عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012-07-25, 07:21 PM
نبيل الجزائري نبيل الجزائري غير متواجد حالياً
منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-10
المشاركات: 51
افتراضي الرد على الدليل الثاني من ادلة حجية السنة العشرة

محل استدلال الأخ قوله تعالى: (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) . جزء من آية لا آية كاملة .
وهذا نص الآية المستدل بها كاملا:
﴿مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾الحشر7
* يقول الأخ:
اقتباس:
أن الله تعالى أمر بأخذ الذي آتانا الرسول وترك ما نهانا عنه، والأمر يفيد الوجوب.
- ولا خلاف هنا – ليقرر أن
اقتباس:
ما آتى الرسول وما نهى عنه هو السنة النبوية، وبالتالي فهي واجبة الاتباع.
هكذا ببساطة دون أن يشرح لنا كيف قرر هذه النتيجة، فالآية محل الاستدلال لا ذكر فيها لما قرره، وكل ما استدل به الأخ في تقريره هذا هو تتمة الآية " واتقوا الله إن الله شديد العقاب" دون أن يشرح لنا مرة أخرى كيف تكون هذه التتمة تأكيدا لما قرره. فهو يقرر دون دليل.

* ثم يقول الأخ:
اقتباس:
أسند الله تعالى الإتيان والنهي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فدل على أنهما صادران منه. ولو كان المراد ما آتى القرآن ونهى، لما صح أن يسند ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذ القرآن كلام الله تعالى، وليس كلامه صلى الله عليه وآله وسلم. والكلام يسند إلى من صدر منه أولاً لا إلى ناقله ومن تكلم به بعد ذلك. فلا يقال عن القرآن أنه كلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنه بلغه، بل هو كلام الله تعالى لأنه هو من ابتدأ التكلم به.
لهذا فإن معنى
اقتباس:
ما آتى الرسول وما نهى عنه هو السنة النبوية
وليس الكتاب.
لو صحت حجة الأخ بشأن التمييز بين ما يسند للرسول -عليه الصلاة والسلام- وبين ما يسند لله وأنهما مختلفان لاختلاف المسنَد إليه فكيف يجيب عن قوله تعالى في سورة الحاقة:
فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ (38) وَمَا لَا تُبْصِرُونَ (39) إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (42) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (43)
فهنا نجده أسند القول للرسول -عليه الصلاة والسلام- لا لله مع أن القول في الأصل هو قول الله: تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ
حتى أنه سبحانه وتعالى توعد رسوله لو تقول عليه ما لم يقله له: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47)
ونجد في الكتاب الكريم مئات المرات أمرا موجها للرسول - عليه الصلاة والسلام- بأن : قل، قل، قل، كدليل على أنه ناقل لقول الله لا القائل به، ومع ذلك نجده في سورة الحاقة يسند القول له وبصيغة الجزم والتوكيد أيضا:
إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ
فكيف يستقيم كل هذا مع ما يورده الأخ كحجة له حين يقول
اقتباس:
أسند الله تعالى الإتيان والنهي للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فدل على أنهما صادران منه. ولو كان المراد ما آتى القرآن ونهى، لما صح أن يسند ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إذ القرآن كلام الله تعالى، وليس كلامه صلى الله عليه وآله وسلم. والكلام يسند إلى من صدر منه أولاً لا إلى ناقله ومن تكلم به بعد ذلك. فلا يقال عن القرآن أنه كلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم لأنه بلغه، بل هو كلام الله تعالى لأنه هو من ابتدأ التكلم به
كما أن إسناد القول في سورة الحاقة للرسول لا يعني أنه قوله لا قول الله فكذلك إسناد الإيتاء والنهي للرسول لا يعني أنهما صادران منه دون الله تعالى.
* يقول الأخ
اقتباس:
سياق الآية في معرض الحديث عن قسمة الفيء، قال تعالى: ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ). ومعلوم عقلاً واضطراراً أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
أولا: قول الأخ أن العبرة بعموم اللفظ دون خصوص السبب معلومة عقلا واضطرارا، بما يوحي أن لا اختلاف فيها ولا نقاش حولها، مبالغة منه. إذ أن علماء السنة أنفسهم ليسوا متفقين على ذلك، وإن كانت هذه القاعدة هي قول جمهورهم في عمومها، فإن الجمهورغير متفقين على تفاصيلها. وكان يجدر بالأخ أن يقول إنه قول الجمهور لا أن يبالغ ويزعم أنها معلومة عقلا واضطرارا.
ثانيا: تمثيل الأخ للقاعدة بالآية: قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ/يوسف90 تمثيل غير صحيح ولا علاقة للآية بقاعدة عموم اللفظ وخصوص السبب، إذ أن المقصود بالسبب في القاعدة هو سبب النزول، وليس لهذه الآية سبب نزول أصلا عند علماء السنة. فقاعدة عموم اللفظ وخصوص السبب هنا غير ذات موضوع.
ثالثا: لدى علماء أهل السنة – بما هم مرجع الأخ - لا ذكر لسبب نزول للآية المستدل بها: مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى.... وبالتالي فلا تنطبق عليها قاعدة العبرة بعموم اللفظ دون خصوص السبب.
