عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2008-07-21, 02:24 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,399
افتراضي

رابعاً : ورغم أن الله سبحانه وتعالى قد قدر الافتراق على أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلا أن هذا الافتراق لم يخل من حكمة ومن هذه الحكم أن أمة الإسلام سيفنى بعضها بعضاً.
وهذا أرحم من أن يهلكها عدوها وأرحم من أن تقوم عليها الساعة وتشهد أحداثها الرهيبة.
ففى صحيح البخارى : عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : سمعت الصادق المصدوق يقول : (هلاك أمتي على يدي غِلمة من قريش فقال مروان غلمة قال أبو هريرة إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان).
وفى رواية : (يُهلك الناسَ هذا الحيُ من قريش قالوا فما تأمرنا قال لو أن الناس اعتزلوهم)
قال النووى فى شرحه : (هذا الحديث من المعجزات ، وقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم).
ومعنى قولنا أن أمة النبى صلى الله عليه وسلم سوف يهلك بعضها بعضاً فإن هذا هو مقتضى قوله تعالى : (وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (141)) [النساء]
فلا يهلكنا بسُنة عامة كما أهلك الأمم السابقة كعاد وثمود ، ولا يهلكنا بأن يسلط علينا عدواً من سوى أنفسنا يستبيح بيضتنا ويتغلب علينا ويقهرنا ويفنى أمتنا.

وفى مسند الإمام أحمد بإسناد صحيح : عن أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تفنى أمتي إلا بالطَّعْن والطاعون). والطعن أى القتل والحرب. والطاعون مرض.
وفى صحيح مسلم : عن ثوبان رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإن ربي قال يا محمد إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا)
قال النووى فى شرحه : (بيضتهم : أى جماعتهم وأصلهم ، والبيضة أيضاً : العز والملك).
فهذا وعد الله لنا ألا يسلط علينا عدواً من سوى أنفسنا فيهلكنا ويستبيح بيضتنا وحرماتنا فلا تقع المرأة المسلمة فى يد كافر فيستبيح حرمتها وينتهك عرضها أما وقوعها فى يد مسلم فهذا أهون وأخف وأكرم لأمة الإسلام.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس