الموضوع: الحتم الالهي
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2018-07-25, 08:37 PM
موحد مسلم موحد مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2018-07-19
المشاركات: 1,564
افتراضي الحتم الالهي

الحتم الالهي

الحتميات او الحتمية في الاصل هي مقولة فلسفية مثلا الحتمية الوجودية انا موجود بدون اختيار مني والحتمية لبيولوجية كمثال اخر تقول ان ليس للإنسان ايضا ان يختار لونه وهكذا لكن هناك ما هو صحيح من حيث امكان اعتباره امر حتمي وبعضها لا يتغبر ومن هذه الحتميات الحتم الالهي
لكن المعنى للحتم هو : أيْ كونه واجبًا لا مفرّ من وقوعه وهذا النوع من الحتم ذكره الله في كتابه وقال : وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا (71)مريم
الحتم الالهي
كما هو واضح من الآية فالحتم هنا هو ان كل امر حدده الله فهو واقع لا محالة ( حدده هنا تدخل في القضاء والقدر ) نعود للمجتمع السابق في مثالنا في موضوع اخر في مجتمع مثل مجتمع قريش كان لهم قانون يحكمهم كبطون او قبائل قرشية وهذا القانون وان لم يكن مكتوبا لكن كانت اولى مواده البقاء للاقوى هذه المادة الدستورية مهمة جدا بل هي السائدة بين العرب سكان الجزيرة لكن في مكة كان الوضع مختلف لتعدد الاقطاب المكونة لهذا المجتمع الوضع في مكة كان مختلفا عن خارجها صحيح كان هناك اعراب رحل ولكن كانت هناك قرى او مدن يسكنها الزراع بخلاف مكة التي كان يسكنها التجار

عرف القرشيين اهمية مكانهم فاهتموا بالتجارة التي حققت لهم ارباح او مكاسب مالية بالاضافة الى مكانة بين العرب هذه التجارة جعلتهم يفرضون دينهم وقانونهم على الاخرين مع انهم في الوثنية سواء فقريش لديها هبل وغيرهم لديه الهة اخرى لكن في مكة كان القانون السائد هو قانون قريش او نحن الحمس هذا القانون جعلهم ينبذون الديانات الاخرى السماوية او غيرها ولا ننفي ان اليهود لم يكن لهم وجود في مكة او النصارى بل كان موجودا لكن الغلبة والقهر كانت للوثنية هذا المجتمع القرشي لم يكن بتلك الدرجة من البساطة في نظرتهم لهذه الديانات فهم اهل تجارة ولهم رحلاتهم المعروفة و هذا الترحال يسر لهم الاطلاع على ثقافات شعوب مجاورة لهم واكيد عرفوا مفهوم العقيدة المسيحية واليهودية ووجدوها مقاربة لوثنيتهم لذا لم يقبلوها وضلوا وثنيتهم عليها ،

القرشي لما يقارن بين دينه ودين النصارى يجد ان النصرانية تدعي ان هناك رب وابن وزوجة فيقول القرشي نحن احسن حالا مع الرب فجعلنا له زوجات انجبن العديد من الملائكة وزوجات اخريات انجبن العديد من الجنة وكما ترى لا يوجد زوجة واحدة وابن واحد بل العديد وبهذا نكون نحن اصلح حالا
وايضا هذه الديانات تجعلهم يعودون بالتبعية للدول الاخرى مثل الروم او الاحباش او اليمن .اضافة لهذا لم تدخل بعض العبادات من هذه الديانات الى الوثنية العربية مع ان بعض العرب تنصروا مثل نصارى نجران وهذه بالذات كانت نصرانيتهم صحيحة في بداياتها لكن ابادهم ملك اليمن اليهودي في الاخدود وانقرض هؤلاء مع دينهم الصحيح واتى بعدهم واتبعوا دينا محرفا .

