الموضوع: خمس قبل خمس !
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2014-10-27, 07:59 PM
فاطمه07 فاطمه07 غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-10-27
المشاركات: 1
مصباح مضئ خمس قبل خمس !

هذه خطرات يا أحبة مدادها النصح والإشفاق , وومضاتٌ مشكاتها قنديل الاصلاح .. عن وصية كريمة من سيد الأنبياء والمرسلين .. هي من أعلى الوصايا في الدين، لأن فيها الحث وطلب التحقق بمعارف الهدى علما وعملا ..
فإلى الوصية:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه : " اغتنم خمسا قبل خمس شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك وغناءك قبل فقرك وفراغك قبل شغلك وحياتك قبل موتك "

ولنا مع هذه الوصايا الخمس ، خمس وقفات ..

(( اغتنم خمساً قبل خمس حياتك قبل موتك ))
في الحقيقة على الإنسان أن يغتنم ويسارع العمل بالفرص المتاحة له، وبالخصوص مما ذكر في الحديث.
لأن الغنم: هو الفوز والنجاح والفلاح من غير مشقة ولا تعب.
فيجب أن نغتنم الحياة: كلها قبل الممات، ونعمل بها في طاعة الله سبحانه وتعالى، وقبل ما يأتي ما ينغصها ويسلب أجمل ما فيها مما ذكر في الحديث ونحن فيها.
وكان سيدنا عمر رضي الله عنه يخاف من لقاء الله خوفاً شديداً ويقول ليت أمي لم تلدني!
فحجم خوفك من الله هو بحجم معرفتك به، فكلما ازدادت معرفتك ازداد خوفك ، وكلما قلت معرفتك قل خوفك ، رأس الحكمة مخافة الله .

الوقـتُ أغلى من اليـاقـوتِ والذهـبِ***ونـحن نَـخســرهُ فـي اللهـوِ واللعـبِ
وسـوف نُســأل عـنـه عـنـد خـالقِـنـا***يوم الحسـابِ بذاك المـوقـفِ النّشـِبِ


فـاعْـملْ لنفسـك وأْمَلْ في السلامة لا***تركنْ إلى النومِ أو تشـكو من التعبِ
فإنـمـا أنـت مَـجــْزِيٌّ بـمــا عـمـلـتْ***يـداك فاعـمـلْ لهـا في رفعـةِ الرتبِ

الوقفة الثانية (( وشبابك قبل هرمك ))
فمن يغتنم أيام الشباب ويسارع فيه في العبودية لله سبحانه وإقامة الواجبات ، وهو في عنفوان الحيل والاستطاعة وروح الفتوة والمبادرة ، فيكون تعبه بسيط ولا يقاس بأيام الهرم والشيخوخة والسعي والعمل فيها ، فلذا يجب أن يغتنم الإنسان عمره قبل الهرم وكبر السن حيث لا يطيق عمل العبادات والطاعات وهو قائم ، فضلا عن المسابقة في الأعمال الصالحة والخيرات والمشاركة فيها بجد بنفسه .
وأكثركم من الشباب ، ولكن لا يعرف قيمة الشباب إلا الشيوخ والكهول، ترى الشاب خالي الهم من آلاف الموضوعات ، فمثلا انظر إلى حياة الشيخ يعنيه ضغطه ويعنيه دسامات قلبه ، وتعنيه مرارته وكليتاه وضعفهما ، ويعنيه قلبه ، ويعنيه دماغه ، ويعنيه آلام في مفاصله ، تارةً يبحث عن تحليل ، وتارةً يبحث عن طبيب،
يعني مجموعة كبيرة جداً من الهموم، الشاب مرتاح منها، فهل يخطر على قلب الشاب في السنة مرةً أن في قلبه خللاً؟ إطلاقاً فهذا العمر الفارغ من الهم، الفارغ من الضعف والمقلقات، ألا ينبغي أن يُستغل في طاعة الله، في معرفة الله، في حفظ كلام الله، في الدعوة إلى الله، في حضور مجالس العلم، في التزود بالعلم ونشره، وملازمة أهل الحق.
• حدثنا أخ من إخواننا الدعاة إلى الله والده تقدمت به السن عاش مائة وخمسة عشر عاما قال لي: والله إني في أي مسألة لا أذكر ما رأي الإمام الشافعي فإذا سألت والدي يقول لي يا بني الشافعي يقول كذا وأبو حنيفة يقول كذا، وقرأ هذا في الكتاب الفلاني في الصفحة الفلانية وعمره مائة وخمسة عشر عاماً، من عاش تقياً عاش قوياً، الله يمتعه في صحته بسمعه ببصره، بذاكرته ومكانته، قال تعالى : ﴿وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ)
الوقفة الثالثة ((وصحتك قبل سقمك))
وعلى الإنسان أن يغتنم صحته أيضا، ويأخذ نفسه بما فرض الله عليه من العبودية وتعاليم الهدى في حال عافيته، لأن المريض لا يستطيع أن يعبد الله بما يعبد الصاحِ المعافى، والذي يمكنه أن يتحرك ويتكلم بدون مشقة.
والشيخوخة لها أحكام، يقول أحد الأشخاص: مرة كنت عند طبيب يقول لمريض أمامي: لا يوجد بك شيء ولكن هذه أعراض سنك، كلمة بليغة ليس هناك وضع خطير ولكن ما تشكو منه أعراض طبيعية للشيخوخة، كل سن له حالة صحية معينة. فالشيخوخة قادمة لا محالة،
ماذا أفعل في الشباب؟ يجب أن أستغله في طاعة الله.
• سيدنا أبا الدرداء وقف ذات يوم أمام الكعبة ثم قال لأصحابه: أليس إذا أراد أحدكم سفراً يستعد له بزاد؟ قالوا: نعم، قال: فسفر الآخرة أبعد مما تسافرون، فقالوا: دلنا على زاده، قال: حجوا حجةً لعظائم الأمور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لوحشة القبور وصوموا يوماً شديداً حره لطول يوم النشور.

