عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2014-02-17, 08:00 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

ولما أسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يقربه ويدنيه لمعرفته وشجاعته

سنة8هــ : ذات السلاسل :

ثم بعد إسلامه بنفس السنة أمّره النبي صل الله عليه و سلم على بعض الجيش، وجهزه للغزو الى ذات السلاسل و أمده بأبي بكر و عُمَر . قال الذهبي : ((صح عن أبي عثمان النهدي، عن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على جيش دات السلاسل، وفيهم أبو بكر وعمر)) . أخرجه البخاري: 7 / 18، 19، في الفضائل، و 8 / 59، 60 في المغازي، ومسلم (2384)، وهو في " ابن عساكر " 13 / 255 / آ

وغزوة ذات السلاسل كانت في جمادى الآخرة سنة8هـ ، وهي وراء وادي القرى، وبينها وبين المدينة عشرة أيام، وقد نزلوا على ماء لجذام، يقال له: "السلسل" فيما قال ابن إسحاق، ولذلك سميت ذات السلاسل

قال الذهبي : ((قال الثوري: عن إبراهيم بن مهاجر، عن إبراهيم النخعي قال: عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء لعمرو على أبي بكر وعمر وسراة أصحابه . قال الثوري : أراه قال: في غزوة ذات السلاسل))

خبر غزوة ذات السلاسل بالتفصيل :

قال ابن عبد الحكم : ((حديث موسى بن علي عن أبيه عن عمرو بن العاص أنه قال بعث إلي رسول الله فقال : "خذ عليك ثيابك وسلاحك" ، فأخذت علي ثيابي وسلاحي ثم أقبلت إلى رسول الله فوجدته يتوضأ فصوب في النظر ثم طأطأه ثم قال لي : "يا عمرو إني أريد أن أبعثك على جيش يغنمك الله ويسلمك وأرغب لك رغبة من المال صالحة" ، فقلت : والله يا رسول الله ما أسلمت للمال ولكن أسلمت رغبة في الإسلام وأن أكون معك ، فقال : يا عمرو نعم المال الصالح للرجل الصالح . حدثناه عبدالله بن صالح)) كما اخرجه احمد 4 / 197 و 202 بسند حسن و عنده : ((نعما بالمال الصالح المرء الصالح)) . و اخرجه الذهبي ايضا والبخاري بالادب المفرد(299) من طرق عن موسى بن علي، عن أبيه، عن عمرو بن العاص، وهذا سند صحيح، وصححه ابن حبان (1089) والحاكم 2 / 2، ووافقه الذهبيو ذكره ابن عساكر " 13 / 253 / ب"

قال ابن عبد البر : ((وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على سرية نحو الشام وقال له يا عمرو إنى أريد أن أبعثك فى جيش يسلمك الله ويغنمك وأرغب لك من المال رغبة صالحة فبعثه إلى أخوال أبيه العاص بن وائل من بلى يدعوهم إلى الإسلام ويستنفرهم إلى الجهاد فشخص عمرو إلى ذلك الوجه فكان قدومه إلى المدينة فى صفر سنة ثمان ووجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم فى جمادى الآخرة سنة ثمان فيما ذكره الواقدى وغيره إلى السلاسل من بلاد قضاعة فى ثلاثمائة وكانت أم والد عمرو من بلى فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض بلى وعذرة يستألفهم بذلك ويدعوهم إلى الإسلام فسار حتى إذا كان على ماء بأرض جذام يقال له السلاسل وبذلك سميت تلك الغزوة ذات السلاسل فخاف فكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من تلك الغزوة يستمده فأمده بجيش من مائتى فارس من المهاجرين والأنصار أهل الشرف فيهم أبو بكر وعمر رضى الله عنهما وأمر عليهم أبا عبيدة فلما قدموا على عمرو قال أنا أميركم وإنما أنتم مددى وقال أبو عبيدة بل أنت أمير من معك وأنا أمير من معى فأبى عمرو فقال له ابو عبيدة يا عمرو إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى إذا قدمت على عمرو فتطاوعا ولا تختلفا فإن خالفتنى أطعتك قال عمرو فإنى أخالفك فسلم له أبو عبيدة وصلى خلفه فى الجيش كله وكانوا خمسمائة))

قال ابن الأثير باسد الغابة : ((ثم بعثه رسول الله أميرا على سرية إلى ذات السلاسل إلى أخوال أبيه العاص بن وائل يدعوهم إلى الإسلام ويستنفرهم إلى الجهاد فسار في ذلك الجيش وهم ثلاثمائة فلما دخل بلادهم استمد رسول الله فأمده . أنبأنا أبو جعفر بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي عن غزوة ذات السلاسل من أرض بلي وعذرة قال بعث رسول الله عمرو بن العاص يستنفر الأعراب إلى الشام وذلك أن أم العاص بن وائل امرأة من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة فبعثه رسول الله يستألفهم بذلك حتى إذا كان على ماء بأرض جذام يقال له السلاسل وبذلك سميت تلك الغزاة ذات السلاسل فلما كان عليه خاف فبعث إلى رسول الله يستمده فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في المهاجرين الأولين فيهم أبو بكر وعمر وقال لأبي عبيدة لا تختلفا فخرج أبو عبيدة حتى إذا قدم عليه قال له عمرو إنما جئت مددا لي فقال أبو عبيدة لا ولكني أنا على ما أنا عليه وأنت على ما أنت عليه وكان أبو عبيدة رجلا سهلا لينا هينا عليه أمر الدنيا فقال له عمرو بل أنت مدد لي فقال أبو عبيدة يا عمرو إن رسول الله قال لي لا تختلفا وإنك إن عصبتين أطعتك فقال له عمرو فإني أمير عليك قال فدونك فصلى عمرو بالناس))

و في هذه الغزوة كان خبر الليلة الشديدة البرودة التي تيمم بها عمرو بن العاص للصلاة و لم يتوضأ . قال ابن عبد الحكم : ((حديث ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبدالرحمن بن جبير عن عمرو بن العاص قال بعثني رسول الله في سرية وأمرني عليها وفيهم عمر بن الخطاب فأصابتني جنابة في ليلة بادرة شديدة البرد فتيممت وصليت بهم فلما قدمنا على رسول شكاني عمر إلى رسول الله حتى كان من كلامه أن قال صلى بنا وهو جنب فبعث إليّ رسول الله فسألني فقلت يا رسول الله أجنبت في ليلة بادرة لم يمر علي مثلها قط فخيرت نفسي بين أن أغتسل فأموت أو أصلي بهم وأنا جنب فتيممت وصليت بهم فقال رسول الله لو كنت مكانك فعلت مثل الذي فعلت هكذا . حدثناه أبي عبدالله بن عبدالحكم عن ابن لهيعة . وحدثناه محمد بن عبدالجبار المخزومي حدثنا زيد بن الحباب عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبدالرحمن بن جبير عن أبي فراس يزيد بن رباح مولى عمرو عن عمرو)) . و في رواية الذهبي قال : ((روى يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس، عن عبدالرحمن بن جبير، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص : أن عَمرَاً كان على سرية، فأصابهم برد شديد لم يروا مثله، فخرج لصلاة الصبح، فقال: احتلمت (البارحة)، ولكني والله ما رأيت بردا مثل هذا، فغسل مغابنه، وتوضأ للصلاة، ثم صلى بهم فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه: " كيف وجدتم عمرا وصحابته " ؟ فأثنوا عليه خيرا، وقالوا: يا رسول الله، صلى بنا وهو جنب، فأرسل إلى عمرو، فسأله، فأخبره بذلك وبالذي لقي من البرد، وقال: إن الله قال: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) (النساء: 28) ولو اغتسلت مت فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم)) . و إسناده صحيح، والمغابن : هي الارفاغ أو بواطن الافخاذ عند الحوالب جمع مغبن من غبن الثوب: إذا ثناه وعطفه، وأخرجه أبو داود (335) في الطهارة: باب إذا خاف الجنب البرد تيمم، والبيهقي: 1 / 226 من طريق ابن وهب، عن ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث بهذا الاسناد، وصححه ابن حبان (202) ، وهو في " ابن عساكر " 13 / 255 / ب ، وأخرجه أبو داود ، والبيهقي: 1 / 225 من طريق وهب بن جرير، عن أبيه، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد ابن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبدالرحمن بن جبير، عن عمرو بن العاص، قال: احتلمت في ليلة باردة في غزوة ذات السلاسل، فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك، فتيممت، ثم صليت بأصحابي الصبح، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب " ؟ فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال، وقلت: إني سمعت الله يقول (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقل شيئا وعلقه البخاري في " صحيحه " 1 / 385، وقواه الحافظ، وصححه الحاكم: 1 / 177، ووافقه الذهبي، وحسنه المنذري وانظر " زاد المعاد " 3 / 388

يتبع...
__________________








رد مع اقتباس