مر شهر وشهران يدرس مرة يخطئ ومرة يصيب ولكن الجميل في كل هذا انه جعل من كل هرطقاته وجهله موضوعا للتندر مع زملائه الذين اشترك معهم في تأجير مسكن
كانا اثنان
واحد من الشمال مدرس قنية والثاني من الجنويب مدرس فيزياء
يتميز سكان الجنوب بإتقان عمل تفننوا فيه حيثما ذهبوا: صنع الفطائر
وزميلي هذا أبوه فطائري يشتغل بالجزائر وأخوه كذلك بفرنسا
لذلك فمن أول يوم قدم إلى تستور بحث مباشرة عن الفطائري وفعلا كان من الجنوب وابن بلده
وتعرفنا عليه بل صارت لنا به صحبة وتوطدت معه العلاقة رغم فارق السن بيننا
وقد ذكر لنا أن له 25 سنة في هذه المدينة وله معارف وصدقات كثيرة
خيوط تنسج ولا يعلمها إلا الله ونحن نسير غافلين
كنا في احد الليالي ساهرين رفقة زملاء آخرين في سكنانا . كنا نتمازح وخاصة أن الجميع كنا عزابا
التفت إلي أحد الزملاء الذي كان يدرس معي نفس القسم وقال مازحا : فلان عينه على فلانة( أدب وهدوء وكال لها ألف وصف)
قالها مزاحا وتلقفها الجميع وأمضوا بها السهرة وصراحة ما اعترضت ولا جاريت
ولكن خلال الحصص التي التقيت القسم فيها كنت ادرس دون ان أثير حتى انتباهها : أدرس نفسيتها / تصرفها / تفاعلها وأمور كثيرة
كنت ابحث عن سلبية لأتخلص من الفكرة
ولكن فشلت
ويتكرر المزاح نفسه بعد أسبوع على ما أظن أو أكثر لكني هذه المرة علقت : وما المانع؟ موتوا بغيظكم
وكانت القدر الحتوم
وكأنهم ينتظرونها
وتمت جلسة محاكمة: عفوا
جلسة بحث عن منفذ أو وسيلة للوصول إلى الهدف
للعلم : البنت خالية ذهن
أنا انطلقت مزاحا ولكن ترسخت الفكرة جدا
المنطقة محافظة وأهلها منغلقين نوعا ما ك فالمرأة هناك لا تخرج سافرة مطلقا إلا تلميذات المدارس
( تغير الحال اليوم)
وجاءت الفكرة من ابن الفطائري : استاذ الفيزياء
عمو بلقاسم سيعطينا كامل الإرشادات
من الغد سأله أحدهم عن أبيها وأهلها
فرد متسائلا لماذا؟
فأخبروه
قال ليأتي بنفسه وساخبره
ذهبت رفقة بعض الزملاء
بادرني بالسؤال: زملاؤك أخبروني انك تريد فلانة . هل صحيح هذا الكلام
إن شاء الله
رد قائلا: هل أنت واثق من نفسك وكلام رجال؟
وهل تظن أننا أطفال
أجاب: خلاص إذا أنا زوجتك البنت
أصابتنا دهشة واستغربنا وكنا متيقنين أنه يمزح
ولكن كان حازما
أنا زوجتك البنت وسأعرفك على أبيها في الوقت المناسب
عودوا غدا لأني سأخبر أباها بما فعلت
من الغد كان الرد هو نفسه مضافا إليه أنه اخبر أباها ووافق
وتكشفت لي المور بعد ذلك
الرجلان أصحاب من 20 سنة
ولما أعلم اباها بأنه زوجها كان جواب الآخر: أنا وثق لانك في مقامي ولن تختار لها إلا الخير وهل تظن أني سأكسر لك قولا
وتم الأمر
خطبت بنتا وزوجنيها رجل من الجنوب ومازلت لا أرف أحدا من اهلها أو أقاربها بل زواجا على الطريقة العتيقة ولا حتى أعرف رأي صاحبة الأمر
وللحديث يقية
ارتحت الآن ( سعودية)كشفت البير وغطاه