عرض مشاركة واحدة
  #297  
قديم 2020-03-03, 11:33 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,055
افتراضي رد: تغريدات تاريخية

تغريدات تاريخية (293) :
خاصة بطاعون عمواس

* طاعون عمواس: هو وباء وقع في بلاد الشام في أيام خلافة عمر بن الخطاب سنة 18 هـ/ 640 م بعد فتح بيت المقدس، ومات فيه كثير من المسلمين ومن صحابة النبي صلى الله عليه وسلم سمي بطاعون عمواس نسبة إلى بلدة صغيرة في فلسطين ، وذلك لأن الطاعون نجم بها أولاً ثم انتشر في بلاد الشام فنُسب إليها.

* قال الواقدي: توفي في طاعون عمواس من المسلمين في الشام 15 ألف وقال غيره: 30 ألف وأكثر . من أبرز من ماتوا في الوباء الصحابي أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان وسهيل بن عمرو وضرار بن الأزور وأبو جندل بن سهيل وغيرهم من أشراف الصحابة

* قال ابن كثير: بعد انتشار طاعون عمواس كتب الخليفة عمر بن خطاب إلى أبي عبيدة ليستخرجه من الشام " خوفًا عليه " : أن سلام عليك، أما بعد: فإنه قد عرضت لي إليك حاجة، أريد أن أشافهك بها، فعزمت عليك إذا نظرت في كتاب هذا أن لا تضعه من يدك حتى تقبل إلي. فعرف أبو عبيدة أنه إنما أراد أن يستخرجه من الوباء فقال: يغفر الله لأمير المؤمنين ثم كتب إليه: يا أمير المؤمنين إني قد عرفت حاجتك إلي، وإني في جند من المسلمين لا أجد بنفسي رغبة عنهم، فلست أريد فراقهم حتى يقضي الله في وفيهم أمره وقضاءه، فخلني من عزمتك يا أمير المؤمنين، ودعني في جندي ، فلما قرأ عمر الكتاب بكى، فقال الناس: يا أمير المؤمنين أمات أبو عبيدة؟ قال: لا، وكأن قد ، ثم كتب إليه : سلام عليك، أما بعد فإنك أنزلت الناس أرضا عميقة، فارفعهم إلى أرض مرتفعة نزهة.
قام أبو عبيدة في الناس خطيبا فقال: أيها الناس، إن هذا الوجع رحمة بكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم، وإن أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم لأبي عبيدة منه حظه، فأصابه الطاعون ، فمات. واستخلف على الناس معاذ بن جبل فقام خطيبا بعده، فقال: أيها الناس، إن هذا الوجع رحمة بكم، ودعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم، وإن معاذ يسأل الله تعالى أن يقسم لآل معاذ منه حظهم، فأصاب الطاعون ابنه عبد الرحمن فمات، ثم أصاب معاذ الطاعون ومات فاستخلف على الناس عمرو بن العاص فقام فيهم خطيبا فقال : أيها الناس، إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتحصنوا منه في الجبال.
وكأنّه يعني أن حال هذا الوباء كحال النار، فإذا لم تجد النار ما تحرقها خمدت، فكانت نصيحته للناس أن يتفرّقوا في النواحي شيئاً من الزمن، وبهذه النظرة السديدة ارتفع الوباء وانتهى ، ولله الحمد والمنّة .

يتبع
رد مع اقتباس