عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2011-11-08, 03:38 PM
الاسيف الاسيف غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-07-17
المكان: طرابلس
المشاركات: 887
منقول بشرى المشتاق في إثبات صفة الساق






بشرى المشتاق في إثبات صفة الساق:


الحمد لله وكفي والصلاة والسلام على المصطفى ثم بعد ‏‎:‎
هذا بحث جمعته حول (إثبات صفة الساق) وقد قسمته إلى عدة مباحث ‏‎:‎
المبحث الأول ‏‎:‎الأدلة في إثبات صفة الساق.‏
المبحث الثاني ‏‎:‎ما يستفاد من تلك النصوص
المبحث الثالث ‏‎:‎‏ كشف الشبهات ورد الإعتراضات



المبحث الأول ‏‎:‎الأدلة في إثبات صفة الساق:

قال الله تعالى((يوم يكشف عن ساق ويدعون الي السجود فلا يستطيعون‏)){ القلم : 42 }‏
وهذه الآية يفسرها ماجاء في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعد حيث طويل( فيأتيهم الجبَّار في ‏صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا ، فلا يكلمه إلا الأنبياء . فيقولون ‏هل بينكم وبينه آية تعرفونه ؟ فيقولون الساق . فيكشف عن ساقه فيسجد له كل مؤمن)).‏‎ (أخرجه البخاري ‏في التفسير (4919)، وفي التوحيد (7439)، من حديث أبي سعيد الخدري‎ ‎رضي الله ‏عنه)‎
فتبين من هذا الحديث أن الساق مضافة لله تعالى فهي صفة من صفاته جلا جلاله .‏
قال الإمام الشوكاني رحمه الله ‏‎:‎‏ ((و قد أغننا الله سبحانه في تفسير الآية بما صح عن النبي صلى ‏الله عليه و آله و سلم‎ ‎كما عرفت و ذلك لا يستلزم تجسيماً و لا تشبيهاً فليس كمثله شيء‎
د عوا كل قول عند‎ ‎قول محمدٍ فما آمن في دينه كمخاطر))(1)‏

المبحث الثاني ‏‎:‎ما يستفاد من هذه النصوص؟

إعلم رحمك الله أن مذهب السلف في الصفات أنهم يجرونها على ظاهرها من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ‏‎:‎
قال الإمام أحمد – رحمه الله - : (لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به‎ ‎رسول الله صلى ‏الله عليه وسلم ؛ لا يتجاوز القرآن والحديث) [ ينظر: المسائل‎ ‎والرسائل المروية عن الإمام أحمد ‏ص( 116‏‎ ) ]‎
وقال الإمام الآجري‎ : ‎هذه من السنن التي يجب على المسلمين الإيمان ‏بها ولا يقال فيها‎ : ‎كيف؟ ولِمَ ؟ بل تستقبل بالتسليم والتصديق، وترك ‏النظر، كما قال من تقدَّم من أئمة‎ ‎المسلمين‎ )) ‎كتاب الشريعة للإمام ‏الآجري (ص 262‏‎) .‎
وقال الأوزاعي – رحمه الله -: (كنا – والتابعون متوافرون – نقول: إن الله فوق عرشه،‎ ‎ونؤمن بما ‏وردت به السنة من صفاته) [ ينظر: الأسماء والصفات للبيهقي ص( 408‏‎ )
‎وقال الإمام الشافعي ‏‏– رحمه الله - : (لله أسماء وصفات لا يسع أحد جهلها، فمن خالف‎ ‎بعد ثبوت الحجة عليه كفر ، وأما ‏قبل قيام الحجة فيعذر بالجهل) [ ينظر: مناقب‎ ‎الشافعي للبيهقي ( 1/412 )]‏
‏ وقال ابن عبد البر – رحمه الله -: (أهل السنة مجتمعون‎ ‎على الإقرار بالصفات الواردة كلها في ‏القرآن والسنة والإيمان بها وحملها على‎ ‎الحقيقة لا على المجاز؛ إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك، ‏وأما أهل البدع من‎ ‎الجهمية والمعتزلة والخوارج فينكرونها ولا يحملونها على الحقيقة ويزعمون أن ‏من أقر‎ ‎بها مشبه، وهم عند من أقر بها نافون للمعبود، والحق فيما قاله القائلون بما نطق به‏‎ ‎الكتاب ‏والسنة وهم أئمة الجماعة) [ ينظر: التمهيد لابن عبد البر ( 7/145 )]‏
‏ وقال‏‎ ‎شيخ الإسلام ابن تيمية: (ومذهب سلف الأمة وأئمتها أن يوصف الله بما وصف به نفسه ،‎ ‎وبما ‏وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم؛ من غير تحريف ولا تعطيل ، ومن غير تكييف‎ ‎ولا تمثيل ؛ ‏فلا يجوز نفي صفات الله التي وصف بها نفسه، ولا يجوز تمثيلها بصفات‎ ‎المخلوقين، بل هو ‏سبحانه: ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ‎ )[ ‎ينظر: مجموع الفتاوى ( 5/195‏‎ ) ]‎
وعلى هذا فإن صفة الساق قد وردت في السنة ووصف الله بها نفسه فلا يسعنا إلا إثباتها لله تعالى على الوجه ‏الذي يليق بجلاله من دون تمثيل ولا تكييف.‏
وقد ثبت هذا عن أبي هريرة رضي الله عنه:

قال السيوطي ـ رحمه الله ـ في الدر المثور : ( أخرج ابن مندة في الرد على الجهمية‎ ‎عن ‏أبي هريرة قال : قال الرسول صلى الله عليه و آله و سلم يوم يكشف عن ساق قال ‏يكشف‎ ‎الله عز وجل عن ساقه‎ )([‎‏2)‏

كما ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه:

وعن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ في قوله جل و عز " يوم يكشف عن ساق " قال : ‏عن‎ ‎ساقيه . قال أبو عبد الله : هكذا في قراءة ابن مسعود.(3)‏.


يتبع..
__________________
ساهموا أخوتي في نشر صفحتنا
(السُنــــــــة النبــــــــوية )
Facebook
Twitter
رد مع اقتباس