[أبو جهاد الأنصاري]

من هو أول منكر للسنة؟

مقدمة:
المناظرات العقائدية وسيلة لإظهار الحق وإبطال الباطل. وهى من الشرع. والقرآن الكريم يزخر بمثل هذه المناظرات بين أهل الحق وأهل الباطل. فهناك – على سبيل المثال – مناظرة سيدنا إبراهيم مع الطاغية ، وسيدنا موسى مع فرعون.
ولابد أن تنتهى المناظرة بواحدة من اثنتين : إقناع أو إقطاع.

إقناع بمعنى إقناع الطرف المخالف ، عند إظهار الحق ، له ، بدليله. والإقطاع بمعنى أن الطرف المخالف يعجز عن استكمال المناظرة ويتوقف.

وتنبنى تقنية صناعة المناظرة على توجيه سؤال أو عدة أسئلة للخصم يعجز عن ردها ، أو تقديم خيارات كإجابة للسؤال ، وجميع هذه الخيارات تثبت صحة طرف على طرف.

مثال هذا مع منكرى السنة بخصوص حجية السنة هذا السؤال:

من هو أول منكر للسنة فى تاريخ الإسلام؟

هذا سؤال تكتيكى. الهدف منه إثبات حجية السنة بأسلوب جديد. وعندما توجه هذا السؤال لمنكر للسنة فسوف يتوقف ويعجز عن الإجابة تماماً. لأن أى إجابة سيقدمها سوف تنقض مذهبه وتثبت حجية السنة النبوية فى التشريع.

وقبل أن أستطرد أود الإشارة إلى هذا الموضوع:
http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?p=53125

والذى بينت فيه تاريخ إنكار السنة فى الإسلام.

أما فى المقال الذى نقرأ سطوره الآن ، فإن الأمر مختلف ، فلست أهدف منه إلى العرض التاريخى بقدر المحاجة وإثبات بطلان الآخر.

وبمراجعة ردود أحد منكرى السنة الذين كانا متواجدين فى ذلك الحوار ، وهروب الآخر وعجزه عن الإجابة يتبين صحة ما ذكرته أن منكرى السنة لن يجيدوا إجابة هذا السؤال.

وهذا السؤال يثبت حجية السنة بطريقين:


الأول : إبراز وجود فجوة تاريخية سحيقة بين منكرى السنة الذين يعيشون فى القرن الخامس عشر الهجرى ، وبين النبى – صلى الله عليه وسلم - .

وأشير هنا إلى نقطة مهمة – تستحق الذكر – مفادها أن منكرى السنة دائماً ينقمون على قضية جمع السنة أنها جاءت متأخرة عن حياة النبى – صلى الله عليه وسلم – بقرنين من الزمان!!

ورغم بطلان هذه الشبهة والتى سبق أن دفعناها بالعديد من الأدلة الدامغة ، فإن منكرى السنة يسقطون فى أسوأ مما كانوا يحترزون منه!!

فلو اقترضنا صحة زعمهم بأن السنة جمعت بعد النبى – صلى الله عليه وسلم – بقرنين ، فإننا نقول لهم ، وعلى مبدأهم – بأن إنكار السنة جاء بفاصل زمنى يبلغ سبعة أضعاف ما ينقمونه على جمع السنة!!

فإذا أجاب المنكر للسنة بأن أول منكر للسنة هو جمال البنا أو أحمد صبحى منصور أو أحمد شحرور أو محمد أركون أو أياً من هذه الأسماء مثلاً ، أو حتى لو ذكر أحمد برويز أو عبد الله جكرالوى وهم من كبار اساطين منكرى السنة حديثاً ـ فإننا على الفور نثبت وجود ذلك الفاصل الزمنى السحيق بين النبى – صلى الله عليه وسلم – وبين منكرى السنة والذى يثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن هذا المنهج الفاسد هو منهج غير إسلامى وغير مسنود إلى النبى – صلى الله عليه وسلم – بل هو منهج لقيط!!!

ولو أجاب المنكر للسنة بإجابة أخرى تفيد أن أول منكر للسنة فى التاريخ الإسلامى كان هو فلان ابن فلان الذى عاش فى قرن كذا فهذا سيكون حجة أخرى عليه بناءً على الطريق الثانى.

الثانى : وهذا يستلزم أن يسند المنكر للسنة إجابته عن أول منكر للسنة والذى يعيش فى قرون سابقة ، يجب أن يسندها بدليل صدقها. وفى هذه الحالة سنجد منكر السنة مضطراً أن يلجأ إلى الإسناد فى إثبات صحة رواية ، وما أدراك ما الإسناد؟؟!! إنه العدو اللدود لمنكرى السنة.

فهم دائماً يشككون فى صحة الإسناد بل إن منهم من ينفى اعتقاد صحة الإسناد إلى النبى – صلى الله عليه وسلم - .
وماذا عسى يفعله المنكر للسنة عند إجابة هذا السؤال ؟؟

ألن يهرع إلى كتب أهل السنة ليراجع منها ويقرأ ويتعلم ويعرف من هو أول منكر للسنة ثم يأتينا ليجيب !!!
وهنا نقول له : لماذا احتججت بكتب أهل السنة فى إجابة هذا السؤال بينما لم تحتج باصح كتبهم التى جمعت السنة؟؟؟؟

وهنا نثبت وقوعهم فى التناقض.
وأما إذا لم يفعلوا ولن يفعلوا فهنا نقول وبكل فخر :
بئس مذهباً ، ذلك الذى يسقط من سؤال واحد.

والحمد لله رب العالمين