءوا في التقسيم التشريعي في توزيع الفيء بعد الله ورسوله
ثم يبين الله تعالى سبب توزيع الفيء لهم مع الأغنياء وذلك لأنهم :
يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُون

2/ ثم تأتي الآية القاصمة لأي تفسير آخر في قوله تعالى في الآية التالية مباشرة رقم (9)
وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
هل لاحظت قول الله تعالى عن صحابة رسول الله (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ )
أنهم يحبون هؤلاء الفقراء المهاجرين الذى جاء ذكرهم في التقسيم في الآية (7) ثم جاء ذكرهم بإنهم محتاجين هذا الفيء في الآية (8) وذلك بقوله تعالى
(يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ)
ومن أجل هذا الحب فهم يرفضون أن يستلموا نصيبهم من هذا الفيء
وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا ( أُوتُوا )
ألم تلاحظ إن كلمة (أُوتُوا) عائدة على كلمة (وَمَا آتَاكُمُ)
إذا هم يرفضون نصيبهم من هذا التوزيع وليس من التشريع،،، فهم قد قبلوا التشريع بالتقسيم وفضلوا أن يعطوا نصيبهم من التشريع للفقراء (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ) ،، حتى لو كان لهم حاجة في هذا التوزيع ( وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)
ولذلك وعد الله تعالى من يوق شح نفسه (والمقصود بشح نفسه هم الأغنياء الذين حاولوا الاستلاء على الفيء لأنفسهم )
(وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ) وهم الصحابة الذين تبرعوا بالفيء للفقراء
بأنهم هم المفلحون (فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
إذا القضية قضية توزيع فيء شرعه الله لكل من شارك في الحرب وأن الرسول هو المسئول الأول عن هذا التوزيع وعليهم أن يقبلوا ما آتاهم الرسول من هذا التوزيع وما حرمه على بعضهم كما جاء في السياق

أنا وضعت تفسيري للآيات بالأدلة قطعية الثبوت سواء من آيات القرآن عن طريق السياق القرآني ،، أو من اللسان العربي طبقا لقوله تعالى (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ)
فإذا كان لك رأي مخالف فأرجوا توضيحه مع وضع الأدلة قطعية الثبوت من كتاب الله على هذا الرأي مع الأخذ في الاعتبار أن تحل كل المشاكل التي ستقابلك والتي سبق أن وجهتها للأخ موحد مسلم ولكنه لم يجيب عليها

تحياتي

رد مع اقتباس