عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2008-03-12, 11:42 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,401
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت محقاً إذن عندما آثرت أن يكون حوارى مع أخى الدكتور أمير عبد الله ، على العام وليس قاصراً على الرسائل الخاصة ، ذلك أننا كنا سنفتقد إلى الكثير من هذا العلم الذى استفدناه منه.

والحق أقول : إن تأخرى فى الرد لم يأت بسبب إهمال ولا تقصير ولكن إعادة النظر مرات ومرات ، وأشهد الله أنه ما تجاذبتنى آية فى كتاب الله كما تجاذبتنى هذه الآية الكريمة المباركة ، وما عشت مع آية كما عشت معها ، والقضية عندى ليست قضية كتب تفسير فحسب بل إن القضية عندى أوسع من ذلك ، القضية عندى فى بلاغة القرآن وفهم معانية عبر العصور والأزمان.

وقبل أن أتطرق إلى هذه المسألة أود أن أوضح أن هناك من المفسرين - حتى السابقين على ابن القيم ، ناقل الإجماع - فسروا الذكر بأنه القرآن أو العلم أذكر منهم :

الماوردى : تُوفى 450هـ قال : <O:p</O:p
( قوله تعالى : { . . . وأنزلنا إليك الذِّكر لتبين للناس ما نُزِّلَ إليهم } تأويلان :<O:p</O:p
أحدهما : أنه القرآن . الثاني : أنه العلم .)<O:p</O:p

<O:pابن عبد السلام : 660هـ<O:p</O:p
( { إِلَيْكَ الذِّكْرَ } القرآن ، أو العلم . )<O:p</O:p
</O:p
البغوى : 317هـ<O:p</O:p
( { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ } أراد بالذكر الوحي، وكان النبي صلى الله عليه وسلم مبينا للوحي، وبيان الكتاب يطلب من السنة )<O:p</O:p

البحر المحيط : محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الأندلسي الجياني 794 هـ<O:p</O:p
( وأنزلنا إليك الذكر : هو القرآن ، وقيل له ذكر لأنه موعظة وتبيه للغافلين.<O:p</O:p
وقيل : الذكر العلم ما نزل إليهم من المشكل والمتشابه ، لأن النص والظاهر لا يحتاجان إلى بيان.)<O:p</O:p

<O:pتفسير ابن عاشور : 1393 هـ<O:p</O:p
( و { الذّكر } : كتاب الشريعة . )
</O:p
البقاعى : 885 هـ
({ الذكر } أي الكتاب الموجب للذكر ، المعلي للقدر ، الموصل إلى منازل الشرف)

كانت هذه بعض النقول من كتب التفاسير التى تبين أن هناك من فسر الذكر باشياء أخرى غير القرآن فمنهم من فسرها - كلمة الذكر - بكتاب الشريعة ، وهذا يشمل القرآن والسنة معاً ، ومنهم من فسرها بالوحى عامة وهذا أيضاً يشمل القرآن والسنة ، وهناك من فسرها بالعلم ، وهذا أيضاً يشمل الكتاب والسنة.

وللأمانة فإن الزمخشرى قد نفى فى كشافه أن يكون الذكر هو العلم حيث قال : ( وليس بذاك ) ولم يبد سبباً لنفيه ، وأقول أن وجه التفسير بأن الذكر هو العلم قوى ( لماذا؟ ) لأن البيان لا يكون إلا بالعلم.
صحيح أن كل هذه التفاسير العظيمة لم تقل صراحة أن الذكر هو السنة ، ولكن ليست هذه الأقوال هى التى تجعلنى أومن بأن الذكر المقصود فى الآية يعنى السنة ، ولكن القرآن ذاته هو الذى يجعل أومن بهذا ( كيف ؟ ).

لنتأمل قوله تعالى : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ) فالآية تفيد أن هناك شيئين منزلين للناس :
1- الذكر.
2- ما نزل إليهم.
وأن الذكر هو الذى يبين ما نزل للناس ، فالكذر مبيِن ، و (ما نزل إليهم) مبيَن.
ثم لنتأمل قوله تعالى ( للناس ) فما المقصود بالناس هنا؟
هل هم أهل الكتاب خاصة؟ أم الناس عامة؟
وما نؤمن به أن النبى جاء للبشر كافة اليهود والنصارى وغيرهم. فلا يمكن أن تكون (الناس) تخص اليهود والنصارى فحسب.
وإذا قلنا أن الكلمة عامة تشمل جميع الناس ، فهنا إشكال كبير مفاده أنه ليس كل الناس قد أنزل إليهم كتب ، فقد كان يوجد على عهد النبى من هو وثنى ومجوسى ليست عندهم كتب منزلة يتبعونها.
أما الشئ الوحيد الذى أنزل للناس كافة فهو القرآن الكريم ، ومن هنا يترجح عندى أن ( ما نزل إليهم ) هو القرآن الكريم ، الذىنزل لجميع الناس ، وأن الذكر هو السنة التى تبين القرآن الكريم.

والعجيب أننى أجد فى بعض التفاسير من يفسر الذكر بالقرآن ثم يقول أن بيان القرآن لا يكون إلا بالسنة يعنى الذكر عندهم مبيَن ، رغم أن الآية واضحة وصريحة فى أن الذكر مبيِن وليس مبيَن.

ولا تزال القضية موضع بحث ... والله المستعان.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس