عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2015-08-20, 10:24 AM
شهادة شهادة غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2015-07-02
المشاركات: 22
افتراضي

الأخ الكريم ، لا يمكنك لا عقلاً و لا ديناً أن تبرر أي عمل بناء على كونه فقط خالصاً لله.. !
فلا يمكن أن تقتل مخلصاً لله والله حرم قتل النفس ظلماً و عدواناً ، (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن يفعل ذلك يلق أثاماً) (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).. وباختصار فتحريم قتل النفس أصل واضح في الإسلام -أيا كانت هذه النفس مسلمة أو على غير دين الإسلام لعموم لفظ النفس- ، وتحريم الاعتداء أصل واضح في الإسلام أيضاً ، كما أن الآية السابقة توضح أن للمسلم -أو للإنسان عامة بالأدق- الحق في الدفاع عن نفسه ضد من اعتدى عليه..
وهذا يتناسب مع الفطرة و العقل والنصوص القرآنية وعظمة التشريع الإلهي الذي يحفظ الحقوق و لا يظلم أحداً ، والكارثة أن نبرر حدثاً تاريخياً كالفتوحات الإسلامية ونجعله جزءاً من تشريعات الدين -وهو ليس كذلك- ، ونستبيح به الظلم و العدوان.. و الأسوأ أن هذا إساءة لله عز وجل وزعم بأنه شرع الظلم ومزايدة على النصوص القرآنية وإسقاط للكثير منها كآيات تحريم لاعتداء وقوله تعالى (لا إكراه في الدين).

أما القول المنسوب إلى النبي -وحاشاه أن يقول ما يخالف القرآن الكريم-: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله" ، فهذا يخالف قوله تعالى (لاإكراه في الدين) ، والتعارض بينهما لا يخفى على أحد.. كما أنه لا يمكن أن يقدم حديث يعارض نصوصاً قرآنية كثيرة ، وأن يكون مسقطاً أو ناسخاً لها كقوله تعالى:(وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).
ولا يمكن أن يؤخذ في هذا الشأن بآية و إسقاط غيرها ، لأن هذا من اتباع المتشابه (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله) ، ومن التحريف للآيات من بعد مواضعها (ا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ۛ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ ۖ...) المائدة وهذا التحريف كان واقعاً منذ زمن الرسول من الظاهر الآية..
فلا يصح أن تؤخذ آية من سياقها ، أو تؤخذ دون ردها إلى غيرها من الآيات المحكمات..
و الآية التي ذكرت (كتب عليكم القتال) تجد في الآية التي تليها (ولا يزالون يقاتلونكم ..) بمعنى أن هذا كان قتال للدفاع ضد المعتدي المقاتل ، وهو ما يتناسب مع قوله تعالى (وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ).

وبمناسبة الحديث عن المعيار الحقيقي لعمل المسلم فهو الصلاح ، أن يكون عملاً صالحاً لا عملاً سيئاً يتضمن الأذى و الدمار و الفساد و الظلم ، وهذا بين في آيات كثيرة: (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا).
رد مع اقتباس