عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2019-04-17, 02:28 PM
غندر الشنيلي غندر الشنيلي غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2019-03-21
المشاركات: 24
افتراضي علي قتل الأبرياء وعثمان بازل ناكث وطلحة ناكث والزبير عود طليح والأشعث شيطان ... عند عالم الإباضية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد :
رغم محاولة الإباضية في إنكار النزعة العدائية لديهم تجاه ثلة من أجلاء الصحابة إلا أن هذه النزعة تأبى الذوبان وكتب وأساليب علماء الإباضية طافحة بها وكأنهم لا يستطيعون الابتعاد عنها
من ذلك ما ظهر جليا لدى أحد كبار علماؤهم وهو الإباضي أبو مسلم البهلاني الذي نظم قصيدة كاملة بعنوان النهروانية في رثاء قتلى حروراء والثناء على موقفهم وتصويبه بمختلف السبل , لكن سب الصحابة واحتقارهم طغى

في هذه القصيدة على الكلام عن أهل النهروان , بل إن أبا مسلم البهلاني تعمد أن يجعل من أبيات قصيدته خطابا موجها لعلي رضي الله عنه حاول أن يحافظ فيه على شيء من الإحترام ولكن لهجة التوبيخ والتقريع واضحة

جدا
القصيدة موجودة على الانترنت .. كتابة وصوتا .. فنص القصيدة على كثير من المنتديات والمواقع الأدبية والصفحات والقصيدة مسجلة بصوت شيخهم مسعود القبالي الذي خصص لها جهدا وقام بإصدار ثلاث أداءات

مختلفة لها
وإليكم تحليل سريع للقصيدة
***************
1) بدأ البهلاني مسيرة طعنه بالصحابة بعثمان بن عفان رضي الله عنه حيث قال على سبيل المدح لأهل النهروان وشيعتهم :
اوانس في مرج الرجاء رواتع وللخوف في احشائهن زفير
غسلن به احكام سهم واشعر ودرن مع القرآن حيث يدور
نحرن عقيب الدار بازل ناكث وأمس بصفين لهن هرير
فلو قدرتها هاشم حق قدرها هشمن ابن صخر للحروب صخور
ياااااه .. لما قرأت هذا البيت يا إخوة تذكرت ذا الخويصرة وقلت : لو ألف إباضي قصيدة في مدح ذي الخويصرة عياذ بالله وما وجد ما يثني به عليه هل كان سجعل من إعتراضه على رسول الله صلى الله عليه وسلم عملا يستحق

عليه المدح ؟
جعل البهلاني قتل أهل النهروان لعثمان بن عفان رضي الله عنه مأثرا من مآثرهم ومفخرة من مفاخرهم يمدحون عليها لا يُكرهون , والذي أشار إليه الكاتب بقوله : عقيب الدار , بازل ناكث ! أوصاف لم يجد البهلاني غيرها

ليصف بها ذا النورين وثالث المبشرين بالجنة والمتسبب ببيعة الرضوان ؟
2 ) معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما أحدهما فاسق جراحات بدر في حاشاه تفور والآخر غوي
أبا حسن ذرها حكومة فاسق جراحات بدر في حشاه تفور
أبا حسن اقدم فأنت على هدى وأنت بغايات الغوي بصير
إن معاوية وعمرو رضي الله عنهما من أشد صحابة النبي التي يقع الإباضية فيهم بما لا يرضاه الله سبحانه وتعالى ... وفيما يصفونهم بهما تشكيك بإسلامهما أصلا والعياذ بالله
فهذا البهلاني يقول أن معاوية أو عمرو رضي الله عنهما فاسقان وجراحات غزوة بدر تفور في حاشاهما , يلمح أنهما ليسا مسلمين حقيقيين وتركت هزيمة المشركين في بدر أثر بالغا في قلوبهما يريدان شفاء غليلهما منه
3 ) علي رضي الله عنه : أحمق , شاك في الدين , عاجز , سيفه كسير , هدم أعماله بخواتيمها , تناسى قضيته , سيف مسلول على المؤمنين , سعير على حزب الله , بطانته بطانة سوء ... وأوصاف أخرى
لعل ما قاله البهلاني في حق عمرو ومعاوية رضي الله عنهما ومن قبلهما عثمان رضي الله عنه يتضائل عند مقارنته بما قاله عن علي رضي الله عنه
فكأن القصيدة كتبت أساسا لتوبيخه حيث أن تلث القصيدة توبيخ لعلي رضي الله عنه ... بدأ التوبيخ بالحديث عن التحكيم ورفع المصاحف وصولا لأكل النهروان كما يسميهم الكاتب ومواجهة علي بأنه اتبع شيطانا هو

