عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 2012-07-21, 04:25 AM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 302
افتراضي السيرة النبوية (للشيخ عثمان بن محمد الخميس) (تابع)


فكرة الطغاة في إعدام النبي صلى الله عليه وسلم:

وقد وقع للنبي صلى الله عليه وسلم إيذاء من عقبة بن أبي معيط بعد ذلك ، كما روى البخاري في صحيحه : عن عروة بن الزبير قال: سألت عبد الله بن عمرو بن العاص : أخبرني بأشد شيء صنعه المشركون بالنبي صلى الله عليه وسلم . فقال عبد الله: بينما النبي يصلي في حجر الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه في عنقه فخنقه خنقا شديدا( أي خنق النبي صلى الله عليه وسلم يريد قتله)، يقول فأقبل أبو بكر حتى أخذ بمنكبيه (أي منكبي عقبة) ودفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول: أتقتلون رجلا أي يقول ربي الله؟
النصر بإسلام رجلين:

ثم جاء بعد ذلك النصر من الله تبارك وتعالى بالإسلام رجلين.
إسلام حمزة رضي الله عنه وأرضاه:

أما الأول فهو حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة. وسبب إسلامه أن أبا جهل عدو الله مرَّ بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو عند الصفا، فجاءه وآذاه، وسبه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت لا يكلمه. ثم قام أبو جهل فحمل حجرا فضرب به رأس النبي صلى الله عليه وسلم ، فشجه حتى نزف منه الدم، ثم انصرف عنه إلى نادي قريش(يعني مكان جلوسهم، فجلس معهم). وكانت مولاة (أي أمة)لعبد الله بن جذعان رأت ذلك ، فلما أقبل حمزة من القنص(أي صيد الطيور)، متوحشا قوسه ، جاءته هذه الأمة فأخبرته بما رأت وما فعل أبو جهل بالنبي صلى الله عليه وسلم فغضب حمزة رضي الله عنه وكان رجلا شديدا في عفوان شبابه ، وكان من أشجع قريش في ذلك الوقت رضي الله عنه وأرضاه، ومحمد صلى الله عليه وسلم ابن أخيه فخرج يسعى لم يقف لأحد(يسعى أي يمشي بسرعة ثم جاء لأبي جهل ، فلما دخل قام على رأسه وقال له: تشتم ابن أخي وأنا على دينه ، ثم قام وسبه ، ثم ضربه بالقوس وشجّ وجهه شجّة منكرة ، يقول فثار رجال من بني مخزوم( يعني من قوم أبي جهل وأبو جهل من مخزوم)، وثار رجال من بني هاشم لحمزة حتى كادت أن تكون معركة بين الحيين. فقال أبو جهل دعوا أبا عمارة (أي حمزة) فإني قد سببت ابن أخيه سبًّا قبيحًا.
يقول حمزة رضي الله عنه وأرضاه : فلما خرجت فكرت في الأمر .قلت: كيف أسلمت؟ كيف قلت أنا على دينه؟ وأنا لم أسلم بعد. يقول : فما هو إلا أن شرح الله تبارك وتعالى صدري للإسلام. وذلك أنه ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ، قلت يابن أخي إني قلت كذا وكذا فماذا أصنع . فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بأن يشرح الله تبارك وتعالى صدره للإسلام، فشرح الله تبارك وتعالى صدره للإسلام ، وأسلم وكان إسلامه نصرا للمؤمنين.
إسلام عمر رضي الله عنه وأرضاه:

وأما عمر وهو النصر الثاني ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد ثبت عنه أنه قال: اللهم أعز الإسلام بأحد الرجلين إليك ، بعمر بن الخطاب ، أو بأبي جهل بن هشام.
وقصة إسلامه جاء فيها بأكثر من رواية ، ولكن أقرب الروايات إلى الصحة هو أن عمر رضي الله عنه يقول : خرجت إلى البيت(أي البيت الحرام) يقول ودخلت في ستر الكعبة والنبي صلى الله عليه وسلم قائم يصلي ، وقد استفتح سورة الحاقة. يقول فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ ، يقول عمر وأنا أستمع وأعجب من تأليفه(أي تأليف هذا القرآن يعني كيف هو مؤلف).يقول فقلت ف نفسي: هذا والله لشاعر كما قالت قريش ز فكانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم قد وصلت إلى الموضع "إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ. وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ" يقول فقلت في نفسي : كاهن.فقرأ"وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ. تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ"
يقول عمر :فوقع الإسلام في قلبي.
ولما أسلم عمر جاء إلى رجل يقال له جميل بن معمر وهذا جميل بن معمر نقالة للحديث لا يستطيع أن يسكت أبدا. فجاءه عمر فقال له : أريد أن أخبرك شيئا وقال : وما هو؟ قال على أن لا تخبر به أحدا ، وهو يدري أن هذا الرجل لن يصبر ، ولكن عمر أراد أن يكون إخبار قريش عن طريق هذا الرجل. فقال له :أسلمت. فقام هذا الرجل وهو جميل بن معمر ، فنادى بأعلى صوت:إن ابن الخطاب قد صبأ ، إن عمر ابن الخطاب قد صبأ ، ويسير فيها يركض إن ابن الخطاب قد صبأ، وعمر يجري خلفه يقول كذب ، ولكنني أسلمت. فقاموا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فصاروا يقاتلونه (أي يضربونه) وهو يضربهم ، يضربونه ويضربهم هكذا حتى طلعت الشمس.
وذكرت بعض الروايات أنهم ضربوه حتى سقط مغشيا عليه من شدة ضربهم .
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر.
رد مع اقتباس