عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2009-10-24, 04:16 AM
طالب عفو ربي طالب عفو ربي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-28
المشاركات: 716
افتراضي يقولون: "القرآن مخلوق"!

<table align="center" width="100%"><tbody><tr><td class="ItemTitle">يقولون: "القرآن مخلوق"!</td></tr><tr><td>
</td></tr><tr><td>
</td></tr></tbody></table>
حذت الإمامية حذو الجهمية في القول بخلق القرآن، فقد عقد شيخ الشيعة في زمنه المجلسي في البحار في كتاب القرآن بابًا بعنوان: "باب أنّ القرآن مخلوق" [بحار الأنوار: 92/ 117-121] أورد فيه إحدى عشرة رواية، ومعظم هذه الروايات تخالف ما ذهب إليه، ولكن لشيوخ الشيعة مسلكًا في تأويلها كعادتهم.
ويقول آية الشيعة محسن الأمين: "قالت الشّيعة والمعتزلة: القرآن مخلوق" [أعيان الشّيعة: 1/461].
وهذا بناءً على إنكارهم لصفة الكلام لله وزعمهم أن الله -سبحانه- "يوجد الكلام في بعض مخلوقاته كالشجرة حين كلم موسى، وكجبرائيل حين أنزل بالقرآن" [أعيان الشيعة: 1/453].
وإذا رجعت إلى الروايات التي ينقلونها عن (آل البيت) وجدتها تخالف في أكثرها ما يذهب إليه هؤلاء، فمن ذلك:
ما جاء في تفسير العياشي: "عن الرضا أنه سئل عن القرآن فقال:... إنه كلام الله غير مخلوق.." [تفسير العياشي: 1/8].
وفي رجال الكشي: "... إن الكلام ليس بمخلوق.." [رجال الكشي:ص490].
وفي "التوحيد" لابن بابويه القمي قيل لأبي الحسن موسى -رضي الله عنه-: "يا ابن رسول الله، ما تقول في القرآن؛ فقد اختلف فيه من قبلنا فقال قوم: إنه مخلوق، وقال قوم: إنه غير مخلوق؟ فقال رضي الله عنه: أما إني لا أقول في ذلك ما يقولون، ولكني أقول: إنه كلام الله عز وجل" [ابن بابويه/ التوحيد ص224].
وفي هذا المعنى روايات كثيرة عندهم [انظر في ذلك: البحار: 92/117-121، التوحيد: ص223-229].
ولكن يلاحظ أن شيخ الشيعة في زمنه ابن بابويه القمي قد ذهب في تأويل هذه النصوص إلى اتجاه آخر فأثبت أن قول الأئمة: القرآن غير مخلوق يعني "أنه غير مخلوق أي غير مكذوب لا يعني به أنه غير محدث" [انظر: التوحيد ص225، البحار: 92/119].
وقال: "وإنما امتنعنا من إطلاق المخلوق عليه لأن المخلوق في اللغة قد يكون مكذوبًا، ويقال: كلام مخلوق أي مكذوب" [التوحيد ص225، البحار: 92/119].
ولا شك أن هذا التأويل لا يسلم له لأنه من الواضح أن النصوص السابقة ترد على ما ذهب إليه أهل الاعتزال من القول بأن القرآن مخلوق، فقال السلف ردًا عليهم: إنه غير مخلوق ولم يريدوا بذلك أنه غير مكذوب كما يزعم ابن بابويه وغيره، فإن أحدًا من المسلمين لم يقل: إنه مكذوب، بل هذا كفر ظاهر يعلمه كل مسلم، وإنما قالوا: إنه مخلوق خلقه في غيره فرد السلف هذا القول، كما تواترت الآثار عنهم بذلك، وصنف في ذلك مصنفات متعددة [انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام: 12/301].
وفي كتاب تفسير الصراط المستقيم لآيتهم البروجردي نقل نصًا عن ابن بابويه -أيضًا- يحيل فيه النصوص التي فيها المعنى السابق على التقية فقال: "ولعلّ المنع من إطلاق الخلق على القرآن إمّا للتّقية مماشاة مع العامّة، أو لكونه موهمًا لمعنى آخر أطلق الكفّار عليه بهذا المعنى في قولهم: إن هذا إلا اختلاق" [تفسير الصّراط المستقيم: 1/304].
فلم يجد هؤلاء الشيوخ ما يلوذون به إلا القول "بالتقية" أو ما ماثلها.. وهذا المنهج يثبت أنهم ليسوا على شيء، وأن احتمال التقية في كل نص قد أفسد عليهم أمرهم وأضاع حقيقة المذهب، فأصبح دينهم دين المجلسي، أو الكليني، أو ابن بابويه القمي لا روايات الأئمة.
وتسنى لكل شيخ، أو زنديق أو مفتر يلبس ثوب المشيخة، ويتظاهر بالعلم أن يأخذ ما شاءت له زندقته أو جهله وهواه وتعصبه واحدًا من هذه الأقوال المتعارضة المتضاربة ويعرض عن الأقوال الأخرى ولو كانت حقًا، ويجد ما يبرر هذا التصرف من الاحتجاج بالتقية، أو دعوى أن في ذلك مخالفة للعامة -أي أهل السنة- ففي خلافهم الرشاد -كما يفترون-، وهكذا يضيع العلم والحق والدين بهذه الطريقة المارقة.
ومعلوم أن القرآن كلام الله ومن قال أنه مخلوق فإنما هو كافر، كما قال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-:
"من قال بأن القرآن مخلوق فهو عندنا كافرٌ، لأن القرآن من علم الله وفيه أسماء الله" اهـ.
انظر: "السنة" لعبد الله ابن الإمام أحمد (1/102)، وهذه المسألة واضحة مفصلة في كتب أهل السنة انظر على سبيل المثال:
" مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة" (3/1273-1284)، (4/1301-1400) ط. أضواء السلف.
"معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول" للحافظ الحكمي (1/339-376) ط. دار ابن الجوزي.
رد مع اقتباس