الأشعث بن قيس رضي الله عنه وفي النهاية يقول أنه تجاهل أمرا واضحا لأن بصيرته لم توفق إليه
إن شخصية علي رضي الله عنه من خلال الوصف تبدوا شخصية باهتة وعرضة لمختلف التهم , وبـدل أن يتأسف الكاتب مثلا إلى فشل علي رضي الله عنه بضم الشام أو الانتصار على معاوية رضي الله عنه نراه يصف ما

حصل لعلي رضي الله عنه على أنه عقاب عادل استحقه علي بقتله المؤمنين وتحكيمه الرجال في حكم الله
لقد احترت كيف أحجم البهلاني عن السب الصريح لعلي رضي الله عنه واكتفى بإبطانه في قصيدته تلك وهو [ أي البهلاني ] خاض وتوغل في أعراض غيره من الصحابة الذين ضاهوا بأفعالهم أفعال علي رضي الله عنه كأبي

موسى الأشعري وعمرو بن العاص رضي الله عنهما , ولكن زال اللبس بعدما تمعنت في القصة ووجدت أن ما خصصه الكاتب لعلي رضي الله عنه جزء طويل من القصيدة فرأى أنه لا ينفع أن تكون بلهجة لاذعة صريحة ولكن

رأى أن طول الكلام يغني عن حدة اللهجة والله المستعان
نستعرض الآن شيئا مما قال البهلاني عن علي :
قال في توبيخ علي رضي الله عنه لقبوله التحكيم واصفا إياه بالعجز وغير ذلك
فما لك والتحكيم والحكم ظاهر وأنت علي والشآم تمور
أفي الدين شك أم هوادة عاجز تجوزتها أم ذو الفقار كسير
يبيت قرير الجفن بالجفن لاصقا وجفن حسام ابن اللعين سهير
وقال بعد ذلك في صدد تمني ما كانت عليه حال علي رضي الله عنه بعد التحكيم :
فلا جبرت حداه ان ظل مغمدا وهندي هند منجد ومغير
ولا جبرت حداه يوم سللته له في رقاب المؤمنين صرير
أتغمده عن عبد شمس وحزبها ويلفح حزب الله منه سعير
فمالك والأبرار تنثر هامهم كأنك زراع وهن بذور
وقال يتوعده رضي الله عنه
ستحصد هذا الزرع مهما تقصدت عراقك لا يلوى عليك ضمير
تنازعها سل السيوف فتلتوى وتخطب فيها والقلوب صخور
وقال وهو يخبر علي رضي الله عنه عن السبب من ذلك أنه قتله الأبرياء
قتلت نفير الله والريح فيهم وأصبحت فذا والنفير نفور
نشدت دوي النحل لما فقدتهم ويعسوب ذاك النحل عنه خبير
أرقت دماء المؤمنين بريئة لهن بزيزاء الحرار خرير
عليا أمير المؤمنين بقية كأن دماء المؤمنين خمور
إذا : عند البهلاني فعلي رضي الله عنه هو عاجز ويشك وسيفه كسير لا أجبر الله حده يقتل أهل الإسلام ويدع أهل البغي [ رغم أن هذا من صفات الخوارج ] ومتوعد بالفشل ودماء المسلمين عنده كالخمور
أكثر من ذلك ..
علي سفك دماء أهل النهروان جزاء إيمانهم :
فهل أوجب الإيمان سفك دمائهم وأنت بأحكام الدماء بصير
تركتهم جزر السباع عليهم لفائف من إيمانهم وستور
مصاحفهم مصبوغة بدمائهم عليهن من كتب السهام سطور
وقال البهلاني يبرء أهل العراق من خذلان علي ويلقي اللوم عليه :
تنادي أعيروني الجماجم كرة فقد قدموها والوطيس سعير
أما والذي لا حكم من فوق حكمه على خلقه ورد به وصدور
لقد ما أعاروك الجماجم خشعا عليهن من قرع الصفاح فطور
فقصعتها إذ حكمت حكم ربها فما بقيت عارية ومعير
وقال يصف عليا أنه سيف آل محمد صلى الله عليه وسلم قد سُل على المؤمنين :
فيا أسفا من سيف آل محمد على المؤمنين الصالحين شهير
نباعن رؤوس الشام في الحق وانثنى إلى ثفنات العابدين يجور
أكثر من ذلك ..
علي رضي الله عنه مضحوك عليه من الأشعث بن قيس [ شيطان لدى البهلاني ] :
أحيدرة الكرار إن خياركم وقراءكم تحت السيوف شطور
أحيدرة الكرار تابعت أشعثا وأشعث شيطان ألد كفور
ماذا يوصف من يضحك عليه شيطان لدود وكفره غليظ ؟؟؟ والمفروض أنه أمير المؤمنين ؟ نترك الإجابة لأتباع البهلاني
أكثر من ذلك ...
يوبخ عليا كيف ساغ له قتل أهل النهروان ؟
ومن بيعة الرضوان فيهم بقية بأيديهم منها ندى وعبير
اكلتهم في النهر فطرة صائم فكيف أبا السبطين ساغ فطور
وأخيرا وليس آخرا ... علي عاند ولم يرجع للحق وأهل النهروان أقاموا عليه الحجة وأعذروه إلى الله
وإن رجالاً حكموا اللّه حجة على من بتحكيم الرجال يصور
ببينة من ربهم وبصيرة تجاهل فيها عسكر وأمير
وإنهم حجوا علياً وأعذروا وما فاتهم ممن لديه عذير
سؤال : مادام علي قامت عليه الحجة الشرعية ألا يكون قتله على يد عبد الرحمن بن ملجم عند الإباضية عدلا ؟
أخيرا : حاول البهلاني أن يتدارك ويستدرك ويغطي فخصص بيتا من الأبيات الأخيرة يثني فيه على علي :
على أنه من أبصر الناس للهدى وكم بقضاء اللّه ضل بصير
أي بصيرة لرجل عند البهلاني يضحك عليه القاسطون وبطانته بطانة سوء وهو فوق ذلك ضعيف لا يرد على اعتداءات معاوية وفوق ذلك يقتل أنصاره بالظلم وهو معاند يأبى الرجوع إلى الحق ؟
بعد طل هذا أقول : لا تعليق
4 ) طلحة رضي الله عنه ناكث والزبير بن العوام رضي الله عنه عود طليح ... والأشعث بن قيس رضي الله عنه شيطان ألد كفور
قال البهلاني في سياق تذكيره عليا رضي الله عنه بالمعارك التي خاضها متهما إياه بأنه فرط فيها :
تناسيت يوم الدار إذ جد ملكها فللعاص فيها دولة وظهور
ويوم جبال الناكثين تدكدكت وطلحة والعود الطليح عقير
وحربا تؤز الشام ازا قراعها له في جموع القاسطين سعير
أصبح قتل طلحة رضي الله عنه والزبير رضي الله عنه لدى البهلانة فوزا كان ينبغي التفريط به ... من خلال لهجة البهلاني في القصيدة يبدو أنه سعيد بالقتل الصائر بين المسلمين فهو سعيد بمقتل سبعين ألف من المسلمين بصفين ومقتل الكثير من المسلمين بالجمل ولكن أحزنه مقتل ثلة من الحرورية في النهروان عجيب
أما الأشعث بن قيس فلعل البهلاني سبه مسبة لم يسب غيره بها فقد وصفه بالشيطان
أحيدرة الكرار تابعت أشعثا وأشعث شيطان ألد كفور
صحابي جليل وثق فيه علي رضي الله عنه ووضعه كقائد في جيشه وتزوج الحسن رضي الله عنه من ابنته طلع شيطان وكفور والذي اكتشف هذا ليس علي ولا الحسن .. كلا , الذي اكتشف هذا هو البهلاني العبقري بعد مرور ألف وربعمائة سنة
في النهاية : بعد كل هذا الوصف يقول لنا الإباضية أنهم يسكتون عما جرى بين الصحابة
رد مع اقتباس