عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2009-05-18, 06:09 PM
صهيب صهيب غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-16
المشاركات: 6,291
افتراضي

مستحدثات العصر الصفوي
استحدث الشاه إسماعيل بدعاً أصبحت من المسلّمات عند من بعده من الشيعة نذكر منها:
1- السب المقترن بالاضطهاد الطائفي، فقد اتخذ من سبِّ الخلفاء الراشدين الثلاثة وسيلة لامتحان الإيرانيين، وأمر بأن يعلن السبّ في الشوارع والأسواق وعلى المنابر([1]). والسبّ والقذف موجود عند الشيعة قديماً وفي مؤلفاتهم، ولكنه لم يعلن بصورته البشعة وعلى المنابر إلا في العهد الصفوي.
2- تنظيم الاحتفالات بذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه سنوياً، وإظهار التطبير (ضرب الرؤوس حتى التدمية بآلة حادة وسكين كبير تسمى الطُبَر)، وضرب الظهور بالزناجيل (وهو الجنزير) حتى الاحمرار، واللطم على الوجوه والصدور، ولبس الأسود منذ بداية شهر محرم، وتبدأ هذه الفعاليات منذ الأول من محرم إلى اليوم العاشر منه يوم (عاشوراء)، وهو يوم مقتل الحسين، ويمنع الزواج في شهر محرم، وهذا الأمر كان قد استحدث بشكل خفيف في الفترة البويهية، ولكن الشاه إسماعيل طوره بهذا الشكل مع
([1]) كل الشيعة اليوم، سواء في إيران والعراق ولبنان والبحرين والسعودية والكويت وباكستان، وغيرها من البلاد التي يتواجد فيه الشيعة ,كلهم يسبون ويولعون في سب الخلفاء الثلاثة وبقية الصحابة وأمهات المؤمنين. فإذا تمكنوا كما فعلوا في العراق فإنهم يجبرون من يعذبونهم من أهل السنة على السب، وهذا ما يفعل في الدوائر الأمنية في إيران مع سنة إيران، وفي العراق اليوم .
اعترف أحد الشيعة العلمانيين أن فيلق بدر من أوائل أيام سقوط بغداد كان يمسك طريق جنوب بغداد ويوقفون الركاب ويأمر ونهم بالبصق على صورة مرسومة لعلي بن أبي طالب ومن يبصق على الصورة يطلقون صراحه ومن يرفض يقتلونه ,حتى يشاعأن أهل السنة يبغضون أهل البيت والحمد كشفهم من هو من جلدتهم ,هذا هو المكر الإيراني الشيعي.


الأشعار البكائية التي تؤثر في النفوس كدعاية للتشيّع. ومنذ سنة (907-930هـ) ليومنا هذا والشيعة في إيران والعراق ولبنان وباكستان يعتبرون هذا من صُلب دينهم، وإذا ما أراد حاكم أو مسؤول منعهم قالوا: هذا يعادي التشيع. وهم يعلمون أولاً أن الشاه إسماعيل هو أول من أوجد هذه البدع لنشر التشيع. ويذكر الدكتور علي الوردي – وهو شيعي -: أن الشاه إسماعيل اقتبس هذه المراسيم من النصارى حيث كانوا يقومون بطقوس دينية عن مصاب المسيح والحواريين، لذلك كان يدعو النصارى لحضور مواكب التعزية([1]).
3- وضع الشهادة الثالثة في الأذان: (أشهد أن علياً ولي الله)، وهذه البدعة وضعتها فرقة شيعية ([2]) في القرن الرابع للهجرة، ذكرهم عالم شيعي هو ابن بابويه القمي ولعنهم، وكذا حاربها أشهر علمائهم وهو الشيخ الطوسي في كتابه" النهايةفي مجرد الفقه والفتوى", ولكن الشاه إسماعيل الصفوي أمر به ورفضه في وقته علماء الشيعة. ولم تدخل هذه البدعة في العراق حتى سنة (1870م)، أدخلها ناصر الدين شاه عندما زار النجف في زمن الوالي العثماني مدحت باشا([3])، ومنذ ذلك اليوم وإلى يومنا هذا أصبح هذا الأذان من مسلّمات الشيعة في إيران والعراق ولبنان وجميع تواجد مساجد الشيعة في العالم، وسكت علماءهم وهم يعلمون حق العلم أن الأوائل لعنوا فاعليه وإنما فعله المفوضة الغلاة، وهكذا أصبحت أفكار الشيعة الغلاة المرفوضة هي شعائر مسلّم بها في عهد الشاه إسماعيل وأصبحت من مسلمات المذهب، وسكت على ذلك جميع المراجع الدينية، وجاءت الثورة الإسلامية في إيران فأحيت كل ما فعله الصفوييون.
4- السجود على التربة الحسينية وهي قطعة من الطين يسجد عليها الشيعة بدل الأرض تسمّى "التربة الحسينية"، وأصبحت يومنا هذا جزءاً من دين الشيعة, وما هي إلا
([1]) "لمحات اجتماعية من تاريخ العراق" (1/51)، "هكذا تكلم علي شريعتي" لفاضل رسول.

