عرض مشاركة واحدة
  #62  
قديم 2013-10-16, 07:08 PM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

عاشراً والتي أضافها الخارجي مؤخراً وهي ادعاؤه أني أكذّب رسول الله وأصدق المتنبي والمعري
وقد قال الخارجي ذلك لأني استشهدت بقول الشاعر ((لكل داء دواء يستطب به ** إلا الحماقة أعيت من يداويها))، وهذا البيت لا أعرف من هو قائله، وقد بحثت في الشاملة فما وجدت أحداً نسبه للمتنبي ولا للمعري، فما علاقتهما بالموضوع؟
ثم هل الحماقة داء عارض أم صفة كريهة؟ تعال عزيزي القارئ اقرأ ما قاله ابن الجوزي في " أخبار الحمقى والمغفلين ":
((الباب الثاني
أن الحمق غريزة
عن إبي إسحاق قال: إذا بلغك أن غنياً افتقر فصدق، وإذ بلغك أن فقيراً استغنى فصدق، وإذا بلغك أن حياً مات فصدق، وإذا بلغك أن أحمق استفاد عقلاً فلا تصدق.
القاضي أبو يوسف يتكلم عن الحماقة
عن أبي يوسف القاضي قال: ثلاث، صدق باثنتين ولا تصدق بواحدة، إن قيل لك إن رجلاً كان معك فتوارى خلف حائط فمات فصدق، وإن قيل لك إن رجلاً فقيراً خرج إلى بلد فاستفاد مالاً فصدق، وإن قيل لك إن أحمق خرج إلى بلد فاستفاد عقلاً فلا تصدق.
عن الأوزاعي إنه يقول: بلغني أنه قيل لعيسى ابن مريم عليه السلام: يا روح الله إنك تحيي الموتى؟ قال: نعم بإذن الله. قيل وتبرىء الأكمة؟ قال: نعم بإذن الله. قيل: فما دواء الحمق؟ قال: هذا الذي أعياني، قال جعفر بن محمد: الأدب عند الأحمق كالماء في أصول الحنظل، كلما ازداد رياً زاد مرارة.
الحمق شر من الرعونة
قال المأمون: تدرون ما جرى بيني وبين أمير المؤمنين هرون الرشيد؟ كان لي إليه ذنب فدخلت مسلماً عليه، فقال: أغرب يا أحمق. فانصرفت مغضباً ولم أدخل إليه أياماًن فكتب إلي رقعة يقول: الخفيف:
ليت شعري وقد تمادى بك الهجـ ** ـر أمنك التفريط أم كان مني
إن تكن خنتنا فعنك عفا اللـ ** ـه وإن كنت خنتكم فاعف عني
فسرت إليه، فقال: إن كان الذنب لنا فقد استغفرناك، وإن كان لك فقد غفرناه. فقلت له: قلت له يا أحمق ولو قلت لي يا أرعن كان أسهل علي. فقال: ما الفرق بينهما؟ قلت له: الرعونة تتولد عن النساء فتلحق الرجل من طول صحبتهن، فإذا فارقهن، وصاحب فحول الرجال زالت عنه، وأما الحمق فإنه غريزة. وأنشد بعض الحكماء: الخفيف:
وعلاج الأبدان أيسر خطباً ** حين تعتل من علاج العقول)) ا.هـ
فالحماقة -كما ذكر ابن الجوزي- ليست داءاً مكتسباً وإنما غريزة، فما المانع حينها أن يكون الاستثناء في قول الشاعر ((لكل داء دواء يستطب به ** إلا الحماقة أعيت من يداويها))، ما المانع أن يكون هذا الاستثناء منقطعاً؟ بمعنى أن الحماقة ليست داءاً وإنما جاء الاستثناء لأن الحماقة من الصفات القبيحة؟
مثال الاستثناء المنقطع قوله تعالى وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ ، فإبليس من الجن وليس من الملائكة بدليل الآية، لذلك كان الاستثناء هنا منقطعاً.

يتبع إن شاء الله.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس