عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2009-04-11, 10:37 PM
د.سيد آدم د.سيد آدم غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-04-11
المكان: العالم
المشاركات: 3
افتراضي " نأتِ بخيرٍ منها "

<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
إن النظرة المتمعّنة في محتوى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة تكشف عن مرحلتين لرسالة الإسلام ، وهما المرحلة المكية والمرحلة المدنية. والرسالة في المرحلة المكية هي ، برأينا ، الرسالة الخالدة والأساسية ، من حيث إنها تؤكد احترام كافة البشر دون النظر للجنس أو العِرْق أو المعتقد الديني ، كما أنها تؤكد ، في غير إبهام ، الحرية الكاملة في اختيار المعتقد الديني ، وقد كان أسلوب الدعوة إلى هذه الرسالة في هذه المرحلة قائماً على أساس الإقناع بالحجج العقلية وبالجدل بالتي هي أحسن ، دون أدنى قدر من الإكراه أو القهر.<o:p></o:p>
وحال رفض المشركون هذه الرسالة بطريقتها تلك ، وكان واضحاً أن المجتمع المكي ، في الغالب الأعمّ ، لم يكن مستعداً لقبولها ، كانت الرسالة الأكثر " واقعية " في الفترة المدنية ، فنفذّت أحكامها بطريقة غير تلك التي كانت قائمة في مكة ، ما يعني أن محتوى الرسالة في الفترة المكية ، وهي تلك التي لم تكن قابلةً للتطبيق بحسب السياق التاريخي للفترة الزمنية وقتها ، عُلِّقتْ وجاءت أحكام / مباديء أكثر عملية ، لكن هذا المحتوى المعلّق من الرسالة في الفترة المكية لم يكن ليضيع من حيث هو ، قرآناً وسنة ، مصدراً للتشريع ، وكل ما في الأمر هو التعليق / التأجيل لحين تتوافر الظروف المناسبة مستقبلاً.<o:p></o:p>
إن الدين لا ينشأ في فراغ ، بل هو ينشأ في مجتمع معين وزمن معين لهما احتياجاتٌ معينة ، ولكي يبقى لا بد لتعاليمه أن تتلون بالظروف التي تلف ذلك الزمان وذلك المجتمع !!! ، وهي إنْ لم تفعل ذلك لم يقبلها أحد ، وهي إنْ أصرّت ، بعد النجاح في القبول الأول ، أن تبقى على ما كانت عليه في فترتها الأولى رغم انتشارها محلياً وإلى بيئات مجاورة جديدة مغايرة ، فتمسكتْ ألا تتشكل بظروف البيئات الجديدة ومقتضيات العصر الجديد حكمت على نفسها أن يرفضها الراغبون الجدد إذ هي لم تلبِ احتياجات تلك المجتمعات الروحية والمادية التي زعمت أنها جاءت لأجلها ".<o:p></o:p>
ما سبق يدخل بنا إلى ما يعرف بـ " النسخ " والذي رأى فيه البعض أن النصوص اللاحقة ( = المدنية ) ، قرآناً وسنة ، تنسخ ، وللأبد ، النصوص السابقة ( المكية ) ، والصواب فيه ألا يبقى دائم المفعول بحيث تظل النصوص المكية قابلةً للتطبيق لأجل التصديق أن الشريعة صالحة لكل زمان ومكان.<o:p></o:p>
تتطور الشريعة بحسب متطلبات معتنقيها ؛ فيصبح النسخ الانتقالَ من نص كان هو صاحب الوقت في زمن ما ، إلى آخر كان وقتها أكبر من الوقت والناس والفهم فكان أن نٌسخ.<o:p></o:p>
إن القول القرآني " نأتِ بخير منها " يعني نترك النص الأول إلى ما هو أقرب لفهم الناس المعاصرين ، ما يعني أن النص الأول المنسوخ حال تناسبه الظروف والوقت والناس والفهم يصبح هو " المحكم ". <o:p></o:p>
رد مع اقتباس