عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2015-02-22, 09:24 PM
نورالدين المالكي نورالدين المالكي غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-08-15
المشاركات: 7
افتراضي الحسن تنازل عن الخلافة لمعاوية وهدم عقدتي الإمامة والعصمة

دفاعا عن معاوية رضي الله عنه.



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وأزواجه وذريته ومن ولاه أما بعد :



في الفترة الأخيرة لاحظنا ظهور الطعن في معاوية رضي الله عنه، من مخالفي أهل السنة والجماعة سواء أكانوا شيعة روافض أم حاقدين دعاة تجرد للحق، أم صادقين أخطئوا الطريق، سأركز في موضوعي على حقيقة تنازل الحسن عن الإمامة لمعاوية رضي الله عنهما لأن هؤلاء الأصناف الثلاثة روافض أو حاقدين أو صادقين تجمعهم إدعاء حب الحسن بن علي رضي الله عنهما، من باب الإلزام سألزمهم بما التزموا به، وإن قالوا أن الموضوع الغرض منه الطعن في الحسن، نرد عليهم ونقول بل الغرض من الموضوع هو الدفاع عن معاوية رضي الله عنه، ألا يقولون أنهم يلتزمون الدليل، إذا فليتركوا التباكي وليناقشوا الأدلة :



• عقيدة الشيعة :



أولا : الإمامة : تعتقد فرق الإمامية "إثنى عشرية، إسماعيلية، فطحية، ناووسية .. الخ" بإمامة علي رضي الله عنه ثم اختلفوا في إمامة ذريته، هناك من ساق الإمامة في خمس 5 أئمة و هناك من ساقها في سبع 7 أئمة وهناك من ساقها في إثنى عشر 12 إمام. وهؤلاء يعتقدون أن الله عز وجل قد نصب عليا رضي الله عنه وأبنائه وهذا ما يعرف بـ (النص)، كما يعتقدون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أوصى للأئمة في عدة أحاديث وهو ما يطلقون عليه (الوصية).



ثانيا : تعريف الإمامة : عرف علماء الشيعة الإثنى عشرية الإمامة أنها قيادة عامة في أمور الدين والدنيا، [النكت الإعتقادية للمفيد (413 هـ) صفحة39]



ثالثا : العصمة : كما يعتقد الإثنى عشرية من الشيعة بـ(عصمة) أئمتهم الإثنى عشر عصمة مطلقة، فهم لا يخطئون ولا يسهون ولا ينسون .. الخ.



رابعا : بناءا على الاعتقاد بـ(الإمامة) لعلي ولأبنائه فأن الشيعة الإمامية يرون بطلان خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنة 11 للهجرة بدليل أن الله عز وجل (نص) على علي رضي الله عنه، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد (أوصى) له بالخلافة من بعده.



• تنازل الحسن لمعاوية :



أولا : التسمية : بما أن تنازل الحسن لمعاوية ينسف عقيدة الشيعة فهم يلجئون إلى المراوغة للهروب من أصل الموضوع، وحتى نقطع عليهم سبيل المراوغة ونبقيهم في أصل النزاع الذي هو التنازل أقول :

أن علماء الشيعة جعلوا الخلافة ضمن الإمامة وحتى نخرج من إشكال التسميات لأنه سطحي مقارنة مع عمق دلالة الفعل الذي هو التنازل أقول ما تنازل عنه الحسن لمعاوية، سواء (إمامه أو خلافة أو إمارة أو قيادة سياسية) سنرمز له بحرف (س).



ثانيا : تنازل أم صلح ؟ : بعدما قطعنا الطريق على الشيعة في موضوع التسمية، ننتقل إلى نقطة ثانية مهمة يجب تأصيلها ألا وهي نقطة (التنازل) فعندما يواجه الشيعي الأدلة يقول أن الحسن (صالح) معاوية، كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (صالح) كفار قريش في صلح الحديبية، وحتى نقطع عليهم الطريق أقول أن طرح الشيعة خاطئ لأن رسول الله (صالح) كفار قرش، بينما الحسن (تنازل) بدليل أن الخلافة انتقلت من الحسن إلى معاوية رضي الله عنهما، ولو كان هناك صلح لبقي الحسن خليفة المسلمين وهذا الذي لم يحصل بل صار معاوية هو خليفة المسلمين، إذا فهو تنازل أو صلح وتنازل.



• مناقشة تنازل الحسن وإبطال طعنهم في معاوية :



أولا : هل (إمامه أو خلافة أو إمارة أو قيادة سياسية) التي رمزنا لها بـ (س) هي من عند الله ؟

1- إن كانت (س) من عند الله كما يزعم الشيعة فيكون الحسن هنا قد خالف أمر الله، فالله عز وجل حسب الشيعة قد نصب الحسن بينما الحسن تنازل عن (س) لصالح معاوية، فالحسن لو كان منصبا من عند الله لا يجوز له التنازل كيف يتنازل عن حق ليس له أصلا!! وليس له خيار في أن يتنازل أو لا يتنازل وهذا لقوله تعالى : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً [الأحزاب : 36]، بدلالة الآية السابقة لو كان الحسن منصب من عند الله تعالى، فهو قد هدم أهم عقيدتين تقوم عليهما عقيدة الشيعة فقد أبطل (الإمامة) عندما تنازل لمعاوية، وقد نسف إدعاء (العصمة) عندما خالف أمر الله عز وجل.

