عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2009-08-08, 04:42 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,400
افتراضي

التكفير حكم شرعى إسلامى ، وموجود فى كل ملة وكل دين ، فحسب كل دين ، فإن كل متمسك بهذا الدين يعد مؤمناً ، وكل مخالف له يعد كافراً ، فنحن إسلامياً مؤمنون ، والنصارى بالنسبة لنا كافرون ، وهم حسب دينهم مؤمنون ، ونحن بالنسبة لهم كافرون. وهذه بديهيات لا يختلف عليها أى صاحب دين.

إسلامياً ، إن القرآن الكريم هو أول من أصدر أحكام التكفير فقال تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (150) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا (151) [ النساء ]
فبين سبحانه أن الكفر بالرسل هو كفر بالله.
وقال تعالى : وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) [ المائدة ]
فبين سبحانه أن عدم الحكم بما أمر الله كفر بالله.
وقال تعالى : إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) [ يوسف ]
فبين سبحانه أن اليأس من روح الله كفر. واليائس منه كافر.
وقال تعالى : وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (117) [ المؤمنون ]
فبين أن دعاء غير الله كفر وفاعله كافر. والآيات فى هذا المقام كثيرة.
فها هو القرآن الكريم قد أطلق حكم الكفر على فئات كثيرة من الناس ، والقرآن هو شرعتنا ومنهاجنا ، فليس عيباً إذاً أن يكون هناك حكم بالتكفير ولكن الخطأ كل أن يصدر هذا الحكم على نحو مخالف للشرع.

والإيمان والكفر من أسماء الدين ، وقد اختلفت الأمة فيه إلى طرفين ووسط ، فأما الطرفان فالطائفة الأولى هم الحرورية الخوارج والمعتزلة الذين كفروا المؤمنين الذين يقترفون الكبائر. فلا يسمونهم مؤمنين ، والخوارج يستحلون دماءهم وأعراضهم فى الدنيا ، "ولهذا كفروا علياً ومعاوية وأصحابهما واستحلوا منهم ما يستحلون من الكفار " بينما المعتزلة فلم يستبيحوا دماءهم. فقالوا : "إن مرتكب الكبيرة خرج من الإيمان ولم يدخل فى الكفر فهو بمنزلة بين المنزلتين. وهذا أحد الصول التى قام عليها مذهب الاعتزال". واتفق الفريقان على أن الميت على كبيرة ولم يتب منها فهو مخلد فى النار. وهذا خطأ وغلو.
والطائفة الثانية : هم المرجئة والجهمية الذين يقولون أن الإيمان هو مجرد قول ولا علاقة له بالعمل "فمرتكب الكبيرة عندهم مؤمن كامل الإيمان ولا يستحق دخول النار ". وهذا تقصير شديد يشابه الأول فى الدرجة ويخالفه فى الاتجاه.
أما المنهج الحق منهج أهل السنة والجماعة فهو المنهج الوسط فى شأن التكفير.

وللحديث بقية - إن شاء الله - فالحوار مثمر....
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس