عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 2014-02-17, 08:02 PM
أبو عادل أبو عادل غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-05
المكان: المملكة المغربية
المشاركات: 703
افتراضي

قال ابن عبد البر : ((قال أبو عمر : فاعتزل عمرو فى ناحية فلسطين وكان يأتى المدينة أحيانا ويطعن فى خلال ذلك على عثمان فلما قتل عثمان سار إلى معاوية باستجلاب معاوية له))

إلتحاقه بمعاوية و مؤازته له و شهوده صفّين سنة37هـ :

ثم لم يزل عمرو بغير إمرة إلى أن قُتِل عثمان سنة35هـ ، ثم كانت الفتنة بين علي ومعاوية فحدثت موقعة الجمل سنة36هـ ، فلحق بعدها عمرو بمعاوية و عاضده و اشترط عليه ان يوليه مصر فوعده بذلك ، و شهد معه صفّين و كان معه يدبر أمره في الحرب إلى أن جرى أمر الحكمين و كان احد الحكمين و قصتها مشهورة ، ثم دخلت سنة38هـ و فيها ولاه معاوية عل مصر

قال ابن تغري بردي : ((وسبب انتماء عمرو إلى معاوية أن عمرًا كان لما عزله عثمان بن عفان عن مصر بعبد الله بن سعد بن أبي سرح ..توجه عمرو وأقام بمكة منكفًا عن الناس حتى كانت وقعة الجمل)) اي انه اعتزل الناس بمكة من سنة27هـ إلى سنة36هـ

قال الذهبي : ((قال معتمر : حدثنا عوف، عن شيخ من بكر بن وائل: أن النبي صلى الله عليه وسلم أخرج شقة خميصة سوداء ، فعقدها في رمح، ثم هز الراية، فقال: " من يأخذها بحقها " ؟ فهابها المسلمون (من أجل الشرط)، فقام رجل، فقال: يا رسول الله، وما حقها ؟ قال: " لا تقاتل بها مسلما، ولا تفر بها عن كافر . قال: فأخذها، فنصبها علينا يوم صفين، فما رأيت راية كانت أكسر أو أقصم لظهور الرجال منها، وهو عمرو بن العاص . سمعه منه أمية بن بسطام)) . و قال ابن الاثير عن الخميصة السوداء : هي ثوب خز أو صوف معلم، وقيل: لا تمسى خميصة إلا أن تكون سوداء معلمة، وكانت من لباس الناس قديما، وجمعها الخمائص

و قال الذهبي و ابن تغري بردي : ((قال جويرية بن أسماء : حدثني عبد الوهاب بن يحيى بن عبد الله بن الزبير، حدثنا أشياخنا: أن الفتنة وقعت وما رجل من قريش له نباهة أعمى فيها من عمرو بن العاص وما زال مقيمًا و معتصما بمكة ليس في شيء مما فيه الناس حتى كانت وقعة الجمل ، فلما كانت، بعث إلى ولديه عبد الله ومحمد، فقال: قد رأيت رأيا، ولستما باللذين ترداني عنه، ولكن أشيرا علي، إني رأيت العرب صاروا غارين يضطربان، فأنا طارح نفسي بين جزاري مكة ولست أرضى بهذه المنزلة، فإلى أي الفريقين أعمد ؟ قال عبد الله: إن كنت لابد قاعلا فإلى علي، قال: ثكلتك أمك، إني إن أتيته، قال لي: إنما أنت رجل من المسلمين، وإن أتيت معاوية، خلطني بنفسه، وشركني في أمره، فأتى معاوية)) . ابن عساكر " 13 / 260 / آ . و غارين : تثنية غار: وهو الجمع الكثير من الناس، وقيل: الجيش الكثير، يقال: التقى الغاران، أي: الجيشان، ومنه قول الاحنف بن قيس في انصراف ابن الزبير عن وقعة الجمل: وما أصنع به إن كان جمع بين غارين من الناس، ثم تركهم، وذهب

و كان السبب الرئيسي و الوحيد لعمرو في التحاقه بمعاوية هو استرداده لولايته على مصر و اخذه في قلبه مما فعله عثمان

قال الذهبي و ابن تغري بردي : ((و قيل : دعا عمرو ابنيه ، فأشار عليه عبد الله ان يلزم بيته ، و اما محمد فقال له : انت شريف من اشراف العرب و ناب من انيابها لا ارى ان تتخلف ، فقال لعبد الله: إنك أشرت علي بالقعود، وهو خير لي في آخرتي وأما أنت يا محمد، فأشرت علي بما هو أنبه لذكري، ارتحلا ..فارتحلوا إلى الشام ، فأتى معاوية، فوجده يقص ويذكر أهل الشام في دم الشهيد فقال له: يا معاوية، قد أحرقت كبدي بقصصك، أترى إن خالفنا عليا لفضل منا عليه، لا والله ! إن هي إلا الدنيا نتكالب عليها، أما والله لتقطعن لي من دنياك أو لانابذنك، فأعطاه مصر وقد كان أهلها بعثوا بطاعتهم إلى علي)) و في رواية ابن تغري بردي : ((فقال لما تى الشام : يا أهل الشام إنكم على خير وإلى خير تطلبون بدم عثمان خليفة قتل مظلومًا فمن عاش منكم فإلى خير ومن مات فإلى خير فما زال مع معاوية حتى وقع من أمره)) . الخبر في " ابن عساكر " 13 / 260 / ب مطولا . و قال الذهبي : ((قال الطبراني حدثنا يحيى بن عثمان حدثنا سعيد بن عفير حدثنا سعيد ابن عبدالرحمن عن أبيه عن يعلى بن شداد بن أوس عن أبيه : أنه دخل على معاوية، وعمرو بن العاص معه، فجلس شداد بينهما، وقال: هل تدريان ما يجلسني بينكما ؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا رأيتموهما جميعا ففرقوا بينهما، فوالله ما اجتمعا إلا على غدرة)) . أورده " ابن عساكر " 13 / 261 / آ، وقال: سعيد بن عبدالرحمن وأبوه مجهولان، وسعيد بن كثير بن عفير وإن كان قد روى عنه البخاري، فقد ضعفه غيره

و قال : ((وقيل: كتب علي إلى عمرو، فأقرأه معاوية وقال: قد ترى (ما كتب إلي علي)، فإما أن ترضيني، وإما أن ألحق به ، قال : ما تريد ؟ ، قال: مصر، فجعلها له)) . ابن عساكر " 13 / 261 ب، والزيادة منه . و قال : ((قال الواقدي : حدثني مفضل بن فضالة، عن يزيد بن أبي حبيب ، وحدثني عبد الله بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبي عون قالا: لما صار الامر في يد معاوية، استكثر مصر طعمة لعمرو ما عاش، ورأى عمرو أن الامر كله قد صلح به وبتدبيره، وظن أن معاوية سيزيده الشام، فلم يفعل، فتنكر له عمرو فاختلفا وتغالظا، فأصلح بينهما معاوية بن حديج، وكتب بينهما كتاب بأن: لعمرو ولاية مصر سبع سنين، وأشهد عليهما شهودا، وسار عمرو إلى مصر سنة تسع وثلاثين، فمكث نحو ثلاث سنين، ومات)) . طبقات ابن سعد " 4 / 258 وهو عند ابن عساكر: 13 / 262 / ب

ثم دخلت سنة38هـ : و فيها دخل مصر مرة أخرى و استرد ولايته ، و الكلام عن كيفية استرداده مصر :

ثم سار عمرو في جيش جهزه معاوية إلى مصر فدخلها في ربيع الأول سنة38هـ ، و وليها لمعاوية في صفر و قيل ذي القعدة

قال الزركلي : ((كان عمرو مع معاوية، فولاه معاوية على مصر سنة38هـ وأطلق له خراجها ست سنين فجمع أموالا طائلة))

قال ابن تغري بردي : ((وجمع إليه معاوية الصلاة والخراج في ولايته هذه))

قال ابن تغري بردي : ((ووليها بعد محمد بن أبي بكر الصديق ومهد أمورها ثم خرج منها وافدًا على معاوية بالشام واستخلف على مصر ولده عبد الله بن عمرو وقيل خارجة بن حذافة وحضر أمر الحكمين ثم رجع إلى مصر على ولايته ودام بها إلى أن كانت قصة الخوارج الذين خرجوا لقتل علي ومعاوية وعمرو هذا ..وأقام عمرو بعد ذلك مدة سنين حتى مات بها))

قال الذهبي : ((روى المدائني عن جويرية بن أسماء، أن عمرو بن العاص قال لابن عباس: يا بني هاشم، لقد تقلدتم يقتل عثمان فرم الاماء العوارك، أطعتم فساق العراق في عيبه، وأجزرتموه مُرّاق أهل مصر، وآويتم قتلته فقال ابن عباس: إنما تكلم لمعاوية، إنما تكلم عن رأيك، وإن أحق الناس أن لا يتكلم في أمر عثمان لانتما، أما أنت يا معاوية، فزينت له ما كان يصنع، حتى إذا حصر طلب نصرك، فأبطأت (عنه، وأحببت قتله)، وتربصت به، وأما أنت يا عمرو، فأضرمت عليه المدينة، وهربت إلى فلسطين تسأل عن أنبائه، فلما أتاك قتله، أضافتك عداوة علي أن لحقت بمعاوية، فبعث دينك بمصر فقال معاوية: حسبك، عرضني لك عمرو، وعرض نفسه)) . ابن عساكر : 13 / 263 / ب، والزيادة منه . والقرم : "شدة الشهوة" ، والعوارك : "الحيض" ، وأجزرتموه : "جعلتموه جزر سيوفهم فذبحوه" ، ومراق أهل مصر : "فساقهم"

ثم دخلت سنة 43هـ : و كانت بها مرضه و وفاته ..و سنتكلم هنا عن سنة وفاته و عمره ثم الكلام عن مرضه و وفاته ، و قبره ثم التفصيل عن المُقَطَّم ، ثم الكلام عن الإختلاف في موضع قبره بالمقطم :

ظل عمرو بن العاص واليا على مصر من سنة38هـ إلى أن مرض و توفي بها سنة 43هـ على أرجح الأقوال و أشهرها كما سيأتي

كما ذكر وفاته بمصر السخاوي و ابن الأثير و الموفق بن عثمان و ابن عبد البر و ابن حبان بالثقات و ابن حجر بتقريب التهذيب و السيوطي بدر السحابة و حسن المحاضرة و الزركلي بالأعلام

و ذكر الذهبي ان عمرو تولى إمرة مصر لمعاوية سنتين و نيفاً . و لا يصح هذا ، لثبوت ولايته بعهد معاوية سنة38هـ إلى ان توفي سنة43هـ اي ان ولايته بعهد معاوية كانت كما سبق و قلنا 5سنين و ليس سنتين

سنة وفاته :

قال محمد بن عبد الله بن نمير وغيره: مات سنة42هـ

و قيل مات سنة47هـ و قيل سنة48هـ

و يُروى عن الهيثم : أنه توفي سنة51هـ ، وهذا خطأ

وعن طلحة القناد، قال : توفي سنة58هـ ، وهذا لا شئ

قال البخاري : ((قال الحسن عن ضمرة : مات سنة61هـ أو 62هـ في ولاية يزيد))

و أرجح و أشهر ما قيل في سنة وفاته : انها كانت سنة43هـ و هو الصحيح الذي جزم به بن يونس وغيره من المتقنين ، و هو قول الليث، والهيثم بن عدي، والواقدي و يحيى بن البكير ، وغيرهم

قال ابن الأثير : ((مات سنة 43هـ وقيل سنة 47هـ وقيل سنة 48هـ وقيل سنة 51هـ والأول أصح))

يتبع...
__________________








رد مع اقتباس