عرض مشاركة واحدة
  #89  
قديم 2015-12-21, 04:07 PM
محمد رفقى محمد رفقى غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2015-10-07
المكان: القاهرة
المشاركات: 96
افتراضي

[align=justify]تعقيب على الحوار مع المعارضين لسفور الوجه

لابد لنا من وقفة طويلة لكي نفهم معني الحجاب الذي فرض على نساء النبي صلي الله عليه وسلم بوجه خاص دون غيرهن من المؤمنات.إنه حجاب واحد فحسب وقد فرض بصورة جلية لا مجال للتأويل فيها , حجاب واحد هو حجب أشخاصهن عن الرؤية :{فاسألوهن من وراء حجاب} أما أصواتهن فلم تحجب , وكذلك أصوات الرجال لم تحجب عنهن , أي أن التعامل مع الرجال يتم لكن من وراء حجاب.وأما تحركاتهن فلم تمنع , فكان الرسول يصحبهن في أسفاره.وأما نشاطهن فلم يُحْظَر , سواء أكان نشاطا تعبديا أو اجتماعيا أو سياسيا.وفوق ذلك كله لم يقف اهتمامهن بالعالم الخارجي , وظلت منافذ الاطلاع علي العالم الخارجي متوافرة , وظل تعاملهن مع العالم الخارجي نشيطا.

أما المسلمون في عصور الانحطاط الطويلة جعلوا من هذا الحجاب الذي فرض على نساء النبي صلى الله عليه وسلم دون نسائهم حجبا كثيفة متراكمة بعضها فوق بعض. ولو أنهم اقتصروا على ستر وجه المرأة المسلمة بنقاب يظهر العينين ومحجريهما لقلنا أمر كان من عادات بعض النساء في الجاهلية وأقره رسول الله , ولكنهم ستروه بغطاء يخفي وجهها كله بصورة غريبة أحيانا وبصورة منفرة أحيانا.

ويا ليتهم ستروا وجهها فقط ولم يحجبوا صوتها , وهذا على رغم الإباحة الواردة في قوله تعالى {وقلن قولا معروفا}

ويا ليتهم ستروا وجهها فقط ولم يحجبوها عن المسجد , وهذا على رغم قول الرسول (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) وعلى رغم حضور صحابيات كريمات صلاة الفريضة وصلاة التراويح وصلاة الكسوف وصلاة الجنازة في مسجد رسول الله.

ويا ليتهم ستروا وجهها ولم يحجبوها عن الاحتفال بالعيد , وهذا على رغم الحديث الشريف (أمرنا نبينا أن نخرج العواتق وذوات الخدور ...ليشهدن الخير ودعوة المسلمين)

ويا ليتهم ستروا وجهها ولم يحجبوها عن المحاضرات والندوات , وهذا على رغم الحديث الشريف (جاءت امرأة إلى رسول الله فقالت : يارسول الله ذهب الرجال بحديثك ( وفي رواية : غلبنا عليك الرجال ) فاجعل لنا من نفسك يوما نأتيك فيه تعلمنا مما علمك الله , فقال: اجتمعن يوم كذا و كذا في مكان كذا وكذا)

ويا ليتهم ستروا وجهها ولم يحجبوها عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وهذا على رغم قول أم الدرداء لعبد الملك بن مروان : لعنت خادمك ورسول الله يقول : لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة.

ويا ليتهم ستروا وجهها ولم يحجبوها عن العمل لكسب عيشها عند الحاجة , وهذا على رغم قول الرسول للمرأة في فترة العدة : جدي نخلك فإنك عسي أن تصدقي أو تفعلي معروفا.

ويا ليتهم ستروا وجهها ولم يحجبوها عن الإسهام في الجهاد بتضميد الجرحي وسقي العطشي ثم بالقتال يوم تدعو الحاجة , وهذا رغم ما هو معروف من إسهام الصحابيات في عدة غزوات.

ويا ليتهم ستروا وجهها ولم يحجبوها عن النشاط الاجتماعي السياسي , وهذا على رغم ماهو ثابت من أن أم شريك كانت تفتح بيتها للضيفان ومن أن بعض النساء قد شهدن بيعة العقبة قبل الهجرة كما بايع كثير منهن رسول الله بعد الهجرة وعلي رغم قول رسول الله : (قد أجرنا من أجرت يا أم هانيء)

ويا ليتهم ستروا وجهها عن الناس جميعا ولم يحجبوها عمن جاء يخطبها , وذلك علي رغم قول الرسول للخاطب : (...فاذهب فانظر إليها)

ويا ليتهم ستروا وجهها ولم يحجبوا وصف مظهرها الخارجي وكأن هو الآخر عورة ينبغي ستره مخافة أن يفتن الرجال بذكره , رغم ما "ورد في السنة :"سفعاء الخدين" , " بيضاء" , "وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة" , "ووقعت في سهم دحية امرأة جميلة.

ويا ليتهم ستروا وجهها ولم يحجبوا أخبارها وكأن أخبارها عورة كوجهها فينبغي سترها وذلك , رغم ورود أخبار النساء في القرآن والسنة ففي القرآن أخبار امرأة العزيز وصواحبها وفي السنة كثير من أخبار أزواج النبي صلي الله عليه وسلم وكذلك أخبار عدد ليس بالقليل من الصحابيات كخبر أم سليم حين تجملت وتهيأت لزوجها يوم وفاة ولدها , وخبر أسماء بنت أبي بكر وحسن حيلتها مراعاة منها لغيرة زوجها , وخبر أسماء بنت عميس وشجاعتها في مواجة عمر بن الخطاب.

ويا ليتهم ستروا وجهها ولم يحجبوا اسمها مخافة أن يفوح من ذكره ريح الجنس , وهذا على رغم قول تعالى :{ومريم ابنة عمران} وقول رسوله (دخلت علي عائشة) (وقلت لحفصة) (وهذه صفية).

لابد إذن من تحرير الخلاف كما يقول الفقهاء أي لابد من تحديد القضية التي يدور حولها الصراع , ذلك الصراع المرير. القضية ليست هي ستر الوجه أو سفوره بل القضية أكبر من ذلك , هي حجب هذا الإنسان عن العالم وحرمانه الخبرة والوعي , وتجهيله و"تحديد إقامته" , وحرمان المجتمع من خير يمكن أن تؤديه المرأة , إضافة إلي مهمتها الأساسية في رعاية بيتها وحسن تبعُّلها. القضية هي تحرير المرأة المسلمة لتمارس حياتها كاملة وتتفاعل مع الحياة الجادة الخيرة. وما سفور الوجه غير عامل مساعد في هذا التحرير.
[/align]
__________________
الشريعة الإسلامية في تقريرها لمعالم لباس المرأة وزينتها
إنما تبتغي تكريم المرأة المسلمة وصيانتها

رد مع اقتباس