([2]) هي فرقة( المفوضة) وهي فرقة منحرفة كانت تقول: إن الله خلق روح علي رضي الله عنه وأولاده، وفوض العالم إليهم فخلقوا الأرض والسماوات. انظر: د. كامل الشيبي "الصلة بين التصوف والتشيع" (ص156)، وهذه الفرقة كانت الإمامية تحاربها ا في القرن الرابع للهجرة عنما أضافت (أشهد أن علياً ولي الله)، للأذان فحارب ذلك علماء الشيعة كلهم، وقد كتب أحد الأفاضل علاء الدين البصير كتابا قيما سماه "الشهادة الثالثة في الأذان حقيقة أم افتراء"، مكتبة الرضوان، البحيرة، 2005م.

([3]) علي الوردي، "لمحات اجتماعية" (2/159).












طريقة لتميّز الشيعة عن غيرهم، و قدأشاعها الشاه إسماعيل فأصبحت من مستلزمات المذهب الدينية.
5- ضرورة الدفن في النجف، فقد كان يؤتى بالجثث متعفنة من إيران لبعد الطريق وصعوبة التنقّل من أجل الدفن في النجف، واشتغل لذلك تجار إيرانيين لنقل الجثث بعد تجفيفها وفصل العظام عن اللحم, ومثّل بالإنسان الشيعي ميتاً كي يوصل إلى مقبرة النجف بعد استحداث هذه البدعة، وإلى يومنا هذا سرت هذه البدعة حتى أصبحت من بدهيات شيعة العراق الدفن بالنجف.
6- تغيير اتجاه القبلة في مساجد إيران باعتبارأنّ قبلة أهل السُنة خاطئة، ومن ثم أصبح الشيعة -وإلى يومنا هذا- يصلّون منحرفين عن القبلة الأصلية لأهل السُنة.
7- أجاز علماءهم السجود للإنسان وهذه ابتدعها الشاه إسماعيل للقزلباشية، فقد كان يسجد له، واليوم يكرّم السادة والعلماء بشكل مغال فيه، وأما السجود فقد انتشر بين شيعة البهرة "الإسماعيلية"، ولكن كل الشيعة يسجدون للقبور ولو بخلاف القبلة,بدعوى أنه سجود تكبير.
8- إجراء مرتبات ضخمة لعلماء الدين الشيعة ومنحهم إقطاعات وقرى زراعية وأوقاف خاصة، كي يستطيعوا أن يفتوا للسلطان ما يشاء.
وهكذا برزت فكرة جمع المال للعلماء, وعلماء الحوزة اليوم كلهم من أغنى الناس، فمؤسسة الخوئي في لندن تملك الملايين من الدولارات وقيل أكثر، وهذا الخميني عندما كان بالعراق كانت ثروته هائلة جداً، حتى إنه عندما رحل من العراق إلى فرنسا للإقامة حول مبالغ طائلة، واليوم يمتلك الحكيم "عبد العزيز" ومقتدى وغيرهم الملايين، وهذه بدعة فارسية أشار لها شاعر الشيعة أحمد الصافي النجفي عندما أحس بثراء علماء الدين الشيعة فقال:
عجبت لقوم شحذهم باسم دينهـم *** وكيف يسوغ الشحذ للرجل الشهم
لئن كان تحصيل العلوم مسوِّغــاً *** لذاك فإن الجهل خير مـــن العلم
لئن أوجب الله الزكــاة فلم تكن *** لتعطى بذل بل لتؤخذ بالـــرغم





أتانا بها أبناء سـاسـان([1]) حــرفة *** ولم تكن في أبناء يعـــرب من قدم

وهكذا استطاع الشاه إسماعيل جعل إثراء العلماء ديناً بعد أن كنا نقرأ عن زهد علي رضي الله عنه وآل البيت، فاليوم أصبح أغنى الناس السادة([2]).
هذه بعض مستجدات ومستحدثات الشاه إسماعيل، وللمزيد راجع بعض المراجع لذلك([3]).
وصدق المستشرق دوايت رونلدسن في كتابه المعروف "عقيدة الشيعة"(58) والذي عاش في إيران (16) سنة حين يقول:بتلازم عقائد الغلو والتكفير مع العصر الصفوي
عصر ابنه الشاه طهماسب
تولى العرش الصفوي بعد وفاة أبيه وعمره (11سنة) وذلك سنة (930هـ/1524م)، لذلك فإنّ القزلباشية هم من حكم الدولة.
استغل الأوزبكيون "السُنة" ذلك وهجموا على خراسان واستولوا عليها سنة (933هـ)وهزمت قواد طهماسب، ولكنه سنة (935هـ) استطاع أن يعيدها .
وأقام الشاه طهماسب حلفاً (إيرانياً-أوروبياً)، ضد العثمانيين، فأرسل السفراء إلى ملك المجر، وإمبراطور النمسا (شارل السابع)، وهذا الحلف الدافع له هو ظهور السلطان سليمان القانوني سنة (1525م) ويومها ذعر البلاط الإيراني للدولة الصفوية وبدأ بتحريض الشيعة في بلاد تركيا ضد الدولة العثمانية.

([1]) يقصد أبناء الفرس نسبة على الدولة الساسانية، فها هو الشاعر يعرف أنها بدعة فارسية إيرانية صفوية.

([2]) مصطلح يطلقه الشيعة على من ينتمي لآل البيت.

([3]) انظر: علي الوردي، "لمحات اجتماعية، الجابري، علي حسين: "الفكر السلفي عند الشيعة الاثنى عشرية"، عويدات، 1977. بهرام، جوبينة: "المتآمرون" كتاب إيراني مترجم، 1981. فيشر، مايكل: "إيران من الصراع الديني إلى الثورة"، جامعة هارفارد، أمريكا، 1980. بروكلمان: "تاريخ الشعوب الإسلامية".


