عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2009-08-06, 01:46 PM
العزمى العزمى غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-03
المشاركات: 60
افتراضي البدعه بين علماء اللغة والشريعة(السعاده الابدية)

نقلا عن الموقع الرسمى #######

<HR><TABLE dir=rtl width="98%" align=center border=0><TBODY><TR><TD align=right>البدعة بين علماء اللغة والشريعة</TD><TD align=left>2009-07-25 05:07:58</TD></TR><TR><TD align=right colSpan=2>
تكملة لما بدأناه في حديثنا عن مصطلحات الدين، والذي هدفنا من خلاله إزالة اللبس الذي حاق بالفكر الإسلامي من خلال استخدام بعض المصطلحات استخداما خاطئا، أفضى إلى تفرق بين أفراد الأمة الواحدة، ومن هذه المصطلحات التي استخدمها المفرقون مصطلح: (البدعة).
هذا المصطلح الذي بسبب الجهل بحقيقته انتشر التكفير والتشريك والتبديع تحت ستار محاربة البدعة وإحياء السنة، وسبب ذلك إما تعمد من يستخدمه تفريق المسلمين ونشر الشحناء والبغضاء، وإما لجهل المسلم بتلك الحقيقة فيرمى كل عمل يجهل حقيقته بالبدعة.
لأجل ذلك آثرنا أن نفرد للحديث عن هذا الموضوع الهام بحثا منفردا يجد فيه الباحث ضالته، وكل هدفنا هو رفع الستار عن حقيقة هذا المصطلح جمعا لشمل الأمة، وحفاظا على تماسك أفرادها.
تعريف البدعة
البدعة لغة:
(البدعة) ومشتاقاتها مأخوذة من الفعل (ب د ع) الذي يعنى الإنشاء على غير مثال، يقال: بدَع الشيءَ يَبْدَعُه بَدْعاً وابْتَدَعَه: أَنشأَه وبدأَه. وبدَع الرَّكِيّة - البئر-: اسْتَنْبَطَها وأَحدَثها. ورَكِيٌّ بَدِيعٌ: حَدِيثةُ الحَفْر. وبَدَّعه: نَسَبه إِلى البِدْعةِ. وأَبْدَعَ وابْتَدَعَ وتَبَدَّع: أتَى بِبدْعةٍ، قال اللهِ تعالى: (ورَهْبانِيَّةً ابْتَدَعوها) وقال رؤبة:
إِنْ كُنْتَ للهِ التَّقِيَّ الأَطْوعا فليس وجْهَ الحَقِّ أَن تَبَدَّعا
[لسان العرب]
وفى المعجم الوسيط: البدعة: ما استحدث في الدين وغيره. وبَدَعَه بدعا: أنشاه على غير مثال سابق.
قال الخليل بن أحمد الفراهيدي: البَدع : إحداثُ شيء لم يكن له من قبل خلق ولا ذكر ولا معرفة . [العين ، للفراهيدي 2 : 54 .]
ومنه : (بِدْعٌ) يقال: فلان بِدْع في هذا الأَمر، أَي: أَوّل لم يَسْبِقْه أَحد.
وشيءبِدْعٌ،بالكسر، أَي: مُبتدَع. ورجلبِدْعٌوامرأَةبدْعةإِذا كان غاية في كل شيء، كان عالماً أَو شَرِيفاً أَو شُجاعاً. ومنه قوله تعالى : (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنْ الرُّسُلِ) [الأحقاف:9] [لسان العرب]
وقال ابن فارس: البدع له أصلان: ابتداء الشيء وصنعه لا عن مثال، والآخر الانقطاع والكلال. [المقاييس ، لابن فارس 1 : 209 مادة (بَدَع)]
البدعة اصطلاحا:
إدخال ما ليس من الدين في الدين، ولا يحتاج تحريمها إلى دليل خاص، كحكم العقل بعدم جواز الزيادة على أحكام الله تعالى ولا التنقيص منها، وباختصاص ذلك به تعالى وبأنبيائه الذين لا يصدرون إلا عن أمره. [أيها القرنيون هلا فقهتم للسيد عز الدين ماضي أبو العزائم ص40].
وبعبارة أُخرى هي: الحدث في الدين بعد الإكمال. [القاموس ، للفيروزآبادي 3 : 6]، وهي: إيراد قولٍ أو فعلٍ لم يُستَنَّ فيه بصاحب الشريعة وأُصولها المتقنة) . انظر: المفردات، للراغب: 28)
