عرض مشاركة واحدة
  #73  
قديم 2013-03-08, 06:31 PM
العيد يوس العيد يوس غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-11-23
المكان: الجزائر
المشاركات: 14
مميز منهاجنا في دراسة السيرة النبوية الشريفة

إنَ خير ما يتدارسه المسلمون ولاسيما الناشئون و المتعلمون ويعني به الباحثون والكاتبون دراسة السيرة المحمدية ، إذ هي خير معلم ومثقف ومعذب ومؤدب ،وهي أصل مدرسة تخرج فيها الرعيل الأول من المسلمين و المسلمات الذين قلما تجود الدنيا بأمثالهم .
ففي السيرة ما ينشده المسلم و طلب الكمال من دين ، ودنيا ، والإيمان ،واعتقاد ،وعلم ،وعمل ،وآداب ،و أخلاق ، والسياسة ، والكياسة ، وإمامة ،وقيادة ،وعدل ،ورحمة ،وبطولة ،وكفاح ،وجهاد ، واستشهاد وسبيل العقيدة والشرعية والمثل الإنسانية الرفيعة ، والقيم الخلقية الفاضلة.
لقد كانت السيرة النبوية مدرسة تخرج فيها أمثل النماذج البشرية وهم الصحابة – رضوان الله عليهن أجمعين –فكان منهم الخليفة الراشد , والقائد المحنك , والبطل المغوار , والسياسي الداهية , والعبقري الملهم ,و العالم العام, والفقيه البارع , والعاقل الحازم, والحكيم الذي تتفجر من قلبه ينابيع العلم والحكمة , والتاجر الذي يحول رمال الصحراء ذهبا و الزارع والصانع اللذين يريان في العمل العبادة والكادح الذي يرى في الاحتطاب – أن يحمل الحطب من الصحراء ويبيعه – عملاً شريف يترفع به عن سؤال الناس والغني الشاكر الذي يرى نفسه مستخلفاً في هذا المال الذي بين يديه ينفقه في الخير والمصلحة العامة والفقير الصابر , الذي يحسبه من لا يعمل حاله غنياً من التعفف .
وكل ذلك كان من ثمرات الإيمان بالله وبرسول الله , صلى الله عليه وسلم , وبهذا المال كانوا الأمة الوسط , وكان خير أمة أخرجت للناس .
لقد كان السلف الصالح من هذه الأمة الإسلامية يدركون مل لسيرة خاتم الأنبياء وسير الصحابة النبلاء من ، أثار حسنة في تربية النشء , وتنشئة جيل صالح لحمل رسالة الإسلام و التضحية في سبيلها بالنفس و المال , فمن ثم كانوا يتدارسون السير ويخفضونها ويلقنونها للغلمان كما يلقنانهم السور من القرآن , كما روي عن زين العابدين علي بن الحسين –رضي الله عنهما – قال : " كنا نعلم مغازي رسول الله- صلي الله عليه وسلم - نعلم السورة من القرآن".
فما أجدر المسلمون في حاضرهم رجالا ونساء وشباباً وشيبا أن يتعلموها غيرهم،ويتخذوا نبراسا يسيرون على ضوئه في تربية الأبناء والبنات، وتنشئة جيل يؤمن بالله ورسوله –صلى الله عليه وسلم-ويؤمن بالإسلام وصلاحيته لكل زمان ومكان، والتضحية بكل شيء في سبيل سيادته وانتشاره ، لا يثنيهم عن هذه الغاية الشريفة بلاء وإيذاء، ولا إطماع وإغراء.
ولسنا نريد من دراسة السيرة النبوية –سيرة النبي صلى الله عليه وسلم – وسير الرعيل الأول –وهم صحابة الكرام – أن تكون مادة علمية يجوز بها الطلاب العلم في المعاهد والمدارس والجامعات الامتحان ، أو الحصول على الإجازات العلمية ،أو تكون حصيلة عامية نتفيهق بها ونتشدق في المحافل والنوادي وقاعات البحث والدرس وفي المساجد والجوامع؛ كي نحظى بالذكاء والثناء ، ونترع من السامعين مظاهر الرضا والإعجاب ، ليس هذا هو المقصود من دراية السيرة.
ولكنا نريد من هذه الدراسة أن تكون السيرة مدرسة نتخرج فيها كما تخرج السادة الأولون ، وأن نكون مثلا صادقة لصاحب الرسالة –صلى الله عليه وسلم – وصحابته الكرام –رضوان الله عليهم – في إيمانهم وعقيدتهم ، وفي علمهم وعملهم وأخلاقهم وسلوكهم وسياستهم وقيادتهم ؛ حتى يعتز بنا الإسلام كما اعتز بالسابقين الأولين من الأنصار والمهجرين .
ونكون في حاضرنا كما كانوا هم خير أمة أخرجت للناس بشهادة رب الناس ،ملك الناس، إله الناس ،-سبحان الله-حيث خاطبهم بقوله : كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله :[آل عمران : 110 ].
فهذا هو المقصود –ايها الأحبة – من دراسة السيرة ، أن نتعلم ، وأن نعمل ،ونتخلق ، ونتأسى برسول الله –صلى الله عليه وسلم – في الصغيرة الكبيرة ، في عبادته لربه ،ومعاملته للناس ،ومعاملته لأهله وبيته ، وللأطفال وأحفاده ، وللصغير والكبير من عموم الناس أجمعين.
اللهم اجعلنا ممن يتبع هدي نبيك الكريم* وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين*.
__________________
رد مع اقتباس