2- إن كانت (س) ليست تنصيب من عند الله هنا يجوز للحسن التنازل عنها لمعاوية، وعندها يبطل إدعاء (الإمامة) لعلي وأبنائه فالإمامة أو الخلافة تصح في علي وذريته كما تصح في غير آل علي.

كما يسقط إدعاء الشيعة ببطلان خلافة أبي بكر بإدعاء أنه اغتصب الخلافة من علي، فعلي أصلا ليس إمام ولا منصب من عند الله حسب هذا الاحتمال الثاني ليغتصب منه أبو بكر الخلافة أو الإمامة أو القيادة السياسية.



ثانيا : هل علم الحسن بإيمان أو نفاق معاوية ؟

إن قالوا أن معاوية خدع الحسن وأن معاوية لم يظهر حقيقته إلا بعد أن تولى الخلافة واستتبت له الأمور.

نقول بل كذبتم فحال معاوية كان معروفا للحسن من البداية عندما حارب أباه عليا سنة 36 للهجرة في معركة صفين، والحسن تنازل لمعاوية عن الخلافة سنة 41 للهجرة أي بعد معركة صفين بسنوات فأي خداع ؟ منه :

إما أن الحسن كان يعلم أن معاوية مؤمن صالح للخلافة وتنازل له عنها، وجعل رقاب المسلمين في يد معاوية.

أو أن الحسن كان عالما بنفاق معاوية رغم هذا تنازل له عن الخلافة، وهنا يتحمل مسؤولية ضلال المسلمين، كيف جاز للحسن أن يتنازل عن الخلافة معاوية وهو عالم بنفاقه أو كفره عياذا بالله ؟ وإن قالوا تنازل لمعاوية لمصلحة المسلمين نقول أي مصلحة للمسلمين في أن يتولى أمرهم كافر أو منافق ؟



رابعا : فعل الحسن هل هو صحيح أم خاطئ ؟

إن كان تنازل الحسن صحيحا فهذا يعني أن خلافة معاوية شرعية، وإن تنازل الحسن خطأ فهذا يعني بطلان زعم الشيعة أنه معصوم وهنا تسقط (العصمة)، و إن زعم هؤلاء أن الحسن اضطر للتنازل حقنا لدماء المسلمين أو لقلة الناصر نقول هذا الكلام يصح على مذهب أهل السنة ولا يصح على مذهب الطاعنين في معاوية رضي الله عنه، فلو كان معاوية منافق أو كافر على رأي هؤلاء فالمصيبة مصيبتان :

المصيبة الأولى : أن الحسن تنازل عن حق ليس له على مذهب الشيعة الذين يعتقدون الإمامة في الحسن.

المصيبة الثانية : أن الحسن جعل رقاب المسلمين في يد منافق أو كافر وهذه خيانة من الحسن للمسلمين.

بالجمع بين المصيبتين نجد أن من لا يملك (الحسن) أعطى لمن لا يستحق (معاوية).



خامسا : من بايع معاوية هل بيعته بيعة حق أم ضلال ؟

إن قالوا أن بيعة الناس لمعاوية رضي الله عنه هي بيعة حق فقد حرج الحق عن عقيدة الشيعة، وإن قالوا أن بيعة الناس لمعاوية هي بيعة ضلال فيتحمل المسؤولية هو الحسن رضي الله عنه لأنه هو من تنازل لمعاوية رضي الله عنه وجعله خليفة على المسلمين، كما أن الحسين يتحمل جزء من المسؤولية لأنه سكت بعد وفاة الحسن رضي الله عنه.



سادسا : اختلاف الأئمة ينسف العصمة :

نجد أن عليا رضي الله عنه سكت عن خلافة أبي بكر ثم عمر ثم عثمان رضي الله عنهم، ثم بايعه الناس ثم بايعوا من بعده الحسن رضي الله عنه الذي بدوره تنازل، والحسين رضي الله عنه سكت في خلافة معاوية رضي الله عنه، ثم رفض البيعة ليزيد بن معاوية هذا الاختلاف بين الأئمة الثلاثة الأوائل لدى الشيعة يجعل عمل أحدهم أصح من الآخرين ويبطل القول بعصمتهم.



سادسا : فعل الحسين :

يعتقد الشيعة أن معاوية ويزيد كلاهما كافر وفي أقل الأحوال منافق، وهنا جاز لنا أن نسأل لماذا خرج الحسين على يزيد المنافق في عقيدتكم ولم يخرج على معاوية المنافق أيضا في عقيدتكم ؟ أليس هذا تناقض ؟



خاتمة :

تم التركيز على موضوع (تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية) لأن كل الطاعنين في معاوية رضي الله عنه، يشتركون في خاصية حب الحسن رضي الله عنه أو التظاهر بحبه، فألزمتهم بما التزموا به.




رد مع اقتباس