وقال ابن حجر العسقلاني في «فتح الباري»: أصلها ما أُحدِثَ على غير مثال سابق، وتطلق في الشرع في مقابل السُنّة فتكون مذمومة (4).( فتح الباري ، لابن حجر العسقلاني5: 156 .)
ويرى ابن حجر الهيتمي أنّ البدعة: ما أُحدث على خلاف أمر الشرع ودليله الخاص أو العام.[التبيين بشرح الأربعين ، لابن حجر الهيتمي: 221 .]
وضح لكل مستبصر من خلال تلك التعاريف سواء في اللغة أو الاصطلاح أن البدعة هي استحداث أمر لا على مثال سبق، والتعريف ينسحب على اللغة والشريعة، يعنى على أمور الدين والدنيا على حد سواء؛ فمن استحدث آلة زراعية مثلا فقد ابتدع هذه الآلة لأنها ليست على مثال سابق، أما لو كان لها مثال سابق وأضاف إليها فيسمى عمله إضافة وتطوير، أما استحداثها فهو البدعة، كذا من أبدع علما جديدا أو قاعدة علمية حديثة، أو فكرة متطورة فهذا مبتدع.
لكن الفرق بين البدعة في الدين والبدعة في أمور الدنيا أن البدعة في الدين مذمومة، ويحاسب صاحبها حسابا عسيرا لأنه أدخل على الدين ما ليس منه. لذا جاء في تعريفها أنها: إدخال ما ليس من الدين في الدين. وهذا واضح من خلال الوعيد الشديد في القرآن والسنة على من ابتدع في الدين أمرا ليس منه.
البدعة فى القرآن الكريم
قال تعالى:(قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ فَجَعَلْتُم مِّنْهُ حَرَاماً وَحَلاَلاً قُلْ آللّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللّهِ تَفْتَرُونَ) [يونس59]
وذلك كتحريمهم ما كانوا يحرِّمونه من الحرث والأنعام كالبَحِيرة، والسائبة، والوصيلة والحام. وعن علي، عن ابن عباس قال: إن أهل الجاهلية كانوا يحرمون أشياء أحلها الله من الثياب وغيرها [الطبرى].
قال ابن كثير : وقد أنكر اللهتعالى على من حَرّم ما أحل الله، أو أحل ما حرم بمجرد الآراء والأهواء، التيلا مستند لها ولا دليل عليها، ثم توعدهم على ذلك يوم القيامة، فقال: (وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَة ) أي: ما ظنهم أن يُصنَع بهم يوم مرجعهم إلينا يوم القيامة.
قال تعالى: (وَمَنْ أظلَمُ مِمِنَّ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِباً أو كَذَّبَ بِآياتِهِ إِنَّهُ لا يُفلِحُ الظَّالِمُون) [الأنعام: 21].
ذكر الطبري في تفسيره عن أبى جعفر: ومن أشدُّ اعتداءً، وأخطأ فعلا وأخطل قولا (ممن افترى على الله كذبًا) , يعني: ممن اختلق على الله قيلا باطلا واخترق من نفسه عليه كذبًا.
يقول السعدي في تفسيره : أي : لا أعظم ظلما وعنادا، ممن كان فيه أحد الوصفين، فكيف لو اجتمعا، افتراء الكذب على الله، أو التكذيب بآياته التي جاءت بها المرسلون، فإن هذا أظلم الناس.
قال تعالى على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (قُلْ مَا يَكُونُ لِي أنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلقَآء نَفْسِي إنْ أتَّبِعُ إلاّ ما يُوحَى إليَّ إنّي أخَافُ إنْ عَصيْتُ رَبّي عَذَابَ يَومٍ عَظيمٍ) [يونس: 15].
في هذه الآية يبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه ليس له أن يبدل أو يبتدع حكما لم يأذن به الله ؛ لأنه صلى الله عليه وآله وسلم يتبع ما يوحى إليه من ربه ، وأي زيادة أو نقصان في أمر الله معصية توجب العذاب الأليم يوم القيامة .