وفعلاً تمّ ذلك، ففي سنة (1526م) في منطقة يوزغاد قام الشيعي "بابا ذو النون" بتمرد من (3-4) آلاف شيعي , وسيطر على المنطقة وفرض الجزية وهزم بعض القواد العثمانيين إلى أن قمعها السلطان سليمان ودمر التمرد([1]).
وأكبر من ذلك تمرد في منطقة (قونية) "مرعش" جنوب تركيا حالياً، بقيادة "قلندرجلبي" ومعه (30) ألف شيعي، وقاموا بقتل السُنة وكان شعاره في قتل السنة: "من قتل مسلماً سُنياً ويعتدي على امرأة سُنية يكون بهذا قد حاز أكبر الثواب"([2]). واستطاعوا في البداية قتل قواد أتراك كبهرام باشا، ولكن السلطان أرسل الصدر الأعظم إبراهيم باشا فقتلهم وقضى على تمردهم([3]).
وكان سليمان يخطط لجهاد أوروبا وفتحها وتم له بعض ذلك.
عودة إلى طهماسب والعراق، فعندما خسر الشاه إسماعيل في موقعة "جالديران" ضعف نفوذه في العراق, لكن التجار الإيرانيين استمروا بالدخول والخروج إلى العراق؛لأن الحكم ظل للصفويين, إلى أن حكمها العراق حاكم من منطقةكردية إيرانية يدعى "ذو الفقار" وذلك سنة( 930هـ) مستغلا وفاة الشاه إسماعيل, ولكنه لم يتبع لطهماسب، وحكم العراق وحاول أن يعلن ولائه للعثمانيين، فهاجم طهماسب بغداد ولم يفلح، و استخدم الغدر، فأغرى أخوة ذو الفقار بقتله فقتلوه وسلموا الشاه بغداد بل والعراق، فعين عليها ضابط لكل
([1]) مدينة "بوزغاد" وتسمى الآن "بوزغات" شرقي العاصمة أنقرة.

([2]) قام بهذه الأعمال في العراق "جيش المهدي"عندما اختطف نساء سُنيات واغتصبهن ,هؤلاء هم أتباع أهل البيت كما يسمون أنفسهم قديما وحديثا.

([3]) د. محمد حرب: "العثمانيون في التاريخ والحضارة" (ص91). وليأخذ المسلمون العبرة، فكل تواجد شيعي هو بؤرة للتحرك بيد المركز (إيران)، فمن حرك حزب الله في لبنان؟ ومن يحرك شيعة العراق اليوم؟ ومن يحرك شيعة البحرين، وشيعة السعودية، والحوثي في صعدة باليمن، من يمده؟ أليس حزب الله والأموال الإيرانية. وكل تحركات الأفراد الشيعة في مصر وبلاد إفريقيا. فها هو التاريخ يعيد نفسه، وولاء كل شيعة العالم لدولتهم الصفوية الجديدة، ومن لم يفهم هذه الحقيقة من الإسلاميين الجدد الذين لم يفهموا الحقائق العقدية لأهل السُنة وتحذيرهم من الشيعة، ولم يأخذوا العبرةمن التاريخ، بل إن أقسم-ولست بحانث- لإن قلت : إن قيادات إسلامية ودعاة من كل التوجهات الإسلامية لم يعرفوا حرفاً واحداً عن الدولة الصفوية ومؤامراتها على العالم الإسلامي، فالله المستعان.


ولاية في العراق، ورجع طهماسب إلى عاصمته قزوين([1]). لكن أهالي بغداد هرعوا يراسلون السلطان سليمان القانوني -فأهل بغداد سُنة ولم ينسوا ما فعله به الشاه إسماعيل -كي يخلصهم مما حلّ بهم وما سيحل تحت الحكم الصفوي.
استعدّ السلطان سليمان القانوني لاستعادة مدينة بغداد، وأرسل رسائل تهدد طهماسب, فذُعر البلاط الإيراني, وراسلوا ملك هنغارية كي يعاونهم ضد العثمانيين، لكن سليمان القانوني رد على طهماسب بإعدم كل الأسرى الإيرانيين الشيعة؛كي يثخن في الأرض ويرهب الشاه طماسب.
فتحرك الهنغاريون فوجه السلطان الجيش العثماني لهم أولاً، ووجه مجموعة من ضباطه إلى تبريز لاستعادتها واستعادة من تمرد من أصحاب الولايات. ودخلوا تبريز دون دم وسيطروا على عموم أذربيجان.
توجه السلطان سليمان بعد ذلك إلى بغداد، وانهزم واليها التابع لطهماسب ودخل سليمان القانوني بغداد فاتحاً وفتح العراق وتبع للدولة العثمانية، وأعاد قبر أبي حنيفة ورفاته وبناه من جديد، وقيل إنهم وجدوا رفاة أبو حنيفة كاملاً في كفنه، وأعيد إلى قبره وبنى عليه قبة، ولكن السلطان زار قبر موسى الكاظم، وزار كربلاء والنجف وأنقذ مدينة كربلاء من الفيضان وبنى سدوداً.
ثم رجع وخلُص جميع العراق له بل حتى البحرين والقطيف([2]). كل ذلك كان سنة (941هـ/1534م) وهكذا تخلص العراق من كابوس الصفويين بعد أن جثم عليهم (27) سنة([3])$، وسيطر نهائياً على تبريز سنة (944هـ) ونقلت عاصمة الصفويين إلى قزوين.
تعب طهماسب عسكرياً لذا طلب الصلح من العثمانيين ووقعت معاهدة "أماسيه" سنة (961هـ/1555م).