الوقفة الرابعة ((وفراغك قبل شغلك))
أحد العلماء مر بمقهى رأى فيه أناساً يلعبون بالنرد، فتنهد وقال يا سبحان الله لو أن الوقت يُشترى من هؤلاء لاشتريته منهم، ترى المؤمن يقول يا ليت اليوم خمسين ساعة طموحه أن يحفظ القرآن وأن يـقرأ الكتـاب الفلاني، وأن يحـظر هذا المجلس ويتابع هذا الموضوع ... أن يتعلم تجويد، يتعلم فقه، يتعلم أصول الفقه، يتعلم تاريخ التشريع يعرف كيف يكون داعية، يتعلم الخطابة، يتعلم كيف يكون إنساناً منيراً للآخرين بالإضافة إلى مشاغل بيته، وترى أشخاص يقتلون الوقت قتلاً، يمضون أوقاتهم في موضوعات سخيفة.
كما أنه يجب أن يغتنم الفراغ كل مؤمن، قبل أن يأتي وقت في لا يستطيع أن يعبد براحة أو بفكر مشوش بالهموم، ولا يتفرغ لأن يشارك في مشاريع الخير ولا يساعد العباد لمشاغله الكثير، بل حتى إقامة الواجبات مثل الأمور التي تحتاج لفراغ زايد كالحج ومن المستحبات الأكيدة كالزيارة وغيرها لا يستطيع التحقق بثوابها لعدم الفراغ.
الوقفة الخامسة ((وغناك قبل فقرك))
فهي غنيمة مفيدة وهي أن الإنسان المؤمن الذي أعطاه الله من المال ما شاء الله، أن ينفق منه على نفسه وعلى والديه وعلى رحمه وفي طرق الخير وفي سبيل الله تعالى، ولا يبخل به، فإنما المال وديعة من الودائع، إما أن المال يفارق صاحبه أو صاحب المال يفارق ماله، وهذا شيء معروف ولا يخفى على أحد، فعليك أيها المؤمن الثري الذي أعطاك الله هذا المال ووسّع عليك ألا تبخل بهذا المال، فإن ليس لك من مالك إلا ما أنفقت في طاعة الله ومرضاته، ومالك الذي بعد موتك فإنه لورثتك.
وعلى المؤمن أن يغتنم غناه: فيقدم ما فرض الله عليه من الحقوق والواجبات في الإنفاق من الخُمس والزكاة وغيرها من المستحبات إن أستطاع، لأنه إن أفتقر لا يستطيع الإنفاق، وإنه يكون مطالب بالحقوق السابقة، وإن نوى فلا يصدق لأنه قد كان عنده نعم الله فلم ينفقها في طاعته، فسوف يندم أشد الندم، ويؤاخذ في حسابه حتى على الحلال حيث لم يقدم منه شيء لآخرته، وفي الحرام وعدم تقديم الحقوق العقاب الشديد، لأنه الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب.
• جاء في بعض الآثار، أن رجلا مر بليل فأواه المبيت حول مقبرة، فلما وضع جنبه على الأرض وأخذت عينه النوم سمع قائلا يقول: إنكم تعلمون ولا تعملون، وإنا نعلم ولا نعمل، والله لركعة أو ركعتان أو تسبيحة أو تسبيحتان في صحيفة أحدنا أحب إلينا من الدنيا وما فيها.
فيا أخوتي: مر ذكر أحاديث عن آل محمد عليهم السلام وكلام كثير عن أهمية العلم والعمل في الدنيا، قبل أن يأتي هادم اللذات ونرحل إلى يوم حساب كله ولا عمل فيه ثم إما الجنة رزقنا الله وإياكم، وإما لأعداء الله ورسوله وكل من لم يعتني بأمر الله وهداه ففي النار.

قال ابن القيم رحمه الله:
نهارك يا مغرور سهو وغفلة وليلك نوم ولا شيء لك لازم
تُسرّ بما يفنى وتفرح بالمنى كما ســر باللذات بالنوم حالم
وتفرح فيما سوف تكره غبّه كــذلك بالـدنيا تعـيش البهائم

أختم بهذا النقل لأحد السلف:
" من أمضى يوما من عمره في غير حق قضاه، أو فرض أداه أو مجد أثله أو حمد حصله أو خير أسسه أو علم أقتبسه فقد عق يومه وظلم نفسه"

أسأل الله سبحانه: لي ولكم أن يهبنا القوة والعزم والصحة والهمة والجد في عمل الواجبات والمستحبات، وأن يجعلنا بحق ننتهي عن كل المحرمات بل والمكروهات، ووفق تعاليم نبيه الأكرم وآله الطيبين الطاهرين صلى الله عليهم وسلم وعن حب لهم، وأن يجعل علمنا وعملنا خالصا لوجهه الكريم حتى يرضى، فإنه أرحم الراحمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.[align=center][/align]
رد مع اقتباس