البدعة فى السنة :
عن عرباض بن سارية قال : صلّى بنا رسول الله الفجر ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة... قال : (أوصيكم بتقوى الله... وإيّاكم ومحدثات الأمور ؛ فإنّ كلَّ محدثة بدعة ، وإنّ كلَّ بدعة ضلالة)
روى ابن ماجه : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «لا يقبل الله لصاحب بدعةصوماً ، ولا صلاة ، ولا صدقة ، ولا حجّاً ، ولا عمرة ، ولا جهاداً) [سنن ابن ماجه 1 : 25 باب اجتناب البدع والجدل] .
وروى مسلم عنه صلى الله عليه وآله وسلم قوله : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ) [صحيح مسلم 5 : 132 ، كتاب الأقضية الباب 8 . ومسند أحمد 6 : 270]
عن حذيفة قال : يا رسول الله ، هل بعد هذا الخير شرّ ؟ قال : (نعم ، قوم يستّنون بغير سنّتي ويهتدون بغير هداي) [صحيح مسلم 5 : 206 كتاب الإمارة] .
وعن مالك في الموطأ عن أبي هريرة قال : إنّ رسول الله خرج إلى المقبرة فقال : (السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون ـ إلى أن قال ـ فلُيذادنَّ رجال عن حوضي كما يُذاد البعير الضال ، أناديهم ألا هلّم ! ألا هلّم ! ألا هلّم ! فيقال : إنّهم قد بدّلوا بعدك ، فأقول : فسحقاً ، فسحقاً، فسحقاً) [موطأ مالك : كتاب الصلاة باب جامع الوضوء26 . وصحيح مسلم 1 : 150] .
وضح من خلال الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ذلك الوعيد الشديد على كل مبتدع في دين الله حيث وصفهم الله تعالى بالكذب والافتراء ، ووصفهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنهم (قوم يستّنون بغير سنّتي ويهتدون بغير هداي) ، وبأنهم يُذادون عن حوضه كما يُذاد البعير الضال ، وبأنه لا يقبل الله منهمصوماً ، ولا صلاة ، ولا صدقة ، ولا حجّاً ، ولا عمرة ، ولا جهاداً ، الأمر إذن عظيم .
يبقى السؤال بعد هذا الوعيد الشديد:
ما الذي جعل سيدنا أبا بكر الصديق يقدم على جمع القرآن بمشورة من عمر بن الخطاب مع أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يفعل ذلك مع أنه صلى الله عليه وآله وسلم أحرص الخلق على القرآن؟!
وما الذي جعل سيدنا عمر بن الخطاب يبتدع جمع المسلمين على صلاة القيام ثم يؤكد ذلك بقوله : نعمت البدعة هذه!
وما الذي جعل سيدنا عثمان بن عفان يبتدع آذانا ثانيا يوم الجمعة؟!
وما الذي جعل الصحابة يؤرخون بالسنة الهجرية ، مع أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يفعل ذلك وهو صاحب الهجرة والمشرع الأعظم؟!
وما الذي جعل الصحابة الذين كانوا أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفعلون ذلك ؟!
هل لم يفهم هؤلاء الصحابة قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (كل بدعة ضلالة)؟!
بل لماذا رفض أبو بكر قول عمر له : تألف الناس . اعتراضا منه على حرب المرتدين ، ثم يوافقه على فكرة جمع القرآن؟!
الأمر إذن يحتاج إلى نظر ... لابد أن في الأمر شيئا !!.

وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله.



أيمن فاروق أبو الخير




</TD></TR><TR><TD align=middle colSpan=2><INPUT onclick=print(); type=button value=طباعة></TD></TR></TBODY></TABLE><HR>
يمنع وضع روابط تدعو الى الضلال

مشرف قسم الحوار العام
see