([1]) "أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث" المستر ستيفن لونكريك (ص35).

([2]) المصدر السابق (35-41).

([3]) وسيتخلص بإذن الله أهل العراق من الكابوس الصفوي الجديد مهما طال الزمان ,وكثر الطغيان ,وإن للباطل جولة وللحق جولات.




بعدها حاول طهماسب إقامة علاقات مع إنكلترا، وفكرت إنكلترا بدخول أرض الصفويين فأرسلت تاجراً يحمل رسائل من الملكة اليزابيث الأولى ولكنه في الحقيقة جاسوساً وذلك سنة (965هـ/1558م).
كان طهماسب محباً للعبث والشراب والطرب، وكانت دول أوروبا تذهب إليه لتحريضه على العثمانيين كما فعل سفير فينسيا، بيد أن طهماسب كان همه المال والنساء وفسدت بلاده وكثرت الرشوة حتى قيل أنه مات مسموماً من إحدى زوجاته([1]).

وأهم ما يميز فترة الشاه طهماسب:
استدعاءه لعالم شيعي معروف من لبنان وهو( نورالدين علي بن عبد العالي الكركي)([2])،هذا العالم السيئ ,ولا أقول ذلك مبالغة فقد لقيت أفكاره معارضة شديدة من الشيعة فممن عارضه :الشهيد الثاني (911-966ه),والمقدس الأردبيلي(993ه),وإبراهيم القطيفي ,والملا محمد أمين الأستربادي, والملا محمد طاهر القمي, وغيرهم ([3])؛ولكن الكركي مضى وبرر كل أفعال الصفويين السيئة وألف لهم كتباً تؤيد ما استحدثوه، فألف كتاباً في التربة الحسينية، وجواز السجود للإنسان، وألف كتاباً يؤيد السب والشتم للصحابة بعنوان: "نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت"؛ أي أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وكان يفضّل لعن الصحابة على التسبيح لله. وألف رسالة في تغيير القبلة؛ لذا سماه خصومه الشيعة بأنه "مخترع الشيعة"؛ لأنه ابتدع وبرر أفعال الصفويين الشنيعة كلّها.
وأخطر من ذلك كلّه أنه جعل صاحب الدولة الصفوية (نائب الإمام الغائب)بالوكالة([4]). فكان ذلك أول تمهيد لنظرية "ولاية الفقيه"، والكركي ذهب أيام الشاه
([1]) إيران دراسة عامة" د. محمد وصفي أبو مغلي (ص149).

([2]) ومع ذلك يفتخر به علماء لبنان الشيعةبأنه هو من نشر التشيع في إيران ,وانظر "جبل عامل في التاريخ",محمد تقي الفقيه(109),دار الأضواء ,لبنان.

([3]) "تطور الفكر الشيعي"أحمد الكاتب,دار الشورى,(385).

([4]) "التشيع بين مفهوم الأئمة والمفهوم الفارسي"، محمد البنداري، دار عمار (ص62).




