عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2018-01-18, 09:47 PM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 4,819
افتراضي اية تنسف القول بالجبر

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
قام معتقد الجبرية / الجمهية على معتقدين ، فاما احدهما و هو الجبر ، فقالوا ان العباد مجبورون على افعالهم ، و انه لا دخل لهم فيها ، و اما الاخر فهو التعطيل .

و ان كانت الجبرية انقرضت فما زالت مقالتها في الجبر تدور بين الناس الى يومنا هذا ، و هذه المسالة لها اتصال بمسالة الارادة و المشيئة ، و نحن نبطل اولا القول بالجبر ، ثم نمر لنبين مسالة الارادة ، ان شاء الله .

فاما الجبر فقد اسقط الله _ جل في علاه _ القول به في اية ، و نفى العلم على من يقول به ، فالله _ عز و جل _ ييخبرنا بقولهم : (( وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم )) الزخرف 20 . ثم ياتي جوابه في نفس الاية ((ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون )) الزخرف 20 . و هم يؤمنون بالقران ، و القران يكذب قولهم و يرميهم بالنقص و ينفي عنهم صفة العلم ، فلو كان لهم علم ما قالوا : (( وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم )) ، و كان هذا القول دليلا على انتفاء العلم عنهم .

و اما مسالة الارادة و المشيئة ، و مما اشكل عليهم قوله تعالى (( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين )) القصص 58 . و قالوا : كيف يعذب الله الناس ، و هو الذي بيده ان يهديهم او يضلهم ؟؟ و قد استغل الزنادقة و اهل الضلال هذا للطعن في الاسلام ، و تصدى لهم شجعان الاسلام و اسوده ، المدافعون عنه في مازق الضلال ، و ما ردنا الان الا زيادة في الحجة ، فكثرة الحجج تقوي المسالة كما تقوي الحديث كثرت طرقه .
يقول تعالى : (( وربك يخلق ما يشاء ويختار )) القصص 68 . و خلقه يكون عن علم و اختياره ايضا عن علم ، و علم الله مطلق فهو يعلم ما كان و ما لم يكن و ما سيكون و ما لم يكن لو كان كيف كان سيكون ، قال عز و جل : (( (( ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي ))فصلت . و القران لم يمكن اعجميا و لن يكون ، و مع ذلك علم تبارك و تعالى قولهم الذي كانوا سيقولونه لو كان اعجميا ، و الله اختار و اصطفى عن علم ، فمن علم انه يريد الهدايه وفقه اليها ، و من علم انه يريد الضلال طبع على قلبه .

و اذا ما رجعنا لقوله تعالى (( إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين )) نجد ان الله صرح بان اختياره يكون عن علم ، فانظر يا صاحبي الى قوله (( و هو اعلم بالمهتدين )) و تأمله ففيه الحجة البالغة ، فلعلمه بمن هم المهتدون اختارهم و اصطفاهم ، و لله الامر من قبل و من بعد .

كتب : الخميس 30 ربيع الثاني 1439 ( 18/01/2018)
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين

آخر تعديل بواسطة ايوب نصر ، 2018-02-26 الساعة 09:41 PM
رد مع اقتباس