عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 2013-10-01, 05:18 PM
أبو عبيدة أمارة أبو عبيدة أمارة غير متواجد حالياً
مشرف قسم حوار الملاحدة
 
تاريخ التسجيل: 2013-07-20
المكان: بيت المقدس
المشاركات: 6,034
افتراضي

السلام عليكم ، أحببت في هذا الموضوع أن أبدي بعض الملاحظات وأبدي رأي الدين في القضية ، فنبدأ أولا بحقيقة من يجادل في الدين أو يطعن أي مطعن جائر عليه دون حجة واقعية ، ومعه وبعده نسوق الأدلة والبراهين :
أولا : أنه وحقيقة فإن من يعادي الإسلام واهله وهو يحاول التذاكي على الإسلام وأهله ، ويظن نفسه أنه ذكي ويستغبي الإسلام أو أهله المخلصون فهو الغبي وهو الأحمق ، ويهرف بما لا يعرف .
ونقول أن الإسلام وأهله المخلصون أذكى وأحكم وأعدل من أي مخلوق ، والإسلام أذكى وأحكم وأعقل من أي إنسان كائنا من كان وليس بألف مرة وفقط ، وليس بمليون مرة وفقط ، بل إنه ليس هناك مجالا لا للقياس ولا للمقارنة ولا للمقاربة ، وذلك ولأن الإسلام وكل ما جاء به الإسلام فهو من عند الله العزيز الحكيم الذي خلق السموات والأرض ولم يعيَ بخلقهن ، والله ليس كمثله شيء وهو اللطيف الخبير ، والله الذي لا يجوز ولن يجوز ولن يكون مقبولا أو معقولا أي وجه مقارنة أو قياس بين الله وبين أي من مخلوقاته .
ثانيا ونعلم أن كثير ممن ينكرون شيئا من السنة الصحيحة أو كثير منها ، فهم يقومون بذلك لأسباب ومنها :
1 . أولا : يريدون الطعن في دين الإسلام دين الحق والحقيقة ومن ثم وغباءا منهم يريدون هدم الإسلام ، فهدم الله من يحاول هدم الإسلام قاصدا ومُصّرا وخبيثا ومستخفا ومستكبرا ، وهم ويعلمون أن في غرضهم الكريه هذا في الحرب الإسلام ، فهم يعلمون أن الإسلام قوي متين ويعلمون معه أنه من يريد مواجهة الإسلام جملة واحدة (وذلك سفاهة واستكبار وعداء) فهو سيكون هملا في الدنيا والآخرة ، وهم يعلمون أن حجج من سيواجه الإسلام كاملا فستكون حججهم واهية جدا ولا يقبلها لا عقل ولا منطق سليم ، ولا يقبلها إلا دجل أرعن أو منطق مقزز .
فهم كمن يريدون أن يكونوا أذكى من غيرهم بقولهم ندعى الإيمان بالقرآن ولكن نطعن بالسنة أولا ، ومن ثم وفي خطتهم وتصورهم المغفل ظانين أنهم سيفلحوا ولن يفلحوا في هدم ذرة من السنة ، وهم يظنون وهم فاشلون فالخطوة التالية عندهم هي الطعن في القران ثم الكفر البواح .
وهذا الصنف نقول له تذاكى لنفسك قبل أن لا تنفع التوبة ولا الندم ! وأيضا أيها المستغبى من أسياد الضلال والكفر (كانوا من كانوا) فلا تحاول أن تتذاكى على من يريدون لك الخير وللبشرية جمعاء أولا وحقا ، وعلى هؤلاء المتذاكون اللاعبون والمتلاعبون عليهم أن يكفوا من وضع أنفسهم في موضع ومكانة يناقضون فيه الحق والحقيقة ويدنسون أنفسهم ويهلكونها ويغالطون مصلحتهم .
