عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 2011-07-06, 08:50 PM
نبيل الجزائري نبيل الجزائري غير متواجد حالياً
منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-10
المشاركات: 51
افتراضي

بسم الله
سأعيد التفكير من جديد في هذا الموضوع . فقد ذكر الأخ العباسي أنه يفهم من السياق الوارد فيه ذكر إسرائيل في الآية التالية بأنه نبي ، ولهذا الفهم وجه فعلا ، وإن لم يكن ملزما لأن الآية ليست صريحة في نبوة إسرائيل ، ومع ذلك فلهذا الفهم وجه اعتبار بالرجوع إلى السياق . والآية المعنية هو قوله تعالى :
أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا
وذكر الأخ الأنصاري وجها لتخصيص إسرائيل بالذكر - لو اعتبرنا أنه يعقوب - مع أنه من ذرية إبراهيم بما ذكرني بآية يمكن أن تكون جوابا عن سبب هذا التخصيص وهي قوله تعالى :
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ - والتي تكررت في الكتاب مرتين بالحرف الواحد . فجواب الأخ الأنصاري له وجه معتبر فعلا من هذه الناحية . وإن كان غير ملزم لأن الآية ليست صريحة في أن يعقوب هو إسرائيل ، ولا يوجد في الكتاب كله ما يصرح بأنه هو . ومع ذلك فلما نبهني إليه الأخ الأنصاري وجه اعتبار .
ثم أن كلاما للأخ العباسي نبهني إلى أمر آخر بخصوص الآية : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وذلك حين قال الأخ العباسي :
اقتباس:
الله لم يعتب عليه ( أي على إسرائيل ) ولم يزجره ولم يكفره كما فعل الله مع نبينا محمد . عندما عاتبه ربه في سورة التحريم
فالمقارنة بين إسرائيل والنبي عليه الصلاة والسلام في هذا السياق - وإن لم تكن مقارنة دقيقة - إلا أنها نبهتني إلى أنه تعالى إنما عاتب نبيه على تحريمه ما أحل له ولم يتوعده ولا حتى جزره ، بل نجد الآية - كما أشرت عليها باللون الأحمر - تنتهي - لا بوعيد او نحوه - بل بالمغفرة والرحمة . ودلالة هذا العتاب المنتهي بالمغفرة والرحمة والخالي من الوعيد والإنذار تتضح أهميتها حين نتذكر قوله تعالى : وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ
وقوله تعالى : وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ
فما كان لنبي الله عليه الصلاة والسلام أن يحرم شيئا لم يحرمه ربه ثم ينسبه إليه . لأنه لو فعل هذا ما كان ليعاتبه عتابا ينتهي بالمغفرة والرحمة .
أعتقد للأمانة أنه يجدر بي أن لا أتكلم في هذا الموضوع إلى أن أعيد التفكير فيه حتى يتضح لي وجه أراه مقنعا لي . ولهذا فأعتذر من الإخوة ممن علقوا على ما سبق من كلامي هنا وممن قد يأتون ويعلقون من بعد ، أعتذر منهم على عدم الرد إلى أن يتضح لي وجه أقتنع به وأعرضه بوضوح . وسأتابع باهتمام حوار الإخوة آملا أن يساعدني هذا .
وفيما كنت أكتب هذا هنا ، ورد تعليق الأخ الإبراهيمي بما يفيد جانبا مما جعلني أعيد التفكير . و قد استعان في ترجيح وجه على وجه بشيء مما ورد في التوراة . وبالرغم من أنني احترم توجهه هذا كما أحترم توجه الإخوة من اهل السنة إلى ما ينسب إلى النبي عليه الصلاة والسلام من احاديث يستعينون بها على ما يرونه صوابا ، إلا أنني أفضل أن ألتزم قدر استطاعتي في هذا الأمر بالكتاب لقوله تعالى : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ
وقد أشار الأخ الإبراهيمي أيضا إلى مسألة نبوة إسرائيل كما سبق للأخ العباسي أن نبهني إليها مما يزيد في رغبتي إعادة التفكير في الأمر .
والحمد لله
رد مع اقتباس