عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2011-11-05, 01:50 AM
الطواف الطواف غير متواجد حالياً
عضو من أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-02-23
المشاركات: 4,399
مميز معنى الشهادتين (شجرة التوحيد في مخطط بسيط)



معنى الشهادتين (شجرة التوحيد في مخطط بسيط)

اللهم صلّ وسلم على محمد وآله وصحبه وتابعيه بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
نود من خلال هذا الموضوع أن نتعرض لأهم قضية ألا وهي التوحيد، فنحاول إن شاء الله تعالى شرح معنى الشهادتين بكيفية بسيطة من خلال مخطط يسهل على القارئ استيعابه وفهمه بعون الله، فالإسلام دعوة لكل البشر وعلينا إيصاله بالطريقة التي يفهمها العالم والعامي على حد سواء، ولا شك أن الدعوة لتوحيد الله بالعبادة هي الجامع المشترك بين كل المسلمين، فهي دعوة للإجتماع حول كلمة سواء، وهي دعوة عالمية، ولذلك يقول سبحانه: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا).
قال تعالى: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَ يُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 256]، هذا هو معنى لا إله إلا الله.
لا إلــه إلا الله


(لا إله) كفر بالطاغوت وهو الكفر بعبادة أي معبود من دون الله كالأصنام أو القبور التي تدعى من دون الله أو المشرعين من دون الله الذين يتخذون شرعا وضعيا مخالفا لشرع الله.
وحتى يكفر المرء بعبادة كل معبود من دون الله يجب أن يحقق أركانا بسيطة وبديهية وهي:
1- أن يعتقد أن تلك العبادة التي تقدم لغير الله باطلة وغير صحيحة وهي كفر بالله وخروج عن دينه.
2-أن يبغض أو يكره تلك العبادة.
3- وأن يتركها، أي يترك تلك الطقوس التي تقدم أمام القبر ويترك دعاءها والإستغاثة بها والذبح لها في مواسم معينة كما يفعل الكفار مع أصنامهم، ويتجنب الإحتكام إلى شرائعهم في كل المجالات ولا يؤمن بها ويعتقد أنها كفر بالله، وغير ذلك من الشرك الأكبر.
4- أن يعتقد في كفر هؤلاء المشركين الذين عبدوا مع الله غيره، سواء كانوا يعلمون أن فعلهم يخالف التوحيد وأعرضوا عن اتباع الحق، أو يجهلون أن فعلهم يخالف التوحيد مثل الذين جهلوه قبل البعثة النبوية، فلا ينفعهم حج البيت ولا التمسك بتفاصيل الشريعة.. كذلك الذي يدعو القبر لا يقبل الله منه أعماله لأنه أشرك به، يقول تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)، ويقول تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، فواجب المسلم أن يزن بميزان الإسلام ليعرف المسلم من الكافر كما أمر الله جل وعلا: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ)، فالذين عبدوا غير الله دون علم منهم لم يطبقوا التوحيد ولم يعرفوه، فهل نسميهم مسلمين لأنهم لا يعرفون أو لأنهم جهال لا يعرفون دين الله ؟! لا يشك عاقل أن هذا ليس من دين الله لأنه يوافق المنطق السليم، فالواجب أن نحكم على هؤلاء كما حكم الله عليهم، أما قضية العذاب يوم القيامة فعلمها عند الله ولا نتدخل فيها، ونحن نعلم أن الله ليس بظلاّم للعبيد، فإذا اعتقدنا في إسلام فلان لا يعني أنه في الجنة بالضرورة، وإذا اعتقدنا في كفره لا يعني أنه في النار بالضرورة، لأن الأمر متعلق بالبواطن والخواتيم أيضا، مما لا يعلمه إلا الله، وكل ما أمرنا الله به أن نحكم على ظاهر الناس إما بالإسلام أو الكفر حتى يتبين الحق من الباطل وتزول الفتنة ويتضح دين الله للناس.


(إلا الله) إيمان بالله وهو إثبات كل ما نفيناه عن غير الله وتقديمه لله وحده دون غيره، أيا كان هذا الغير، فبعد أن طهرنا القلب من تأليه غير الله لفظا ومعنى، نثبت خصائص الألوهية لله وحده، وهو ما يقتضي طبعا الإيمان بربوبيته وإفراده بالعبادة اعتقادا وقولا وعملا، ولاحظ هنا هدانا الله وإياك أن هناك ثلاثة أركان متكاملة لإفراد الله بالعبادة (اعتقاد وقول وعمل)، فتخلّف أي منها هو ترك لإفراد الله بالعبادة، فهناك اليوم من يكفر بالله ولا يعتبره الناس كافرا بحجة أنه يُشترط أن يتبرأ صراحة من الإسلام جملة وتفصيلا أو يستحل كفره أوّلا، وهذا ليس من الإسلام في شيء، لأن الكفر يمكن أن يكون عملا فقط أو قولا فقط، فمن سبّ الله أو شرّع خلاف شرع الله أو دعا قبرا فقد دخل في دين آخر ولا يشترط أن يستحل الدخول فيه أو ينسبه لله حتى ينتفي عنه الإسلام، بل إن فعل ذلك يكون قد ازداد كفرا وليس هو السبب الرئيس للكفر، تماما كما فعل العرب في الجاهلية عندما غيروا الأشهر الحرم، فلما شرعوا بعد تشريع الله كفروا لكن فعلتهم هذه كانت زيادة في الكفر وليست السبب الأول، قال تعالى: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلّواْمَا حَرَّمَ اللّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)



