عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 2011-07-06, 03:21 AM
نبيل الجزائري نبيل الجزائري غير متواجد حالياً
منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-10
المشاركات: 51
افتراضي

بسم الله
بارك الله في الأخ العباسي وأحسن إليه وزاده فضلا . إنما هذا الحوار الهادئ هو ما يبعث السرور في النفس ويساعد المتحاورين على مراجعة آرائهم وإعادة النظر فيها إنْ إحكاما وزيادة توضيح وإزالة لبس أو تعديلا أو تراجعا. أما الحوار الصارخ والتراشق بالتهم ونحوها من الكلام الذي لا لزوم له ولا يزيد أطراف الحوار إلا تصلبا يعمي بصيرة بعضهم عن رؤية الجانب الآخر من المسائل محل الحوار ،أما هذا النوع من الحوار فلا يساعد أحدا ، وقد يدفع بالبعض إلى العناد والتصلب حتى في ما قد يكون انتبه إلى ضرورة مراجعة كلامه فيه ، لمجرد أن الطرف الآخر كان يخلط كلامه في الموضوع بكلام خارج الموضوع وخارج أدب الحوار . والحق أنني أتابع باهتمام كثيرا مما يتم الحوار بشأنه هنا ، وأتعلم من أخطاء بعض الإخوة في أساليب تحاورهم .
وأرى بعض الإخوة يتتبعون سقطات محاوريهم في ما كتبوه تتبعا يكاد يكون مجهريا لا لغرض إلا جدلا . فيعلقون على سقطات ليست لها علاقة بموضوع الحوار ويفرحون بها ، ليرد الطرف الآخر بتتبع مقابل ومجهري ، وبين أخذ ورد يضيع الموضوع ويصبح الكلام مؤسيا وغير جدير .
الأخ العباسي وكل من يحاورني إنما هم إخوة محاورون اختلف معهم في قليل أو كثير ولا أراهم خصوما . وآمل أن يعاملوني في هذا كما أعاملهم عدلا وإنصافا ، وهو من أخلاق المؤمين . والإخوة كلهم هنا اهل للعدل والإنصاف .
وبعد : يقول الأخ العباسي :
اقتباس:
أنت تأتي لتدعم فكرتك بآيات من القرآن من هنا و هناك. يعني هي ليست في سياق مرتب مجتمعه في سورة واحده.
وهذا ما يسمى تفسير القرآن بالقرآن ، أو تفسير بالكتاب بالكتاب ، وهو - لدى علماء السنة أنفسهم - أصح طرق التفسير .
ويقول الأخ العباسي بعدها :
اقتباس:
لكي نقبل فهمك فيجب أن يكون كلامك صحيحا 100% و لا يتطرق اليه ادنى شك وان يبدو متماسكا كالسد ولكن لو وقعت منه حصاه السد ﻻنهار بأكمله. ولا يخفاك أن هناك الكثير من اﻵيات التي يرى مخالفوك أنها تتعارض مع وصلت اليه. وبالطبع أنت لا تسلم لهم بها و هذا من حقك.
هذا في واقع الحال محال ولا يمكن لبشر من البشر ، فالفهم أمر نسبي ، وكل فهم إنما يمكن مناقشته وتعديله ورده كله أو بعضه ، وهذه هي فائدة المجيء هنا والتحاور بيننا . اما إن كان الأخ يشترط لكي يتقبل فهمي أن يكون كلامي صحيحا مئة بالمئة ولا يتطرق إليه ادنى شك فما جدوى الحوار إذن وأنا نفسي لا أزعم أن فهمي يتصف بهذا الشرط ؟ ولكوني لا أزعمه لفهمي فإنني أستفيد بطرق عديدة في محاورة الاخوة الكرام . فأرجو من الأخ العباسي أن ينتبه لهذه النقطة .
