عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 2019-06-23, 09:43 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,061
افتراضي رد: التناسب بين سور القرآن الكريم في الخواتيم والمفتتح /د. فاضل السامرائي

خواتيم سورة يوسف ومفتتح سورة الرعد


1 ـ قال سبحانه في خاتمة سورة يوسف :
{ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)} .
وقال في أول سورة الرعد :
{ المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ (1)} .
فقد قال في آية يوسف :
{ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ } .
وقال في آية الرعد :
{ وَالَّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ } .

2 ـ وقال عزّ وجل في آية يوسف :
{ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } .
وقال في آية الرعد :
{ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ } ،
فكأنها تعقيب على آية يوسف .

3 ـ قال تعالى في خواتيم سورة يوسف :
{ وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)} .
وذكر كثير من آيات السماوات والأرض في مفتتح سورة الرعد ابتداء من قوله :
{ اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاء رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)} .
فالمناسبة ظاهرة

جاء في (روح المعاني) :
وجه مناسبة (مفتتح سورة الرعد) لما قبلها أنه سبحانه قال ما تقدم : { وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)} . فأجمل سبحانه الآيات السماوية والأرضية ثم فصل جلّ شأنه ذلك هنا أتم تفصيل ...
مع اشتراك آخر تلك السورة وأول هذه فيما فيه وصف القرآن كما لا يخفى (1).

وجاء في (نظم الدرر) : لما ختم جل شأنه سورة يوسف بالدليل على حقية القرآن وأنه هدى ورحمة لقوم يؤمنون بعد أن أشار إلى كثرة ما يحسون من آياته في السماوات والأرض مع الإعراض ابتدأ سورة الرعد بذلك على طريق اللف والنشر ... فقال :
{ تِلْكَ }
أي الأنباء المتلوة والأقاصيص المجلوة المفصلة بدُرّ المعاني وبديع الحكم ... آيات والآية: الدلالة العجيبة في التأدية إلى المعرفة (2) .

الهوامش :
(1)روح المعاني 13/84
(2) نظم الدرر 4/117

آخر تعديل بواسطة Nabil ، 2019-10-26 الساعة 11:27 PM
رد مع اقتباس