فالناس في هذه الأمة للأسف يظنون أن أمرالتوحيد مفروغ منه، لكن إذا نزلنا إلى الواقع وجدنا أن في حياتهم أعمالا ومعتقدات تناقض هذا المبدأ (توحيد الله بالعبادة) ومن ذلك عبادة القبور التي انتشرت طيلة قرون وسط الأمة، قال تعالى: (وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) فإن الله قرر أنهم قد ألّهوا غيره بدعائه، لكن هل اعتقدنا في الواقع أن الذين يدعون غير الله في الحقيقة يتخذون آلهة أخرى؟ وأنهم بذلك قد ناقضوا أصل هذا الدين لأنهم لم ينتهوا عما نهاهم الله تعالى عنه في الآية: (وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ)، الأمر الذي جعله الله فاصلا بين المسلم والكافر.
وكذلك التشريع من دون الله، قوانين ونظم ومبادئ تناقض مبدأ الإسلام، كالإيمان بالديمقراطية والعلمانية التي من مبادئها إعطاء حق التشريع لغير الله، والله تعالى يقول: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيّاهُ)، فالواجب التحذير من موانع الإسلام كلها، وما عَرف هذا الدين من لم يعرف ما يناقضه.


محمد رسول الله


أما شهادة أن محمدا رسول الله فهي الإيمان برسالته وهذا يقتضي أمرين بسيطين:
1- الإيمان بمعنى لا إله إلا الله ولوازمها، لأن رسالته تدعو أساسا للتوحيد.
2- الإيمان بما جاء من عقائد وأحكام شرعية إجمالا وعلى الغيب، ولا ينكر منها شيئا حتى وإن جهل الكثير من تفاصيلها، فالمسلم يمكن أن يجهل تفاصيل شرع الله لعدة أسباب، لكن كحد أدنى يجب عليه الإيمان بها إجمالا وعلى الغيب قبل معرفتها، فيؤمن بكل ما أنزل الله سواء ما وصله أو ما خفي عنه من أحكام شرعية، أما ما يتعلق بالشرك والكفر فكما سبق من واجب المرء معرفة حقيقته قبل الدخول في الإسلام حتى يحقق لا إله إلا الله.


ومن دون فهم صحيح وتطبيق سليم لملة إبراهيم الحنيفية على ضوء ماتعلمناه من كلام الله وسنة المصطفى وكيف طبقه مع صحابته لن نخطو خطوة إلى الأمام، وسنبقى نلف وندور في حلقة مفرغة لأجيال وقرون أخرى، فالنبي أحدث فصلا حقيقيا بين أهل التوحيد وأهل الشرك بكل بساطة وكان عمليا مع من يدعوهم ولم يكتفِ بالكلام، بل واجه قومه وأهل الكتاب وبيّن لهم أساس دين الأنبياء وبرّأهم منهم، لأن كل قوم يدّعون اتباع ملة نبيهم، فقطع هذا الإدعاء الباطل الذي أتى من جهلهم بالتوحيد، كل هذا بالتي هي أحسن لأنه يتعامل مع أناس قال الله فيهم: (وَلَكِنّ أَكْثَرَ النّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)...
فالتوحيد هو العامل المشترك بين كل المسلمين في كل زمان، يقول جل وعلا: ( واعْتَصِمُوا بحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرّقُوا وَاذكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنْتُمْ أعْدَاءً فألّفَ بينَ قلُوبِكُمْ فأصْبَحْتُمْ بنِعْمَتِهِ إخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النّارِ فأنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلّكُمْ تهتَدُونَ)، ويقول سبحانه: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ).

وفي الأخير أرجو من كل إنسان قرأ هذا الموضوع أن يهتم بالقضية أولا، ثم يساهم في نشر المخطط البسيط (الصورة) وهو يشرح معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله، لا سيما في هذا الزمان الذي ابتلينا فيه في أعز شيء وهو التوحيد، حين ظهرت مفاهيم سقيمة ومبادىء تخالف هذا المبدأ ولا حول ولا قوة إلا بالله، والناس بين مقلد وجاهل ومعرض عن هذا المبدأ العظيم، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
رد مع اقتباس