عرض مشاركة واحدة
  #38  
قديم 2011-01-12, 09:02 PM
أيهموف أيهموف غير متواجد حالياً
عضو منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-12-27
المشاركات: 32
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
رداً على المشاركات السابقة ...

يقول الله تعالى : (بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمةٍ وإنا على آثارهم مهتدون) – الزخرف 22
و يقول تعالى (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا، أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون) – البقرة 170.

عندما ننظر لهذه الآيات الكريمة نظن أنها تعني مشركين العرب ، و أنها لا تعنينى أبداً علماً أنه سبحانه ذكر فيها داءً يصيب كل الأمم قاطبة، مؤمنة وغير مؤمنة، أطلق عليه اسم داء الالفة الآبائية (ما ألفينا عليه آباءنا). ولا أعتقد بوجود شعب في الأرض، مصاب بهذا الداء المزمن، كإصابتنا نحن به، ظانين أننا نحسن بذلك صنعاً.

في نهاية القرن التاسع عشر ، بدء توجه بأن الإسلام بحاجة غلى تجديد وتم ذلك على أيدي مصلحين كبار، أمثال جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا، في نهاية حياة الامبراطورية العثمانية، وفي ذروة الصراع بين العرب والمسلمين من جهة، والغرب من جهة أخرى. ومن أهم ما تم طرحه في ذلك الوقت الإسلام وقضايا المجتمع. وكان من نتائجه قيام حركات سياسية إسلامية على أساس الخلافة وإصلاح الدولة، وحركات قومية على أساس الاستقلال عن الدولة العثمانية. وكانت هذه الحركات الإسلامية منها خاصة، أسيرة لمنطلقات ظنت أنها من أساسيات الإسلام كدولة ومجتمع، وكان أهم هذه المنطلقات:
1-أن ما فعله النبي (ص) بحياته و أصحابه من بعد وفاته هو الإسلام و أساسياته ، علماً أن ما قام به النبي و من بعده اصحابه كان إجتهاد أنساني بحت .
2-عدم مراجعة أصول الفقه و التشريع الإسلامي ووضع أصول جديدة تختلف عن الأطر المعرفية ( الزمان و المكان ) التي تم وضع هذه الأصول من خلالها، في القرنين الثاني والثالث من الهجرة.
3- ربط الإسلام من خلال السياق التاريخي للدولة الاسلامية، بأشخاص، ولم يتم تحويله إلى مؤسسات. فالجيد مربوط بشخص الحاكم، والإسلام في أذهاننا أسير شخص الحاكم، فإذا كان الحاكم جيداً فالأمور بخير، وإذا كان شيئاً فالأمور عكس ذلك، كما لو أن المجتمع الإسلامي مجتمع هامشي ليست له أية فعالية.

و بالتالي نتج لدينا عبر تاريخنا اشكال مختلفة للإستبداد ( السياسي و الديني و الإجتماعي و الثقافي ) و هذا الإستبداد منوع لذلنا نعايشه ليومنا هذا بمختلف أقطارنا العربية و الإسلامية و حتى في عالمنا الإفتراضي ( النت و المنتديات ) .
و لذلك أصبح الإستبداد من صفاتنا الإنسانية ... و خصوصاً عدم وجود الرأي الآخر. فالتصفية للمعارضة تتم بأبشع صورها جسدياً، وبأحسن صورها سجناً أو نفياً ، أما في عالمنا الإفتراضفي فهي المحو و تحرير المشاركات و ربما يصل إلى طرد الأعضاء من المنتديات .
و أصبح شعار جورج بوش الإبن موجوداً بيننا ( الذي ليس معي فهو ضدي ) و الحق أقول لا أعرف من آخذ هذا الشعار ممن ؟
و أصبحت الإتهامات الجذافية موجودة و متداولة ( زنديق ، فاسق ، كافر ، مشرك ... الخ ) تطلق إلى من هو مخالف للرأي . و كأن صاحب هذا الألفاظ قد ملك الحقيقة المطلقة و رفع الحجاب عن عينيه ليرى باطن الأمور و قلوب البشر .

أكتفي إلى هنا ...
و متنياً ألا يمارس معي الإستبداد الفكري بين طيات هذا المنتدى الكريم
رد مع اقتباس