إسماعيل سنة( 916هـ) إلى إيران واطّلع على الأوضاع ثم رجع إلى النجف ليدرس الحالة الجديدة، فعقيدة الشيعة تقول بالتقية وعدم الجهاد إلى ظهور المهدي، والحالة الجديدة في إيران تخالف المعتقد فلا بدّ من نظرية جديدة, فاخترع "نيابة عامة للفقهاء" عن الإمام المهدي، ولكنها ليست للشاه، ورأى طهماسب أن يجلب الكركي لتكون السلطة للفقهاء التابعين له، ويبعد القزلباشية الذين تحكّموا به صغيراً، لذلك سلم طهماسب الحكم للكركي، والكركي أجازه شكلياً لطهماسب ، ولكن القزلباشية سممت الكركي فمات مسموماً سنة (940هـ)([1])؛وهكذا هم علماء الشيعة يبتدعون ويشرعون ما يشتهي الحكام وأهوائهم ,وصدق الله سبحانه حين يقول : (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله)([2]).

الشاه إسماعيل الثاني
مات الشاه طهماسب مسموماً وحدث صراعاً حول العرش حتى وصل إلى إسماعيل ابنه وكان أبوه قد سجنه مدة (25سنة)، فأخرج، وأول ما قام به قتل أخوته واحداً بعد الآخر، وقتل حاشية القصر بدموية وسمل عيونهم, هكذا نقل, وقيل إن هذه الإشاعات أطلقت عليه لأنه حاول إرجاع إيران إلى المذهب السني.
ولكنه لم يدم طويلاً فبعد مدة دخل عليه جماعة وقتلوه سنة (985هـ)، وقيل إنه أبعد العلماء ولم يعترف بـ "نيابة الفقهاء" وأن العلماء كانوا يلعبون بأبيه، فاتهمه العلماء بأنه أصبح سُنياً وقتلوه. والبعض يؤكد أنه تحول إلى سني فقتل([3]).

([1]) "تطور الفكر السياسي الشيعي"، أحمد الكاتب، دار الشورى، (ص379-382).

([2]) كما فعل السيستاني للأمريكان وافتى بعدم قتالهم , وأفتى بفتاوى تتلائم مع المصلحة الشيعية الأمريكية ,وقد كشف ذلك بريمر في مذكراته.

([3]) المصدر السابق (ص382)، و"تاريخ إيران زمين" (272-273). وذكر البعض أن اتهامه بسفك الدم لم يكن حقيقياً بل اتهام لأنه غير مذهبه إلى السنة.




الشاه محمد خدابنده


وهو ابن طهماسب جلس على العرش سنة (985هـ)، وكان ضعيف البصر لدرجة العمى، ولكنه كان جبّاراً، فقد قتل أخته (بريخان) لما لها من نفوذ عالي في القصر، كما قتل أخواله، وحتى أطفال أخيه إسماعيل الثاني، وحصل قتال بينه وبين العثمانيين زمن السلطان مراد الثالث، وحاول القزلباشية التلاعب بالحكم ووضع حاكم يناسبهم، ولكن ابنه عباس وكان عمره (17) سنة فطن لذلك فجمع جيشاً كبيراً من القبائل وخلع أبوه سنة (955هـ/1587م)([1]).

