كيف نأخذ بأحاديث الأحاد .. و رواتها رجال غير معصومين ؟؟!
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بعد بحث في الأدلة النقلية و العقلية و مناظرات مع طلبة علم و علماء من شتى المذاهب و التوجهات الفكرية الإسلامية .. اسمحو لي بداية ان أطرح عليكم ما أؤمن به ..
ان كان لا ردا صحيحا عقليا و نقليا لكم .. فسأزداد يقينا بما أؤمن به
و إن كان منكم علي رد .. فلا أقول إلا سمعنا و أطعنا .. و الحق أحق أن يتبع
إليكم :
ارى أن القرآن كتاب الله تعالى و نصوصه واجبة على كل مسلم .. و هو سبحانه الذي قال : "وأطيعوا الله و أطيعوا الرسول ..."
فكلام الرسول وحي و أمر لا خلاف على ذلك عندي ..
و لكن خلافنا اظنه على النقل ..
نقل القرآن الكريم , وصل إلينا بتواتر (جمع عن جمع و أمة عن أمة , و مصاحف الصحابة الى الآن محفوظة في المتاحف و صدور العلماء) يستحيل مع ذلك كله الكذب .. اي ان نسبة التأكد من الصحة هي 100% ..
اما الأحاديث فهي قسمان ...
متواتر و أحاد
المتواتر , ينقسم إلى قسمين عندي ... متواتر معنوي ,, و متواتر لفظي ..
اللفظي هو ما نقل كما نقل القرآن .. و هو قليل جدا ,,
اما المعنوي .. هو ما وصلنا عنه احاديث كثيرة احاد ولكن : من مئات بل الاف الرواة رواة من أنحاء العالم الإسلامي بشكل يستحيل معه الكذب (كصفة الصلاة , و صفة الصيام .. وغيرها من الأساسيات) اضافة الى التجانس مقطوع النظير بنقل هذه الأمور (عمليا) أبا عن جد بين المسلمين ,, فتجد المسلم الأندونيسي يصلي كما يصلي المسلم في موريتانيا !
..
نأتي للصنف الأخير .. و هو الأحاد ..
و هو ما انتزعت عنه الصفات السابقة , فكان مشكوكا به ..
و نضرب مثال ..
احد الأخوة حفظه الله , يريد أن يخبرني انه لا يجوز مصافحة النساء .. و بعد بحث : كل ما في السنة هو 3 احاديث تقريبا بهذا الخصوص .. وواحد منها يفيد التحريم القطعي (لأن يضرب أحدكم بمخيط .. )
فللننظر الى ذلك الحديث . من الذي رواه.. ستقولون فلان عن علان .. فسؤال هل فلان و علان معصومين من الخطأ (والذي منه الكذب طبعا) ؟ هل حتى الصحابي الجليل راوي الحديث معصوم عن الكذب ؟؟ هل صاحب كتاب الحديث معصوم عن الكذب ؟؟
فسنجد أنفسنا في سلسلة من الشكوك (احتمالية الصدق .. و احتمالية الكذب)
مع العلم اني لا اقصد الطعن . فالكذب هنا قد يكون بقصد و قد يكون بغير قصد , وقد يكون باكراه .. الخ
اذا لا احد يستطيع ان يقول عن حديث احاد انه يفيد اليقين . بل يفيد الشك (بناءا على التساؤل السابق) .. و ما يفيد الشك , لا يلزمنا بشئ على وجه الفرض او الوجوب .. انما نستفيد منه كاستئناء ..
و الله اعلم ..
و بانتظار ردودكم الكريمة
|