اضافة لهذه الديانات كانت توجد فئات لم تقبل هذا الدين وعرفوا بالصابئة وهؤلاء يقرون بوجود اله وبعث وحساب و لكن لم يكونوا يعرفوا كيف يعبدون الله وهذا دليل على ان اليهودية والنصرانية مع تحريفها لم يقبلها العرب

حاول النصارى نشر ديانتهم و اليهود لكن لم تلق رواجا فكان لابد من نشر هذه الديانات بالقوة وحصلت غزوة ابرهة الحبشي للعرب بعد ان بنى القليص في صنعاء واتجه بجيشه لمكة يريد هدم هذا البيت لكونه كان سدا منيعا امام انتشار النصرانية بين العرب اباد الله جيشه كله عند الكعبة بطير الابابيل وهلك معهم يستفاد من هذا ان هنا امر حتمه الله وهو ابقاء العرب على وثنيتهم بل وحماهم من المسيحية ولم يرضى لها ان تنتشر في العرب او تدخل مكة ويحل محل الكعبة كنيسة ومحل الكاهن قسيس ومحل هبل صليب عيسى ومحل العزى مريم

هذا الحتم الالهي مشمولا ايضا بمنع انتشار اليهودية في مكة مع انهم في المدينة مع الاوس والخزرج من قرون وتهود من العرب هناك قلة منهم لكن البقية ظلت على الوثنية اليهودية و المسيحية تحوي عبادات هذه العبادات لم يرضى الله ان تدخل في دين الوثنية العربي بل تدخل بقوته وافنى جيش كامل تماما من الوجود لهذا الامر ومع هذا ياتي القراني ويقول عن العبادات في الاسلام انها عبادات كانت موجودة في دين ابراهيم والصلاة كانت معروفة عندهم والجمعة معروفة عندهم باسم عروبة وكان جد الرسول كعب بن لؤي يخطب فيهم في يوم الجمعة او يوم عروبة
https://books.google.com.sa/books?id...%86%20&f=false


اذا فرضنا صحة الحادثة فهذا الحدث عبارة عن خطبة وكان للعرب ايام يجتمعون فيها وياتي الخطباء والشعراء وكان لهم محكمون ايضا فحال جد الرسول كحال غيره من الخطباء في الجاهلية و بين الرسول وجده كعب ما يقارب ستة قرون ثم هل يعقل على هذه الوثنية ان تحافظ على موروث له ستة قرون ولا تسمح بدخول عبادات من اليهودية والمسيحية

القراني يواجه مشكلة هنا فهو يزعم ان هذه الصلاة - او غيرها من العبادات تعرفه العرب - لكن لم يعلل سبب وجودها هل اتت من النصرانية او اليهودية او دين ابراهيم اذا كان بين الرسول وجده لؤي هذا الذي يحتجون بانه كان يخطب في
قومه تقريبا ستة قرون او 560 سنة فكم بين ابراهيم والرسول من القرون او بين ابراهيم وكعب بن لؤي هناك مدة طويلة جدا فكعب بين لؤي بهذا الفاصل الزمني بينه وبين الرسول 560 سنة يكون قريب من عصر او فترة عيسى ومع هذا لم يتبعه او يتدين بالمسيحية لنقول ان الخطبة هنا او صلاة الجمعة اتت من المسيحية لكن هل فعلا اتت من ديانة ابراهيم
بمعنى اخر اين الحتم الالهي هنا الذي لم يسمح بانتشار اليهودية او المسيحية بل بعض عقائدها في وثنية قريش ثم يسمح بدخول العبادات الوثنية الى الاسلام

ثم وهو اشكال ان كانت لدى قريش عبادات لها اصل ابراهيمي فلما لم يجدد الله هذه الديانات بنبي اخر مثل بني اسرائيل كان يبعث اليهم نبي بعد نبي يجدد لهم دينهم وما اكثرهم في بني اسرائيل بينما سبحانه يقول في كتابه مقرا هذا الحتم : وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) آل عمران والاية معناها واضح ولا يحتاج لتفسير وهو ان كانت توجد ديانات اخرى فهذا الدين ناسخ لها و في اية اخرى يقول :---- الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ ---

فالله هنا يخبر انه قد رضي الاسلام ان يكون دينا للناس ويفهم من هذا ايضا ان الديانات الاخرى لها الحكم الاخر وهو معنى الحتم الالهي
رد مع اقتباس