والحمق عينه هو التكلم والطعن في السنة الحكيمة الصحيحة ، أو وأن يظن أي مغفل أو أي أحمق أن بمقدوره أو من حقه الطعن أو القبول أو الرفض في السنة النبوية الكريمة ، وليعلم المتطاولون أن علم السنة علم كبير جليل دقيق نزيه يتحرى أحكم وسائل النقل والتأصيل الصحيح ، والسنة جزء من أجزاء الوحي ، وهو جزء قيم من الدين لا ينفصم عنه بتاتا أبدا ، فمن مسه السنة أو تجاوز عليها فقد ضل ضلالا بعيدا وهوى مكانا سحيقا .2 . ثانيا : هناك فئة من الذين ينكرون السنة فهم ليس فقط ينكرون السنة من عندهم كفرا بواحا بل هم مدعومون من أئمة الضلال وهم منبهرون بدنيا الكافرين ويأخذون عنهم الغث والسمين ، ويتذاكون كي يرتفع مستواهم عندهم كظنهم ولكنهم لا يعلمون أنهم يهبطون أسفل سافلين .
3 . ثالثا : هناك فئة ليست بمكانة الشر وقد تستصعب فهم نص من نصوص السيرة النبوية ولا تعرف مدلولها الصحيح ، فلربما قد يشك البعض منهم لربما أن الحديث غير صحيح ولكنهم لا يرفضون السنة النبوية كلها معاذ الله ، فهؤلاء مع قليل من التبيين وشيء من التوضيح وشرح لمبتغى حكيم السنة النبوية المطهرة ولكل أوامر الدين ، فهؤلاء قد يثوبون للحقيقة ويخبتوا لها ، ولا يعتدون ولا يتجاوزون .
وقد رأينا ما هي الحكمة البالغة من إعفاء المرأة من الصلاة والصوم في حال الحيض والنفاس ، وكما بينه أحد الأخوة الكرام وكل هذا وأولا من أجل سلامة المرأة واحترام كينونتها وتقديرا لظرفها الخاص .
وثانيا ومن أجل تبيين وتوضيح وتعليم أن الناس أن من سمو الصلاة ومن معانيها السليمة الحكيمة في أنها سمو بالروح وسمو الروح يستلزم الطهارة النفسية والجسدية والخلو من المعيقات الاضطرارية بقدر الاستطاعة والتكليف ، وذلك للرجل والمرأة .
فالخلاصة أنه وأولا هو سلامة المرأة وصونها وتقدير حالتها وثانيا مراعاة حالتها الجسدية والنفسية ، والشروح الصحية قد بينت كما بينها بعض الأخوة ، ولكن ومع هذا فإنه لا يمنع المرأة من أن تذكر ألله ، أو أن تسبحه ، أو أن تبتهل إليه ، أو أن تتذلل بين يديه الله وتضرع له بقدر منفعتها دون ضررها ، وهذا لا يحرمها أيضا من الشعور بالصوم ومتعته الشعور بالزهد من الأكل والشرب بما لا يضر ، ولكن متى زال المانع وجب عليها قضاء الصوم دون الصلاة .
وحقيقة ومع العلم أن الذين يجادلون في السنة أو في القرآن أو أي من أمور الدين فكثير منهم لا يفعلون هذا من مقصد الخير أو من مقصد تحري الحقائق أو زيادة العلم ، وإنما يفعله كثير ( نقول كثير وليس الجميع ) لخبث ودهاء منهم ولجدل عقيم مريض لأجل الجدل ولأجل أهداف كافرة شيطانية .
وأما ولكن ولطلاب الحق الحقيقة والبينة فنقول لهم : إن من هؤلاء الذين يدعون الأيمان بالقرآن فقط دون السنة ، فلينظروا أولا لقول القرآن الكريم ، قال : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}[الحشر: 7].، فهذا دليل من القرآن أن كل ما جاء به الرسول علينا أن نأخذه وما نهانا عنه علينا أن ننتهي عنه .
قد يقول قائل أن القصد من هذه الآية هو القرآن وحده .
