عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 2011-01-06, 06:57 PM
أيهموف أيهموف غير متواجد حالياً
عضو منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-12-27
المشاركات: 32
افتراضي

( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا). (الأحزاب 21).
“تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة رسوله” حديث شريف “أخرجه الموطأ”.

إذاً و هنا نطرح السؤال الآتي :

هل كلام النبي صلى الله عليه وسلم ةندابيره وتصرفاته في تلك الأمور التي لا تتعلق بالأصول “الحدود والعبادات والغيبيات إن صحت” وحي أم اجتهاد؟

الأخ أبو جهاد الأنصاري ...

يأتي الجواب على هذا السؤال من خلال آية كريمة في توقيعك الكريم ..
أن كل ما قاله النبي و فعله في حياته وحي لقوله تعالى : (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى). (النجم 3، 4)

إلا أن يوقفنا هنا ( الضمير هو ) فإلى من تعود ؟
أعتقد أنها تعود إلى القرآن الكريم لسببان :
الأول :
الآية الكريمة ( وما ينطق عن الهوى). جاءت في مكة في مرحلة كان العرب يشككون في الوحي نفسه. ولم تكن المشكلة هي مشكلة أقوال النبي وأفعاله ولكنها كانت مشكلة القرآن نفسه والمشكك فيه من قبل معظم العرب. أي أن الوحي كان موضوع التساؤل والشك، وليس سلوك النبي الشخصي .
ثانياً :
لو كانت كل أقوال النبي و تصرفاته وحياً إلهياً ...
لماذا خاطب الله عز وجل نبيه الكريم منبها بشكل صريح ولا يحتمل الاجتهاد في عدة مناسبات فعندما أعرض عن ابن مكتوم، الأعمى الفقير وأقبل على صناديد قريش يحدثهم آملا في هدايتهم وإسلامهم خاطبه قائلا: (عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى). (عبس 1-3)
وفي مرة أخرى قال الله عز وجل: (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضات أزواجك والله غفور رحيم). (التحريم 1)
وفي مرة ثالثة قال: (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم). (الأنفال 67).

و بالتالي فإن ما صطلح عليه ( السنة النبوية ) هي حياة النبي صلى الله عليه وسلم كنبي وكائن إنساني عاش حياته في الواقع، بل في الصميم منه وليس في عالم الوهم. فهو عليه الصلاة والسلام إلى جانب عنصر الوحي الذي كرمه الله به، عاش حياته في القرن السابع الميلادي في شبه جزيرة العرب بكل ما كان يحيط بها من ظروف جغرافية وتاريخية وثقافية وسياسية.

إضافة إلى النبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه لم يعتبروا أن أحاديثه وحي آلهي ..
و إلا فلماذا لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بجمع كلامه، مع أنه أمرهم بتدوين الوحي بكل دقة وقال لهم في الوقت نفسه “لقد تركت فيكم ما إن ابتعتموه فلن تضلوا أبدا ك تاب الله وسنتي”؟.
قد يأتي الجواب أن النبي لم يأمر بجمع كلامه وتدوينه لتجنب الاختلاط بين الوحي والحديث، وهذه حجة واهية. فالنبي أول من يعلم بقوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). (الحجر 9). ثم إن ذلك كان سيستبعد بخطوة إجرائية بسيطة وهي تخصيص بعض الكتبة للوحي وبعض آخر للحديث.

ثم بعد إن إنتهى الصحابة من جمع الوحي “الكتاب” وقد بدأ الجمع في أيام أبي بكر الصديق وانتهى تماما في زمن عثمان بن عفان. وتم نسخ المصحف الموجود بين أيدينا اليوم. وتم إتلاف كل الصحف التي نسخ عليها الوحي. وقد كان معظم الصحابة أيام عثمان بن عفان على قيد الحياة. فلماذا لم يجمع الصحابة الحديث كما جمعوا الكتاب بعد أن فرغوا متن جمع الكتاب وتدوينه؟ علما بأن الأحاديث النبوية حول الحدود والعبادات والأخلاق قد انتقلت إلينا بالتواتر.

الأخ أبو جهاد الإنصاري ..
عودة لسؤالك
بالنسبة إلى شعائر العبادات و منها الصلاة فقد تعلمناها من الرسول فعلياً لاقولياً، كما في قوله تعالى {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} النور 56. فقد ذكر سبحانه طاعة الرسول بعد ذكر الصلاة والزكاة، وهذا يستلزم بالضرورة طاعة الرسول في الصلاة والزكاة حصراً ولا يعني الطاعة المطلقة في كل شيء. علماً أن عناصر الصلاة موجودة في التنزيل الحكيم من ركوع وسجود وقيام وقعود، وأوقاتها محددة من الفجر ودلوك الشمس (الظهر) والغروب وزلفاً من الليل (العشاء) والعصر. وهذه السنة وصلتنا بالتواتر الفعلي لا القولي، ولا فضل فيها للفقهاء والمحدثين، إذ لم يأت على المؤمنين حين من الدهر توقفت فيه الصلاة ونسيها الناس، ثم جاء فقيه أو محدث ليذكرهم بها. وقل مثل ذلك في الصوم والحج.
ومن هنا نرى أن طاعة الرسول واجبة في الشعائر، كجزء ثابت من الرسالة على مر الأيام. ونرى أن حديثه (ص) إن صح: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) (صحيح بخاري 2499، صحيح مسلم 3242)، وأن حديثه (ص) إن صح: (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) (النسائي 1560)، يصبان في حقل الشعائر حتماً. لأن البدع والإبداع في هذا الحقل ضلالة ورد. والإحداث في الحديث الأول يتضمن الإضافة والإنقاص، والابتداع في الحديث الثاني يتضمن أيضاً الإضافة والإنقاص، ومن هنا نجده (ص) يحكم بالفَلاح على الأعرابي الذي التزم بعدم زيادة شيء على ما شرحه النبي من التكاليف في الخبر المشهور.

الأخ أبو جهاد
أما ما يهمنا في الرسالة الإسلام ... ثلاثة و هي الشعائر ( العبادات ) و الأخلاق و التشريع و هي واجبة الطاعة من الله و من رسوله ... و هي نفسها موجودة في القرآن الكريم ..
و قد نقلت لنا بالتواتر فعلاً لا قولاً كما ذكرنا سابقاً ...

أما عن الآحاديث الآخرى و التي تصنف تحت مسميات ( الغيبية ، القدسية ، حياة النبي الخاصة ) ...
فلها جولة أخرى ...

أعتقد أنني أستطعت إيصال الجواب لك و للمتابعين

و شكراً
رد مع اقتباس