ثم يطرح الأخ موضوعا ليس من موضوع حوارنا هنا سبق وطرحه في مكان غير هذا ، فيقول:
اقتباس:
خذ مثلا قوله تعالى " كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" أليس هذا دلبلا على أن يعقوب بحرم ويحلل لنفسه و لبني اسرائىل. أليس هذا من سنة يعقوب التي طالما أنكرتم وجود سنه ﻷي نبي. وهل يجرؤ نبي الله بالتحليل و التحريم. الم يفعل هذا عن طريق الوحي. و أن لم يكن علينا حجه فلماذا ذكرها في القرآن؟ واذا كان يعقوب يحلل ويحرم وله سنه وله وحي يجب عليك أن تدحض هذا الدليل لكي لا ينهار عليك السد
ولكون الموضوع لا علاقة مباشرة له بموضوع حوارنا هنا ، فسأكتفي بتنبيهه للامر التالي : من أين للأخ ولغيره - سنيا كان أو قرآنيا - أن إسرائيل هو يعقوب عليه الصلاة والسلام ؟ ومن أين له أن إسرائيل رسول من الله؟ فالكتاب الكريم لا يقول أنه هو ، وليس فيه أنه رسول ولا حتى أنه نبي . فلكي يصح الاستشهاد بهذه الآية حجة على حجية السنة على الأخ أن يثبت أولا أن يعقوب عليه الصلاة والسلام هو فعلا إسرائيل . فهذه المسبقة التي لم تطرح للنقاش ليس الكتاب الكريم مصدرها . بل في الكتاب ما يفيد أنهما شخصان مختلفان . أكتفي بقول هذا ، وقد أعود لهذا الموضوع تفصيلا في القريب إن شاء الله.
يقول الأخ الأنصاري :
اقتباس:
أنت قلت :
اقتباس:
لا جدال في أن الوحي اسم عام يرد تحته كتاب الله .
صح أم لا؟ حسناً أخبرنى : ما هى الأشياء ( الأخرى ) التى مع كتاب الله والتى هى ضمن الوحى؟؟؟؟
سأستعيد هنا كلاما قلته في ما سبق :
الموضوع ليس عموم الوحي بل خصوص البلاغ المبين المنزل كتابا موحى على رسول الله - عليه الصلاة والسلام - فليس كل الوحي كتاب ولكن البلاغ المبين الموحى إلى محمد عليه الصلاة والسلام هو حصرا كتاب وهو الكتاب الكريم . وإثبات أن الوحي يكون شاملا للكتاب ولغيره لا يغير من حقيقة أن البلاغ المبين هو الكتاب حصرا .
وعليه ، فأيا كان الوحي الذي أوحي إلى الرسول عليه الصلاة والسلام مما عدا الكتاب – وليكن جدلا هو السنة كما يزعم أهل السنة أو ما عداها مما يشبه ما أوحي إلى أم موسى أوالحواريين مما ليس فيه واجب تبليغ مع أنه وحي – فإنه ليس داخلا في البلاغ المبين لكونه ليس من الكتاب . فلا معنى لسؤال الأخ عن ماهية الوحي مما ليس في الكتاب الكريم . لأنه أيا كان الجواب فهذا لا يجعل منه جزءا من البلاغ المبين لأنه ليس جزءا من الكتاب .
وعودة للأخ العباسي الذي يقول – بعد السلام عليه ورحمة الله - :
اقتباس:
قولك أن البلاغ المبين عند ابراهيم يختلف عن الرسول فهذا ادعاء يلزمه الدليل
سأستعيد ما قلته لكي يعلم الأخ أنني لم أقل بما فهمه. قلت :
اقتباس:
فهل مع كل رسول كتاب (بمن فيهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام ) ؟ نعم. بنص هذه الآية . أهذا الكتاب هو البلاغ المبين قياسا على الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ ليس بالضرورة ، فالآية لا تصرح بذلك.( أي لا تؤكده ولا تنفيه )....
فالأخ العباسي يقيس الرسل عليهم الصلاة والسلام - ومنهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام - في هذا الشأن بالرسول عليه الصلاة والسلام . وهذا قياس لا دليل صريح عليه . فالآية : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ... صريحة في أن الرسل معهم كتاب ، لكنها ليست صريحة في أن البلاغ المبين الواجب عليهم هو هذا الكتاب الذي معهم حصرا ( ليست صريحة تعني أنه لا يستفاد منها نفي جازم ولا تأكيد جازم ، أي مرة اخرى لا تؤكده ولا تنفيه )
إذن ، لم أقل أن البلاغ المبين عند الرسل بمن فيهم إبراهيم عليه الصلاة والسلام يختلف – هكذا صراحة – عن الرسول عليه الصلاة والسلام . فما قلته هو أن الكتاب ليس صريحا في هذه المسألة ، فقد يختلف وقد لا يختلف . لكن هل على الرسل وظيفة عدا البلاغ المبين الموحى إليهم ؟ لا . إن كان البلاغ المبين هو الكتاب حصرا في حال الرسول عليه الصلاة والسلام ، فهل يعني هذا ضرورة أن كل الرسل بلاغهم المبين هو الكتاب المنزل معهم حصرا قياسا على حال الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ ليس بالضرورة . فلا نص صريح بذلك . هذا ما قلته . فلم أقل أنهما يختلفان ولا أنهما يتفقان . إذ لا تصريح بأي من الوجهين في الكتاب .
والحمد لله .
رد مع اقتباس