عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 2014-11-23, 01:23 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,399
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد عبد الحفيظ احمد غيث مشاهدة المشاركة
كثيرا ما نلاحظ أن منكري السنة الشريفة من قرآنيين وغير قرآنيين يغفلون عن مفهوم ختم النبوات وما ينتج عنه من فروقات جوهرية بين النبوة الخاتمة وغيرها من النبوات؛ فمن المعلوم لكل ذي عقل بأن الخاتمة لا بد وأن تتميز عن سابقاتها من النبوات؛ وقد ورد في صحيح البخاري وكذلك مسلم قول الرسول عليه الصلاة والسلام : أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي؛ نصرت بالرعب مسيرة شهر؛ وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا؛ وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد من قبلي؛ وأعطيت الشفاعة؛ وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة؛ وسوف أبين لكم في هذا المبحث مصداقية هذا الحديث الشريف من خلال بيان مدى توافقه وانسجامه مع آيات القرآن الكريم؛ فالرسول عليه الصلاة والسلام يتحدث عن خمسة ضرورات يلزمن ختم النبوات.
الاولى: عموم البعثة.
أن ختم النبوات يدل على ضرورة عمومها؛ كما ان عمومها يدل على ضرورة ختامها؛ فلو بدأنا بقوله تعالى: ما كان محمد ابا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين؛ سوف يتبين لنا بأن ختم النبوات ببعثة محمد علية الصلاة والسلام يستوجب ويفرض أن تكون بعثته لعموم الناس أي كافتهم في كل مكان وزمان وذلك لأن ختامها يعني انقطاع النبوات بعدها وبالتالي وجب أن تكون لعموم الناس؛ ولو بدأنا بقوله تعالى: وما أرسلناك إلا كافة للناس؛ سوف يتبين لنا أن بعث محمد عليه الصلاة والسلام لكافة الناس في كل مكان وزمان يستوجب ويفرض أن تكون بعثته آخر البعثات وخاتمتها وذلك لأن بعثها لكافة الناس ينهي الحاجة لبعث المزيد من النبوات.
الثانية: الرهبة "الدعم المعنوي".
ولما كان تبليغ الناس في كل مكان وزمان من واجبات البعثة الخاتمة كان من الضروري أيضا بأن تتميز هذه البعثة بدعم رباني معنوي كالرهبة وذلك لأن انتشارها عبر الأمكنة والأزمنة سوف يواجه العديد من الصراعات فمن البديهي بأن طريق التبليغ لن تكون مفروشة بالورود؛ وبالتالي فأن عنصر الرهبة ضروري لتسهيل نشر الدين وضروري لمواجهة اية صراعات محتملة لذلك يقول الله تعالى: وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلا ويقللكم في أعينهم ليقضي الله امرا كان مفعولا؛ فهذا جانب معنوي فتقليل المشركين بأعين المسلمين من باب تثبيت قلوبهم وتقويتها أما تقليل المسلمين بأعين المشركين فهو من باب بث الغرور في قلوبهم ليدخلوا المواجهة ثم يقذف الرعب في قلوبهم؛ ومثل ذلك ايضا قول الله تعالى: إذ يوحي ربك إلى الملائكة ثبتوا ألذين أمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان* ذلك بأنهم شآقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب.
الثالثة: الغنائم "الدعم المادي"
ولأن المواجهات والصراعات ستبقى مع بقاء غاية النشر والتبليغ قائمة مما يعني زيادة متطلبات التجهيز من حيث تفريغ المقاتلين وتجهيزهم بالأدوات اللازمة؛ فكان يلزم من أجل ذلك أن يكون هنالك الدعم المادي وبالتالي كان لا بد أن تتميز البعثة الخاتمة بموقف مختلف مع الغنائم وذلك لأن الغنائم لم تكن تحل للأمم السابقة وذلك لأن البعثات السابقة كانت مخصصة من حيث الزمان أو المكان فلم يكن مطلوبا منهم لا الانتشار ولا الاستمرار؛ كما هو حال البعثة الخاتمة؛ وبالتالي فالغنائم كدعم مادي يمثل ضرورة لهذه النبوة الخاتمة وبالتالي جاء قوله تعالى :واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير؛ وبالتالي فالخمس للدولة واربعة اخماس للمقاتلين.
الرابعة: ميزة الصلاة بمختلف الأماكن
ولأن نشر الدين يتطلب الحركة والتنقل بإستمرارية فهذا يلزم بالضرورة أن تباح الصلاة بأي مكان إذا جاء وقتها وذلك كي لا تتعرض الصلاة للتعطيل من ناحية؛ وأيضا أن لا تكون الصلاة معطلة للقيام بواجبات النشر من ناحية أخرى؛ لذلك فالصلاة في الأسلام لا مكان يحدها بل وأن الله أمر بالصلاة للعسكر وهم ركوبا أو مشاة ؛ وهنالك حكمة أخرى أيضا في هذه الميزة وذلك من أجل عدم المساس باماكن العبادة للبلاد المفتوحة؛ فلو فرضنا عدم وجود هذه الميزة في الصلاة الإسلامية فهذا قد يؤدي إلى تعدي الفاتحين على اماكن عبادة غيرهم ليتخذوها مساجد جاهزة.
الخامسة: شفاعة النبي الخاتم
ولأن اتباع النبي الخاتم وطاعته كرسول لله مطلب ديني إساسي دلت عليه العديد من الآيات القرآنية بحيث ربطت طاعته كرسول بطاعة الله وربطت تبعيته كنبي بمحبة الله؛ ولأن هذا المطلب قائم لا يغيره تغير الزمان ولا يبدله تبدل المكان؛ فكان لا بد بالضرورة ومن باب الترغيب في تبعية هذا النبي أن تكون له شفاعة خاصة لأتباعه ممن لم يشركوا بالله ولم يرتدوا كفارا وبدليل أن الله يغفر ما دون الشرك لمن يشاء؛ ومن ناحية أخرى يأتي استحقاق النبي لشفاعة خاصة من خلال جهده المتميز عن سائر الأنبياء؛ فالنبي الخاتم كان مطلوبا منه أن يراعي في كل افعاله وسلوكه تسهيل وتيسير تبعيته للآخرين وهذا جهد كبير لم يسبقه إليه أحد فوجبت له شفاعة خاصة؛ ودليل ذلك يقول الله تعالى: ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا؛ وقد اتفق العلماء على ان هذا المقام المحمود هو الشفاعة العظمى يوم القيامة؛ ومن الأدلة على قبول الله للشفاعة قوله تعالى: ما من شفيع إلا بعد إذنه؛ وقوله أيضا: لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا؛ وقوله أيضا: يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا.
استمتعت بقراءة هذا المقال النفيس. اعتقادات راسخة ، عناصر مترابطة ، أفكار مسلسلة ..
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس