عرض مشاركة واحدة
  #50  
قديم 2012-10-17, 05:42 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 302
افتراضي





غزوة بدر الكبرى:
بعد تحويل القبلة كانت معركة بدر الكبرى ، وذلك أن عيرا لقريش أيضا جاءت من الشام بقيادة أبي سفيان ، ولما قرب رجوعها بعث النبي صلى الله عليه وسلم
طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد ليقوما باكتشاف خبرها، فوصلا إلى مكان يقال له الحوراء فمكثا حتى مر بهما أبو سفيان بالعير، فأسرعا إلى المدينة وأخبرا النبي صلى الله عليه وسلم بالخبر‏.‏

وكانت العير تحمل ثروات طائلة لكبار أهل مكة ورؤسائها‏:‏ ألف بعير موفرة بأموال لا تقل عن خمسين ألف دينار ذهبي‏.‏ ولم يكن معها من الحرب إلا نحو أربعين رجلا‏(أي أن العير فعلا قادمة بقيادة أبي سفيان وأخبراه بالعدد وأخبراه بما في هذه العير من خير ).‏ عند ذلك أعلن النبي صلى الله عليه وسلم في المسلمين قائلا: ‏‏(‏هذه عير قريش فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعل الله ينفلكموها‏)‏‏ (أي يعطيكم الله تبارك وتعالى تلك الأموال .‏

ولم يعزم على أحد(أي ما أمر أحدا بالخروج بل من يريد أن يخرج فليخرج )، فاستعد رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج ومعه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً ‏. ولم يتخذوا أهبة كاملة(أي لم يستعدوا استعدادا تاما)، ولكنهم خرج معهم فارسين بفرسين هما‏:‏ الزبير بن العوام، والمقداد بن الأسود الكندي(الذي هو المقداد بن عمرو)، وكان معهم سبعون بعيرا كل اثنين أو ثلاثة على بعير ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم هو وعلي بن أبي طالب ومرثد بن أبي مرثد على بعير واحد ، كل فترة يركب أحدهم وينزل اثنان . وأعطى النبي صلى الله عليه وسلم لواء القيادة لمصعب بن عمير القرشي رضي الله تبارك وتعالى عنه . وأعطى كتيبة المهاجرين ، أعطى علمها لعلي بن أبي طالب. وأعطى كتيبة الأنصار أعطى علمها لسعد بن معاذ.
وجعل قيادة الميمنة للزبير بن العوام، وعلى الميسرة المقداد بن عمرو والقيادة العامة بيد النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه.
أبو سفيان قبل أن يسلم كان هو زعيم هذه العير وقائدها ، وكان يتحسس الأخبار ويخاف بعد وقعة بن الحضرمي ، وأخذ الأسيرين كانت قريش تخاف بعد ذلك ، وكان أو سفيان يتحسس الأخبار وينظر هل خرج أحد لملاقاته ، هل سيأتيه قطاع الطرق وغير ذلك من الأمور . وعلم أبو سفيان أن محمدا صلوات الله وسلامه عليه قد خرج لملاقاة العير فاستأجر أبو سفيان رجلا يقال له : ضمضم بن عمرو الغفاري إلى مكة مستصرخاً لقريش بالنفير ليمنعوهم من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وخرج ضمضم إلى مكة سريعا، فصرخ ببطن الوادي و جدع أنف البعير ، وهذه كانت من عاداتهم ، وحول رحله وشق قميصه ، وهو يقول‏:‏ يا معشر قريش(يعني كل هذه الأشياء للإشارة كانت تستخدمها العرب في السابق ، يشق قميصه ، يجدع أنف البعير ، يحول الرحل ، كل هذه الأمور ليبين لهم أن الأمر جلل .ولهذا كانت العرب تقول النذير العريان ، يعني أن المسألة وصلت إلى حد لا يحتمل التراخي ، لا بد من السرعة، لا بد من التجهر وغير ذلك من الأمور ، المهم أن هذه التصرفات كانوا يستخدمونها لإشارة الناس ) فقال: اللطيمة، اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوث‏ الغوث‏.‏
يقول: فتحفز الناس سراعًا وقالوا‏:‏ أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي‏؟‏ (يعني أن يفعل بها كما فعل مع ابن الحضرمي)، كلا والله ليعلمن غير ذلك، فكانوا بين رجلين‏(أي أهل مكة ) :كانوا كلهم‏ إما خارج، وإما باعث مكانه رجلًا، وأوعبوا في الخروج(أي استعدوا) فلم يتخلف من أشرافهم أحد سوى أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم أتى برجل له عليه دين فقال : أسقط عنك ديني واخرج بدلي لقتال محمد وأصحابه ، وحشدوا من حولهم من قبائل العرب، ولم يتخلف من بطون قريش إلا بني عدى فإنهم لم يخرجوا معهم‏.‏
وكان هذا الجيش نحو ألف وثلاثمائة مقاتل ، معهم ستمائة فرس ، فلو عملنا مقارنة بسيطة لوجدنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ومن معهم ثلاثة مائة وبضعة عشر أي سبعة عشر ، خمسة عشر ، ستة عشر والمشركون ألف وثلاثمائة . المسلمون معهم فرسين بقائدين ، والمشركون ستمائة فرس. فهذا عدد المسلمين وعدتهم ، وتلك عدد المشركين وعدتهم . المسلمون خرجوا للعير، والكفار خرجوا للقتال ، حتى الإستعداد النفسي . إلى الآن المشركون متفوقون بثلاثة أمور : الأمر الأول : العدد . الأمر الثاني : العدة. الأمر الثالث: الإستعداد النفسي.
وكانت قيادة المشركين لأبي جهل عمرو بن هشام، وخرجوا من ديارهم كما قال الله تبارك وتعالى :"بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله"الأنفال 47‏.‏
وهناك استطاع أبو سفيان أن ينجو بالعير ، ولكنه لما سمع النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج أرسل ذلك الرجل إلى مكة يحذرهم ، وغير طريقه عن الشام . وقصة تغيير طريقه تدل على ذكائه ، وذلك أن أبا سفيان كان يسير على الطريق الرئيسي المعروف من الشام إلى مكة ، ولكنه كان حذرا متيقظا ، ولما اقترب من بدر تقدم عيره حتى لقي مجدي بن عمرو وسأله عن جيش المدينة (يعني أن مجدي بن عمرو كان يعيش في ذلك المكان سأله هل مر بك جيش ، شيء، فقال‏ مجدي بن عمرو:‏ ما رأيت أحدًا أنكره إلا إني قد رأيت راكبين قد أناخا إلى هذا التل، ثم استقيا في شن لهما(أي ماء)، ثم انطلقا، فذهب أبو سفيان إلى مكان الرحيلتين، وأخذ من أبعار بعيرهما(البعر الذي يخرج البعير)، ففته فإذا فيه النوى، فقال‏:‏ هذه والله علائف يثرب(يعني أن النوى تمر يثرب)، فرجع وغير طريقه ونجا بالعير ، فأرسل إلى أهل مكة أن ارجعوا فقد نجت العير وإنكم إنما خرجتم لتحرزوا أموالكم وعيركم فإنها قد نجت فارجعوا. فقال : فقامت طاغية قريش أبو جهل فقال‏:‏ والله لا نرجع حتى نرد بدرًا، فنقيم بها ثلاثًا، فننحر الجَزُور، ونطعم الطعام، ونسقى الخمر، وتعزف لنا القِيان، وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا، فلا يـزالون يهابوننا أبدًا‏.‏

فقام الأخْنَس بن شَرِيق فأمر بالرجوع فعصوه .فقال: أما أنا فراجع . فرجع الأخنس بن الشريق ورجع معه بنو زهرة وكانوا قريبا من ثلاثة مائة فبقي الكفار بألف رجل . رجع منهم كما قلنا ثلاثة مائة فصار عددهم بعد ذلك ألف رجل فقط بعد أن كانوا أل وثلاثمائة.
عند ذلك اجتمع النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن سمع بخروج مكة ، اجتمع بأصحابه يستشيرهم صلوات اله وسلامه عليه ، فقال: هؤلاء أهل مكة قد خرجوا فما ترون فقال أبو بكر الصديق فقال وقد أحسن. ثم قام عمر فقال وأحسن. ثم قام المقداد فقال وأحسن . وكان من مقولة المقداد بن عمرو رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك ، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى:‏ ‏{‏فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ‏}‏ ‏[‏المائدة‏:‏24]‏، ولكن نقول :اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى بَرْك الغِمَاد(مكان في الجزيرة) لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرًا ودعا له به‏.‏
يقول عبد الله بن مسعود والله لتمنيت أن لي موقف المقداد هذا لو أني قلت هذه الكلمات للنبي صلى الله عليه وسلم لما رأى فرح النبي صلى الله عليه وسلم بتلك الكلمات ، ولكن هذه الكلمات ما زال النبي صلى الله عليه وسلم يريد غيرها ، وذلك أن أبا بكر وعمر والمقداد كل هؤلاء من المهاجرين ، النبي صلى الله عليه وسلم كان يريد كلمة من الأنصار لماذا ؟ لأن الأنصار بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على أنهم يدافعوا عنه في المدينة وينصرونه في المدينة ولم يبايعوه على القتال خارج المدينة ، فأراد النبي صلى الله عليه وسلم منهم كلمة هل هم موافقون ؟ هل هم راضون ؟ أم هم مصرون على ما هم عليه أنهم يدافعون عنه في المدينة ؟ عند ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم :" أشيروا علي أيها الناس". (طيب تكلم أبو بكر ، تكلم عمر ، تكلم المقداد وكلهم أحسنوا والنبي صلى الله عليه وسلم ما زال يقول : "أشيروا علي أيها الناس" عند ذلك تكلم سعد بن معاذ وكان قائد الأنصار في هذه المعركة فهو صاحب اللواء كما ذكرنا فقال سعد بن معاذ للنبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏ كأنك تريدنا يا رسول الله‏؟‏
فقال‏ النبي صلى الله عليه وسلم:‏"‏أجل‏"(أنتم تكلموا ما أريد أن أجبركم على القتال ولا أن أكرهكم عليه).‏
فقال سعد بن معاذ مقولة أفرحت وأثلجت صدر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله‏:‏ "قد آمنا بك، فصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدًا، إنا لصُبُر في الحرب، صُدَّق في اللقاء، ولعل الله يريك منا ما تَقَرَّ به عينك، فسِرْ بنا على بركة الله"‏.‏
وفي رواية أن سعد بن معاذ قال للنبي الله صلى الله عليه وسلم‏:‏" لعلك تخشى أن تكون الأنصار ترى حقًا عليها ألا تنصرك إلا في ديارهم، وإني أقول عن الأنصار وأجيب عنهم‏:‏ فاظعن حيث شئت، وصِلْ حَبْل من شئت، واقطع حبل من شئت، وخذ من أموالنا ما شئت، وأعطنا ما شئت، وما أخذت منا كان أحب إلينا مما تركت، وما أمرت فيه من أمر فأمرنا تبع لأمرك، فهو الله لئن سرت حتى تبلغ البرك من غِمْدان لنسيرن معك، ووالله لئن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك"‏.‏
فَسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد، ونشط بذلك، ثم قال‏:‏ ‏‏"‏سيروا وأبشروا، فإن الله تعالى قد وعدنى إحدى الطائفتين، والله كأني الآن أنظر إلى مصارع القوم‏".‏
ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نزل قريبا من بدر.

عند ذلك بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلين يستخبران ، وهذه قصة طريفة أرسل النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص في نفر ، وذهبوا إلى ماء بدر فوجدوا غلامين يستقيان لجيش مكة . فقبضوا عليهما وجاءوا بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت في الصلاة يصلي ،فسألوا ذلك الرجلين فقال لهم من أنتم ؟ فقالا : نحن سقاة قريش، بعثونا نسقيهم من الماء،يقول: فكره القوم ذلك، ورجوا أن يكونا لأبي سفيان (يعني الآن هم خرجوا للعير وسمعوا بخروج قريش فوجدوا رجلين أخذوهما قالوا لهما لمن أنتما . قالا : لأهل مكة . هم ما أرادوا أن يكونا لأهل مكة ، بل تمنوا أن يكونا لأبي سفيان حتى ينازلوا العير . فقالا لهم : نحن من أهل مكة تباع قريش . يقول : فضربوهما حتى يعترفا أنهما لأبي سفيان فلما زاد الضرب قالا الغلمان : نحن لأبي سفيان ، عند ذلك تركوهما وما زال النبي صلى الله عليه وسلم في الصاة ، فلما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة التفت إلى أصحابه وقال: "إذا صدقاكم ضربتموهما، وإذا كذباكم تركتموهما، صدقا والله، إنهما لقريش‏"(قالا لكم لقريش ضربتموهما، فلما قالا لأبي سفيان تركتموهما ، لما صدقا ضربتموهما ولما كذبا تركتموهما . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صدقا إنهما لقريش‏‏.‏

ثم التفت إلى الغلامين وقال‏:‏ ‏‏"‏أخبراني عن قريش‏"‏، الرسول لا يعلم الغيب ولكن هذا وحي من الله تبارك وتعالى . قال : أخبراني عن قريش .قالا‏:‏ هم وراء هذا الكثيب (أشارا إلى المكان)، فقال لهما‏ النبي صلى الله عليه وسلم:‏ ‏‏"‏كم القوم‏؟‏‏" قالا‏:‏ كثير‏.‏ قال‏:‏ ‏‏"ما عدتهم‏؟‏‏" قالا‏:‏ لا ندرى، قال‏:‏ ‏‏"كم ينحرون كل يوم‏؟‏‏" قالا‏:‏ يومًا تسعًا ويومًا عشرًا(يعني من الإبل)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏‏"‏القوم فيما بين التسعمائة إلى الألف‏"(يعني كل مائة على بعير)‏، ثم قال لهما‏:‏ ‏‏"‏فمن فيهم من أشراف قريش‏؟‏‏"‏ قالا‏:‏ عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأبو البَخْتَرىّ بن هشام، وحكيم بن حِـزام، ونَوْفَل بن خويلد، والحارث بن عامر، وطُعَيْمَة بن عدى، والنضر بن الحارث، وَزمْعَة بن الأسود، وأبو جهل بن هشام، وأميــة بن خلف وسمَّا له رجالا آخرون من مكة‏.‏
فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم على الناس وقال‏:‏ ‏‏"هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها‏"‏‏.‏
_ثم اقترح سعد بن معاذ على النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون في عريش بعيدا عن المعركة حتى يكون هذا أحفظ للنبي صلوات الله وسلامه عليه وقال للنبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏

"يا نبى الله، ألا نبني لك عريشًا تكون فيه، ونعد عندك ركائبك، ثم نلقى عدونا، فإن أعزنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا، وإن كانت الأخرى(أي انتصرت قريش علينا) جلست على ركائبك فلحقت بِمَنْ وراءنا من قومنا، فإنه قد تخلف عنك أقوام يا نبي الله ما نحن بأشد لك حبًا منهم، ولو ظنوا أنك تلقى حربًا ما تخلفوا عنك(يعني الذين في المدينة ما يدرون أنك خرجت للقتال ، خرجت للعير فارجع إليهم وينصرونك هم إن انهزمنا هنا)، يمنعك الله بهم، يناصحونك ويجاهدون معك"‏.‏
فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرًا ودعا له بخير، وكان في العريش صلوات الله وسلامه عليه.
ثم عبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشه‏.‏ ومشى في موضع المعركة، وجعل يشير بيده‏ صلوات الله وسلامه عليه:‏ ‏‏"‏هذا مصرع فلان ، هذا مصرع ، هذا مصرع فلان" يشير إلى الأماكن التي سيقتلون فيها ‏‏.‏ وبات المسلمون تلك الليلة هادئي الأنفس قال الله تبارك وتعالى ‏:‏ ‏{‏إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ‏} [‏الأنفال‏:‏11‏]‏‏ يثبت به الأقدام ، الأرض التي نزل بها المسلمون كانت قاسية فأنزل الله تبارك وتعالى المطر فصارت لينة ، والأرض التي نزل بها المشركون كانت لينة فأنزل الله تبارك وتعالى بها المطر فصارت قيلة لا يستطيعون الوقوف عليها وكان ذلك في السابع عشر من رمضان في السنة الثانية من الهجرة .‏

عند ذلك استعدت قريش للقتال ، واستعد النبي صلى اله عليه وسلم للقتال . وأرسلت قريش عُمَيْر بن وهب الجُمَحِى للتعرف على مدى قوة المسلمين،كما أن المسلمين ينظرون إلى قوة قريش كذلك قريش ترسل من ينظر في قوة المسلمين ، فدار عمير بفرسه حول عسكر المسلمين، ثم رجع إليهم فقال‏:‏ ثلاثمائة رجل، يزيدون قليلًا أو ينقصون قليلا(يعني أخبر قريش بعدد المسلمين فأصاب) ، قال: ولكن أمهلونى حتى أنظر أللقوم كمين أو مدد‏؟‏
فضرب في الوادى حتى أبعد، فلم ير شيئًا، فرجع إليهم فقال‏:‏ ما وجدت شيئًا(يعني أنهم ثلاثمائة لا يزيدون عن ذلك ما في مدد لهم ما في ناس لابدين أي مختفين) ، يقول:ولكن يا معشر قريش لقد رأيت البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم، والله ما أرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجلًا منكم أبدا(يعني أنا رأيت أناسا لا وضعواكمينا ولا لهم مدد كما نقول بالعامية بايعينها بعنب أبدا يعني ما تقتلوا منهم إلا يقتلوا منكم رجلا أبدا لأنهم جاءوا وعزموا على القتال)،يقول:فإذا أصابوا منكم أعدادكم فما خير العيش بعد ذلك‏؟‏ فروا رأيكم‏.‏

_وقامت طبعا المعارضة بقيادة أبي جهل فأنكر عليه قوله وأمر الناس بالقتال والجلد والصبر فأطاعوا أبا جهل وعصوا أمر الجمحي.
رد مع اقتباس