عرض مشاركة واحدة
  #70  
قديم 2012-11-17, 07:02 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 302
افتراضي

غزوة بني قريظة:

وذلك أن بني قريطة بعد أن انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من حرب المشركين قد فروادون قتال، قام النبي صلى الله عليه وسلم ودخل المدينة ووضع السلاح. فجاءه جبريل عليه السلام فقال: أوضعتم السلاح؟ قال: نعم. قال جبريل: أما نحن فلم نضع أسلحتنا بعد. فاذهب إلى القوم (أي اخرج إلى بني قريظة أي يأمرك الله بهذا). فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وأمر الناس وقال:
لا يصَلِّينَّ أحد العصر إلا في بني قريظة.
وخرج المسلمون إستجابة لأمر نبيهم صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة ، وعجلهم صلوات الله وسلامه عليه، وأعطى الراية لعلى بن أبي طالب، واستخلف ابن أم مكتوم على المدينة، وجاء حتى نزل على حصون بني قريظة وحاصرهم خمسا وعشرين ليلة، وعرض عليهم سيدهم كعب بن أسد فقال: إما أن يسلموا ويدخلوا مع محمد، وإما أن يقتلوا ذراريهم ويخرجوا يقاتلون حتى يقتلوا عن آخرهم، وإما أن يهجموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يوم السبت حين يأمن المسلمون شرهم. (يعني كعب بن أسد سيدهم قال: اختاروا واحدة من ثلاثة. قالوا: وما هي؟ قال: تسلمون وتدخلون مع محمد في دينه وتنتهي مشكلتكم. قالوا: لا. قال: إذا اقتلوا أولادكم ونساءكم واخرجوا وقاتلوا . خلاص ما في شيء تخافون عليه. قالوا:لا. قال: إذا يوم السبت يأمنون المسلمون لأنهم يدرون يوم السبت ما نقاتل فيه، نخرج إليهم ونقاتل. قالوا: لا. قال: والله إنكم حمر.(يعني حمير ما تفهمون، ولا شيء تقبلونه.
فخرج عند ذلك أحدهم وقال: يا رسول الله ننزل على حكم سعد بن معاذ. حكم فينا سعد بن معاذ، وذلك أن عبد الله بن أبي بن سلول كما مر إن كنتن تذكرن أنه لما أراد النبي قتل بني القينقاع جاء عبد الله بن أبي بن سلول وقال: لا يا رسول الله ما تقتلهم ، قومي (أي كانوا حلفائي في الجاهلية قبل الإسلام، كيف تقتلهم ، ما تقتلهم). فتركهم النبي صلى الله عليه وسلم له . فهؤلاء أرادوا حكم سعد بن معاذ لأنه كان حليفا لهم في الجاهلية فقالوا: لعله يدافع عنا كما دافع عبد الله بن أبي بن سلول على بني القينقاع، وما علموا الفرق بين عبد الله بن أبي بن سلول رأس المنافقين ، وبين سعد ن معاذ رأس المتقين رضي الله تبارك وتعالى عنه. ما فرقوا بين هذا وهذا لجهلهم. فقال:ننزل على حكم سعد بن معاذ كما نزل إخواننا على حكم عبد الله بن أبي بن سلول يقصدون بني القينقاع.
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بسعد بن معاذ ، وكان كما ذكرنا قد أصيب في أكحله رضي الله عنه. فجاء. فلما جاء قال النبي صلى الله عليه وسلم : ‏(‏قوموا إلى سيدكم‏) (أي سعد بن معاذ رضي الله عنه). فقاموا إليه رضي الله عنه وأنزلوه من على الحمار الذي جاء به. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أحكم في مواليك". فصاروا يصيحون به: أحسن أبا عمر في مواليك كما أحسن غيرك. فقال سعد بن معاذ: آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم (رأى منهم الغدر يوم الأحزاب ، فهو ذهب بنفسه مع سعد بن عبادة وعبد الله بن رواحة كما ذكرنا قبل قليل ورأى الغدر وسبوهم وسبوا رسوله والآن يقولون أحسن في مواليك ). فقال: آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم. فقال رضي الله تبارك وتعالى عنه: إن حكمي فيهم أن يقتل مقاتلتهم ، وتسبى ذراريهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ‏(‏لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة ‏)‏‏ (يعني من فوق سبع سماوات).‏ قال: لقدحكمت فيهم بحكم الله. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، فقتل رجالهم وسبي ذراريهم ونساؤهم، وبهذا نكون قد انتهينا إن شاء الله تعالى من غزوة الخندق وما تابعها.
وسنتكلم إن شاء الله جل وعلا في هذا اليوم عن مسألتين أو عن حادثتين وقعتا زمن النبي صلى الله عليه وسلم.


رد مع اقتباس