ما يجادل فيه الأخ هنا – في واقع الحال - هو السياق الذي ورد فيه الجزء المستدل به من الآية - وقد أشار الأخ إلى ذلك - وليس سبب نزولها، والسياق خاص بالفيء: مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى.. فسياق الآية نفسها هو وجه الخصوص هنا لا سبب النزول. فما يجادل فيه الأخ هو هذا السياق لا سبب نزول لا ذكر له لا لدى الواحدي ولا لدى السيوطي وهما العمدة عند أهل السنة في هذا الباب.
فلنناقش هذا السياق الخاص:
ابتداءً، فإن دليل وجوب طاعة الرسول في كل ما أمر به أو نهى عنه بلاغا من الله نجده في آيات عديدة عامة لفظا ولا سبب مخصص لها. نكتفي بذكر واحدة منها تفي بالمطلوب:
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ/ التغابن 12
فلو نفينا عموم اللفظ عن جزء الآية المستدل بها من الأخ : وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا.. فهذا لا يعني نفي وجوب طاعة الرسول في كل ما أمر به أو نهى عنه بلاغا من الله. إذ كل ما يعنيه أن هذا الجزء من الآية ليس دليلا كافيا على هذا المطلوب.
وفعلا، فقوله تعالى: وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا . ليس لفظا عاما بل هو خاص وخصوصه لا يأتي من خصوص سبب لا وجود له، بل من خصوص موضوع الآية وسياقها وهو الفيء. لهذا استعمل المولى عز وجل كلمة آَتَاكُمُ ولم يستعمل كلمة أمركم. والقاعدة في الاستعمال القرآني لفعل آتى كالتالي:
إن أسند الفعل لله وحده فإنه يكون غالبا شاملا لكل عطاء ماديا كان أو معنويا، كما يكون أحيانا لأحدهما دون الآخر. يقول تعالى:
عطاء شامل: فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ/البقرة251
عطاء مادي: لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا/الطلاق7
عطاء معنوي: وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ/محمد17
وقس عليه.
وإن أسند فعل الإيتاء لله ولرسوله أو لغير الله – للرسل وللمؤمنين مثلا - فإنه يكون ماديا، يقول تعالى:
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ/البقرة43
وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا/النساء2
وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا/النساء4
وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ/الأنعام141
وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ/الممتحنة11
وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ/النور33
لله وللرسول: وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ * وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ/التوبة58-59
مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ/الحشر7
وقس عليه.
وما يؤكد هاتين القاعدتين هو الاستعمال القرآني لفعل آتى حين يقترن بالحكمة: الحكمة عطاء معنوي، فحين تقترن بالله نجد أن فعل الاقتران غالبا فعل آتى. يقول تعالى:
فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ/البقرة251
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ/البقرة269
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ/آل عمران81
أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا/النساء54
وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ/لقمان12
وهكذا
لكن، حين تقترن الحكمة بغير الله – الرسل هنا – فإن فعل الاقتران لا يكون أبدا فعل آتى، لأن فعل آتى حين يسند لغير الله يكون للإيتاء والعطاء المادي، بينما الحكمة هنا عطاء معنوي، يقول تعالى:
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ/البقرة129 يعلمهم لا يؤتيهم.
كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ/البقرة151 يعلمكم لا يؤتيكم
لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ/آل عمران164
وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ/الزخرف63 قد جئتكم لا قد آتيتكم
هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ/الجمعة2
فحين تسند الحكمة لله يأتي فعل الإيتاء غالبا، وحين تسند الحكمة للرسل لا يأتي أبدا فعل الإيتاء بل فعل التعليم: يعلمهم الكتاب والحكمة . أو فعل المجيء: قال قد جئتكم بالحكمة.
هذا الحصر يدل على أن المؤتي حين يكون غير الله – الرسل وغيرهم – يكون تعبيرا عن عطاء مادي، أما حين يكون المؤتي هو الله عز وجل فيكون تعبيرا عن عطاء شامل غالبا.
وفي آية الفيء محل الاستدلال أسند فعل الإيتاء للرسول مما يعني أنه إيتاء مادي، وهو الفيء كما يؤكد ذلك موضوع الآية وسياقها.
إذن، حتى لو افترضنا أن في الكتاب الكريم ما يثبت فعلا حجية السنة كما يريد الأخ أن يثبت ذلك، فإن قوله تعالى وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ليس فيه حجة للسنة بما هي عطاء معنوي، لأن فعل الإيتاء حين يسند لغير الله يكون للعطاء المادي – وهو الفيء هنا – لا المعنوي – كالسنة مثلما يحاول الأخ أن يثبت- . فالاستعمال القرآني لفعل آتى ذاته يمنع أن يكون موضوع الدليل عطاء معنويا، سنة كان أو حكمة أو غير ذلك، ويقصره على العطاء المادي وهو الفيء.
والحمد لله رب العالمين.

أنظر مناقشة الدليل الأول على الرابط التالي :

http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=23745
رد مع اقتباس