عهد الشاه عباس الكبير
كان الشاه عباس على صغره رجلاً صاحب دهاء ومكر، وكل شيء يفعله غايته تبرر وسيلته، فقام بقتل مربيه وخير قواده، ومدة حكمه كانت (42سنة)، من سنة (996هـ - 1038هـ) (1587-1628م)، وكان أول ما قام به معاهدة صلح مع العثمانيين سلّم مدناً كثيرة متنازلاً للعثمانيين. كما شرط عليه إيقاف لعن الخلفاء الراشدين الثلاثة، والذي كان معمولاً به في إيران فقبل. وأبقى ابن أخيه رهينة عند العثمانيين فوافق على كل الشروط([2]).
كان الأوزبكيون السُنة قد استولوا على خراسان وعلى مدينتي مشهد وسبزوار سنة (1002هـ)، ولكن مات ملك الأوزبك عبد الله خان وقتل أخوه عبد المؤمن فهاجمهم الشاه عباس في مدينة هراة وطردهم من المنطقة سنة (1006هـ).
بعد ذلك اتصل الشاه عباس ببريطانيا لترسل له خبراء أسلحة, ورحبت بريطانيا بذلك فأرسلت له "السير أنطوني شيرلي" وأخوه السير "روبرت سيرلي"، واتفقوا على تكوين جيش جديد من حملة البنادق بدل الرماح والسيوف، كما أدخل المدفعية وبنى مصانع للسلاح، كما
([1]) "إيران دراسة عامة" (149-250).

([2]) "تاريخ إيران زمين"، د. محمود جواد مشكور (ص275).


إنه كون قبيلة سماها "شاهسون" أي أصدقاء الملك وهو تجمّع على أساس الولاء للملك لا على أساس القربى والنسب([1]).
كما إنه ساعد الإنكليز في إضعاف النفوذ الهولندي في الخليج العربي، وإبداله بالنفوذ الإنكليزي، واشتركا معاً بجيوش لتنفيذ هذه المهمة واستمرت حروبهم حتى سنة (1034هـ).
أما حروب الشاه عباس ضد العثمانيين فبدأت عندما شعر الشاه بقوته، شرع بإرجاع ما أعطاه لهم في معاهدته مثل مدينة "تبريز" كما إنه حاول احتلال منطقتي "شروان وديار بكر"، ثم توجه أخيراً إلى بغداد([2]).
والشاه عباس كان طائفياً بشكل جلي، وأشنع ما أراد فعله أنه حاول أن يقنع الإيرانيين بالتخلّي عن الذهاب إلى مكة لأداء فريضة الحج والاكتفاء بزيارة قبر الإمام الثامن علي بن موسى الرضا في مدينة مشهد؛ لأن الواجب القومي يحتّم عدم السفر عبر الأراضي العثمانية ودفع رسم العبور، وكان يحث رجال الدين لتعظيم زيارة الرضا، كما إنه تردد مراراً لزيارته ومشى مرة على الأقدام إلى مدينة مشهد ويقال إنه مشى أكثر من (1300كم)([3]).
كم إنه عامل الأكراد السُنة معاملة سيئة، فقد طلب منهم الدخول في المذهب الشيعي فرفضوا مما أدى بالشاه عباس إلى قتلهم وشردهم إلى بلاد خراسان ليكونوا حاجزاً بينه وبين الأوزبك، وقد قتل في أيام (70ألف كردي)، ورحّل (15000) عائلة كردية([4]).

([1]) "تاريخ إيران"، سايكس (2/271)، و"إيران دراسة عامة" (ص252).

([2]) "خليج فارس در عصر استعمار"، وادالا، ترجمة شفيع جوادي (42-43)، و"تاريخ إيران زمين" (277).

([3]) "الشاه عباس الكبير" د. بديع محمد جمعة (101-102).

([4]) "خلاصة تاريخ الكرد وكردستان من أقـدم العصور التاريخية حتى الآن"، محمد أمين زكي، ترجمة محمد علي عوني، 1936م، (207، 208، 211). (History of Persiav`vol 11, P 174). وفي ذلك عبرة للأكراد وخاصة أكراد العراق، فقد صمد أجدادهم على المذهب وفعل الشاه عباس ما فعل، فهو يحاربهم من أجل المذهب، واليوم تعاون قادة أكراد العراق (الطالباني-البارزاني) مع الشيعة واطمئنوا لإيران، ولن ترحمهم إذا انتهت من سُنة العراق، فهم على أي حال سُنة، والعاقل من اتعظ بغيره.




































__________________
قال الله تعالى:وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ .أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ



رد مع اقتباس