عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 2012-07-16, 11:40 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 302
افتراضي

حلف الفضول:
وحضر صلوات الله وسلامه عليه حلف الفضول ، وذلك حين بلغ الخامسة عشرة من عمره ،وهذا الحلف تداعت إليه بنو هاشم ،وبنو المطلب ،وبنو أسد ،وبنو الزهرة، وبنو تيم ، اجتمعوا في دار عبد الله بن جدعان التيمي وذلك لسنّه وشرفه ،وتعاقدوا على أن لا يجدوا مظلوما بمكة سواء كان من أهلها أو من غيرهم إلا نصروه وأخذوا له حقه . وكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك يقول:" حضرت حلف الفضول ولو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت وما أحب أن لي به حمر النعم" (وحمر النعم هي الإبل الحمراء التي تشتاق إليها نفوس العرب وتحبها) .


عمل النبي صلى الله عليه وسلم:
وكان النبي صلى الله عليه وسلم في تلك الفترة يرعى الغنم وذلك مقابل قراريط أي أموال قليلة لأهل مكة . عن جابر قال :" كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَرِّ الظَّهْرَانِ(مكان قريب من مكة) ، يقول: وَنَحْنُ نَجْنِي الْكَبَاثَ (كباث ثمر الأراك اللي هو السواك)يقول :فقال النبي صلى الله عليه وسلم : عليكم بالأسود منه .قال : فقلنا: يا رسول الله كأنك رعيت الغنم (لأن هذه الأشياء لا يعرفها إلا راعي الغنم) قال: نعم " رواه مسلم في صحيحه.
وقال صلى الله عليه وسلم :" ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم .فقال أصحابه :وأنت .قال: نعم ،كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة " رواه الإمام البخاري في صحيحه.
قال أهل العلم لعل الحكمة من إلهام الأنبياء من رعي الغنم قبل النبوة أن يحصل لهم التمرن برعيها على ما يألفونه من القيام بأمر أمتهم ، لأن في مخالطتها (أي الغنم) ما يحصل لهم من الحلم والشفقة ، لأنهم إذا صبروا على رعيها وجمعها بعد تفرقها في المرعى ودفع عدوها ،ألفوا من ذلك الصبر على الأمة وخاصة الغنم بذلك لكونها أضعف من غيرها ولأن تفرقها أكثر من تفرق الإبل والبقر .
وبعد رعي الغنم اشتغل النبي صلى الله عليه وسلم بالتجارة ،فلما بلغ خديجة ما وصف به النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من كريم الأخلاق والأمانة ، بعثت إليه وعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام وخديجة هي بنت خويلد من أشراف قومها من بني مخزوم من قريش طبعا. فطلبت من النبي صلى الله عليه سلم أن يخرج بمال لها إلى الشام مع غلام لها يقال له ميسرة، فوافق النبي صلى الله عليه وسلم ، وخرج بمالها وتاجر لها.


زواجه من خديجة صلوات الله وسلامه عليه:
ولما رجع إلى مكة أخبرها ميسرة بما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم من كريم خلقه وحسن تعامله ،وما كانت من بركة وقع له صلوات الله وسلامه عليه، كل هذا جعلها تعجب به فتحدثت عن إعجابها به مع صديقاتها ، وكان ممن تحدثت معها به صديقة لها نفيسة ، فذهبت نفيسة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعرضت عليه أن يتزوج خديجة ، فقبل صلوات الله وسلامه عليه ، وذهب مع أعمامه إلى عم خديجة ، وتم الزواج . وكان سنها على المشهور أربعين سنة ، وكان سنّ النبي صلى الله عليه وسلم الخامسة والعشرين . وقد أحبها النبي صلى الله عليه وسلم حبا شديدا ، ولم يتزوج عليها في حياتها أبدا ورزقه الله تبارك وتعالى منها الولد.فولدت له عبد الله ،والقاسم، وفاطمة ، وزينب، ورقية ، وأم كلثوم رضي الله تبارك وتعالى عنهم جميعا .
رد مع اقتباس