ولكن أيعقل أن من خلق السموات والأرض ويعلم كل صغير وكبير فيهما وهو الله الذي ائتمن محمد  على القرآن ألا يأتمنه على غيره ؟! أيعقل أن الله الحكيم العظيم الذي ابتعث محمدا  وسلمه الأمانة -معاذ الله- أيعقل أن يسلمها معاذ الله ثانية ورابعا وإلى لا نهاية- أن يسلمها لمفتري أو غادر أو كاذب أو مدعي ، حاشاه ومعاذه رسول الله  .
والسنة النبوية المطهرة هي جزء لا يتجزأ من الدين وهي وحدة متكاملة لا تفصل عن الدين بتاتا ولا بأي شكل من الأشكال ، ولما قال الله تعالى " وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا" ، فهو يقصد أن نأخذ كل ما جاء به الرسول  وذلك من قرآن كريم ومن كل قول أو عمل صح عن رسول الله .
والسنة النبوية المطهرة كما وهي جزء من الإسلام فهي جزء من المسلمين ، فهم الأمة الطاهرة النبيلة الصادقة الطيبة النزيهة التي نقلت السنة واهتمت بها اهتماما جما ونقلتها بصدق وأمانة ونزاهة لا مثيل لها .
وزيادة في بالدليل إليكم الكلام الصحيح والمفحم التالي (وهو منقول باختصار):
وقد أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم عن أمثال هؤلاء الأدعياء الذين يُريدون الاكتفاء بالقرآن دون السنة ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني ، وهو متكئ على أريكته ، فيقول : بيننا وبينكم كتاب الله ، فما وجدنا فيه حلالا استحللناه ، وما وجدنا فيه حراما حرمناه ، وإن ما حَرَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حَرَّم الله . رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه .
وفي رواية : ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ، ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه ، ألا يوشك رجل ينثني شبعانا على أريكته يقول : عليكم بالقرآن ! فما وجدتم فيه من حلال فأحلّوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرِّموه . رواه الإمام أحمد .
ثم إنه لا يُمكن الاكتفاء بالقرآن عن السنة، فإن الله أمر بالصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرها مما أمر الله به ، فكيف يؤدُّون هذه الفرائض ، وكيف يمتثلون الأوامر ، إلا بالأخذ بالسنة النبوية .
قد جاء رجل عمران بن حصين رضي الله عنه فسأله عن شيء ، فحدّثه ، فقال الرجل : حدثوا عن كتاب الله ولا تحدثوا عن غيره ! فقال عمران : إنك امرؤ أحمق ! أتجد في كتاب الله أن صلاة الظهر أربعا لا يجهر فيها ؟ وعدد الصلوات ؟ وعدد الزكاة ، ونحوها ؟ ثم قال : أتجد هذا مُفسَّـراً في كتاب الله ؟ إن الله قد أحكم ذلك والسنة تفسر ذلك .
إن أعظم جهود بُذِلَتْ هي في خدمة السنة النبوية ، عناية بالمتون والأسانيد ، وتأصيلا لعلوم السنة ، وعناية بالجرح والتعديل ، وتتبع الأخبار والتحقق من مصادرها ، ومن سماع الرواة ، ومن تقييد الوفيات ، إلى غير ذلك مما يقف المرء أمامه متعجِّبا من هذه الجهود الجبارة المباركة!
وقد قال الله تبارك وتعالى عن نبيِّـه صلى الله عليه وسلم : ( وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى )
وكان عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – يَكْتُب كل شيء سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : فنهتني قريش ، وقالوا : أتَكْتُب كل شيء تسمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب والرضا ؟! فأمْسَكْتُ عن الكتاب ، فَذَكَرْتُ ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأومأ بأصبعه إلى فِيه ، فقال : أكتب ! فو الذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حقّ . رواه ابن أبي شيبة وأبو داود والحاكم .
[
رد مع اقتباس